الإثنين 24 أبريل 2017
03:10 م
قفوا بالقبور نسائلْ عمر متى كانت الأرض مثوَى القمرْ؟، سلوا الأرض هل زُيِّنَتْ للعليمِ وهل أُرِّجَتْ كالجنان الحفرْ؟ بتلك الكلمات رثى الشاعر أحمد شوقي المحامي عمر لطفي بعد وفاته، في عام 1911، فصاحب فكرة تأسيس أكبر نادي في قارة أفريقيا، لم يعيش طويلا ليرى نتاج غرسه، وافتة المنية بعد أربع سنوات فقط من تأسيس الأهلي، لكن سيظل اسم عمر لطفي محفورا في عقول وأذهان جماهير القلعة الحمراء.
ولد عمر لطفي بك سنة 1867 بمدينة الإسكندرية ، حيث ترجع أصوله إلي أسرة مغربية وفدت إلي مصر في عهد محمد علي باشا و كان رئيسها من كبار الرجال في المغرب و كان يمثل المغرب لدي الحكومة المصرية .
لطفي الذي تلقى العلم في مدرسة الجمعية الخيرية والتي أسسها الشيخ عبد الله النديم و حفظ بها القران الكريم ، ثم انتقل إلي القاهرة وعاش في بولاق و أتم دروسة بمدرسة الفرير .
التحق لطفي بمدرسة الحقوق و تخرج منها سنة 1886 و تدرج في المناصب و نبغ و اشتهر في فترة وجيزة . عمل أولا في قلم قضايا الحكومة ، ثم في مكتب محاماة سعد زغلول ثم قاضيا بمحكمة قنا ، إلا أنه فضل الإستمرار في مجال التعليم وبعد فترة و أصبح وكيلا لمدرسة الحقوق وعمره 38 عاما ، ثم بعد ذلك ترك مدرسة الحقوق و عاد للعمل في مجال القضاء و افتتح مكتبا للمحاماة و ظل يعمل محاميا الي أن رحل إلي جوار ربه.
فكرة تأسيس الأهلي
ولدت الفكرة في ذهن عمر لطفي" رئيس نادي المدارس العليا " لتأسيس نادي رياضي يجمع طلبة نادي المدارس العليا المهتمين بالسياسة و غيرهم من طلبة المدارس العليا رياضيا ويعدهم لتقلد مكانهم في طليعة شباب الوطن الباحثين عن حرية مصر من الإستعمار فلا بد من مكان يضمهم بعد تخرجهم لتمضية أوقات الفراغ وحتي لا يمضي كل منهم إلي قريته و ينقطع عن الإتصال بهم عند حاجة الوطن لهم لمواجهة الإنجليز و كانت فكرة إنشاء النادي الأهلي باعثها الوطنية و آمن بها رجال أوفياء للوطن .
وقرر لطفي الاجتماع برجال وَطنيين وعرض عليهم فكرة تأسيس النادي الأهلي منهم صديق عمره مصطفي كامل و عميد كلية دار العلوم ، و مجموعة من وزراء مصر ، و محافظيها و مديري أقاليمها من الشمال للجنوب ، ومنهم من أسس لإقتصاد مصر وتمصيره ، ومنهم من أسس لحركة التعاونيات في مصر ، و عدد من شيوخ الأزهر و أخذ برأيهم في إنشاء النادي الأهلي و أجمع هؤلاء علي إنشاء النادي الأهلي . و بالفعل أنشأ النادي الأهلي و أعطي عمر لطفي بك المثال الأول في النادي الأهلي لإنكار الذات عندما اختار ميتشل أنس لرئاسة النادي علي الرغم من أنه صاحب فكرة التأسيس وذلك تفضيلا لمصلحة النادي .
أول رئيس
الانجليزي متشل أنس هو أول رئيس للنادى الأهلى اختارته اللجنة الإدارية العليا ( مجلس الإدارة ) و الهدف من اختياره تسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادى من قبل الحكومة، واستمر رئيسًا حتى يوم 2 أبريل 1908.
أول اجتماع
أول اجتماع في 24 أبريل 1907، هو يوم تاريخى فقد شهد أول اجتماع لمجلس الإدارة و تم فى الخامسة والنصف مساءً بمنزل مستر / متشل أنس بالجيزة برئاسته وعضوية إدريس راغب بك وأصحاب السعادة إسماعيل سري باشا وأمين سامى باشا وعمر لطفى بك ومحمد أفندى شريف سكرتيرًا . و فى الاجتماع الثاني للجنة الإدارية العليا للأهلى وطرح إسماعيل سري باشا الرسم الذي صممه للمبنى 8 الرئيسي للنادي باعتباره مهندسًا معماريًا . وفي نفس الجلسة عرض عمر لطفى بك عقد الشركة .
طرح اسهم الأهلى
فى 26 مايو 1907 طرحت أسهم شركة تأسيس النادى الأهلى للأكتتاب العام وافق المجتمعون من المؤسسين على إنشاء الشركة باسم "النادى الأهلي للألعاب الرياضية". و وضع عمر لطفي بك الصورة النهائية لعقد شركة تأسيس النادى الأهلى ووقع عليه مجموعة المؤسسين.
أبو التعاون
عندما رأي عمر لطفي بك اشتداد الأزمة المالية سنة 1907 وما كان يتكبده الفلاح من ظلم المرابين و المضاربين أخذ يبحث عن طوق نجاة الشعب المصري من هذه الأزمات في مستبقلا ، فبعد دراسته في إيطاليا سنة 1908 عن التعاون الزراعي رأي أن تقتدي الحكومة المصرية بما فعلته ألمانيا و إيطاليا بإنشاء نقابات زراعية في كل بلدة تساعد الفلاحين بدلا من المرابين و المضاربين فلم توافق الحكومة علي إقتراحه ، فلجأ بعدها إلـي إنشاء النقابات الزراعية و التي كان عملها هو الإقراض و التسويق التعاوني للحاصلات المصرية حتي جاء بعد ذلك بنشر الدعوة لإنشاء الجمعيات التعاونية و أطلق عليها شركة التعاون المنزلي وأنشأت بالفعل هذه الجمعيات بالقاهرة ثم باقي المدن الكبري في مصر مثل الإسكندرية و المنصورة و المنيا و المنوفية و حلوان ، وكان يطوف بجميع أنحاء مصر لينشر دعوته بتأسيس النقابات و التعاونيات .
ويعد عمر لطفي بك أحد رواد الحركة التعاونية علي المستوي العالمي ، و أطلق عليه الفلاحين و المصريين أجمع بأبو التعاون في مصر ، و كانت المشكلة الزراعية من أصعب مشاكل مصر الإقتصادية لذلك بدأ عمر لطفي بك يدعو للاستقلال الإقتصادي ، وكان من أخلص أصدقائه مصطفي كامل باشا ، وساعده مصطفي كامل باشا في كشف فوائد التعاونيات للشعب وهو ما يتعارض مع أطماع الإحتلال ، كما يعد عمر لطفي بك المؤسس لأول نقابة عمالية في مصر وهي نقابة عمال الصنائع اليدوية .
مؤلفاته
كان القانون هو مصدر شغفه الأول، بالإضافة إلى الإقتصاد ، و ألف عدة كتب في القضاء مثل :" الدعوة الجنائية في الشريعة الإسلامية . - حرمة المساكن . - حق المرأة . - حق الدفاع . - الإمتيازات الأجنيه . - الوجيز في شرح القانون الجزائي . - شركات التعاون في مصر".