DPA
الثلاثاء 6 يونيو 2017
12:53 ص
لم ينه ريال مدريد الأسباني موسمه ببسط سيطرته بدون منازع على كرة القدم في القارة الأوروبية وحسب، بل إنه ترك انطباعا أنه ربما في طريقه إلى تدشين حقبة ممتدة لهذه السيطرة وخلق بهذا الشكل تحديا كبيرا لمنافسيه، وهم الفرق الكبرى في أوروبا الذين عليهم أن يتمموا مشاريعهم وصفقاتهم الجديدة من أجل منافسة النادي الملكي.
وأصبح ريال مدريد في الوقت الراهن، بقيادة رئيسه فلورينتينو بيريز، في وضع يحسده عليه الجميع، فهو لم يحقق الإنجازات في الحاضر وحسب، بل نجح في التخطيط جيدا لمستقبله.
ولا يمر النادي الملكي بظروف طارئة وينقصه فقط تحديد استراتيجيته في تعويض غياب بعض اللاعبين مثل خاميس رودريجيز وبيبي وربما موراتا، إذا قرر الرحيل، من أجل أن يحافظ على حالة الانسجام التي تغلف الأجواء داخل غرفة خلع الملابس والملعب.
ولكن الوضع مختلف أشد الاختلاف بباقي الفرق الأوروبية مثل برشلونة وبايرن ميونخ ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وتشيلسي وأتلتيكو مدريد وأخرين، من الذين يرغبون في إنهاء هيمنة ريال مدريد.
وبالنظر إلى قوة ريال مدريد، فإن على منافسيه أن يفعلوا الكثير من أجل التفوق عليه.
وأقرب الأمثلة في هذا الصدد هو برشلونة، فقد تعاقد النادي الكتالوني مع المدرب ارنستو فالفيردي، ولكن ورغم ذلك يعتري شعورا بالقلق جماهير الفريق كونها ترغب في أن تعرف كيف سيدعم النادي صفوفه بعد أن فشل في استثمار أمواله بشكل جيد والتي بلغت 130 مليون في عقد صفقات جديدة في الموسم المنصرم، وهذا ما تدلل عليه النتائج.
وعلى النقيض أعد ريال مدريد فريقا متنوعا ولهذا تفوق على برشلونة، الذي محسوما لديه هوية لاعبيه الأساسيين والاحتياطيين، بسبب الفارق الكبير بين كلا الجانبين.
وكما كان الحال في أزمنة ليست بالبعيدة، يعيش برشلونة حاليا ظروفا طارئة.
وقالت صحيفة "سبورت" الأسبانية : "نجاح ريال مدريد يلقي بأعباء ثقيلة على كاهل برشلونة، الذي عليه أن يعدل مسار السفينة بشكل دقيق للغاية".
وتحدثت صحيفة "موندو ديبورتيفو" أيضا عن الأمر ذاته وقالت: "ريال مدريد فرض كلمته، وعلى برشلونة الآن مع ميسي فرض كلمته هو الأخر".
ولكن ليس برشلونة هو من بات مجبرا على إعادة تأسيس نفسه من جديد وحسب، بل وكيانات أوروبية ضخمة أخرى أيضا، من بينها بايرن ميونخ الألماني، الذي يعد فوزه ببطولة الدوري الألماني إنجازا ضئيلا هذا الموسم، الذي كان مطالبا فيه الفريق، بقيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بالفوز بكل شيء.
واستعصت بطولة دوري أبطال أوروبا على النادي البافاري منذ أخر فوز له بها في 2013 عندما تغلب على بروسيا دورتموند 2 / 1 في المباراة النهائية على ملعب ويمبلي، حيث لم يعد إلى خوض أي نهائي في هذه البطولة منذ ذلك الحين.
وعلى جانب أخر، أكد ماكسيمليانو أليجري، المدير الفني لنادي يوفنتوس الإيطالي، عقب الهزيمة الثقيلة التي مني بها فريقه، 4 / 1، أمام ريال مدريد يوم السبت الماضي في نهائي دوري الأبطال، أن فريقه وصل إلى نهاية حقبة سيطر فيها على كل شيء رغم فوزه بلقبي الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا هذا الموسم.
ومع اكتظاظ صفوف النادي الإيطالي باللاعبين المخضرمين مثل بوفون/39 عاما/ وجورجيو كيليني/32 عاما/ وأندريا بارزاجلي /36 عاما/ وداني ألفيش/34 عاما/ وماريو ماندزوكيتش/31 عاما/، بات تجديد دماء الفريق أمرا ضروريا وحتميا.
وفي فرنسا سيعود باريس سان جيرمان لإنفاق مبالغ طائلة مرة أخرى لتدعيم صفوفه ليس من أجل المنافسة بشكل أقوى في دوري الأبطال وحسب، بل من أجل العودة للمنافسة على الدوري الفرنسي، الذي فقد سيطرته عليه هذا الموسم لصالح موناكو.
ويتربع أتلتيكو مدريد على قمة قائمة الفرق الأوروبية الأكثر احتياجا لإعادة التأسيس والدعم في الموسم المقبل، فقد طالب المدير الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني إدارة النادي بعقد صفقات قوية، إلا أن عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي حرمت النادي الأسباني من شراء لاعبين جدد حتى يناير القادم تعد بمثابة ضربة قاصمة لتطلعات الفريق.
وحصل أتلتيكو مدريد في الأيام الأخيرة على وعد من نجمه الفرنسي أنطوان جريزمان بالبقاء مع الفريق خلال الموسم المقبل، ولكن الشكل الحالي للفريق لن يسمح له بالمنافسة على الألقاب الكبيرة، سواء في الدوري الأسباني أو في دوري أبطال أوروبا.
وتبقى الصورة غير واضحة المعالم بالنسبة للأندية الإنجليزية، التي تتمتع بثراء كبير بفضل التدفقات النقدية لحقوق البث التليفزيوني ولكن ينقصها حسن التصرف والتعامل بحزم مع الصفقات الكبيرة.
ومرة أخرى عادت الكرة الإنجليزية لتخفق في بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، فلم يتأهل أي فريق هذا العام للمربع الذهبي.
وينافس في الموسم القادم من البطولة الأوروبية خمسة فرق إنجليزية بعد تأهل مانشستر يونايتد عقب تتويجه بلقب الدوري الأوروبي بقيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو.
وستعود ملايين الجنيهات الإسترلينية إلى الدوران مرة أخرى في موسم الانتقالات للبحث عن اللاعبين اللازمين للأندية الإنجليزية للمنافسة مع الأندية الكبرى في القارة الأوروبية، وعلى رأسها ريال مدريد بدون شك.