الخميس 2 فبراير 2017
10:42 ص
تعادل فمات ، فاز فتُقبل على مضض ، تأهل للنهائى فعاش وحيا ، فصول مسرحية هجائية كوميدية تحولت إلى تراجيدية فى النهاية ، مسرحية تعكس تناقضاً نسفه الواقع ورجل واحد يدعى "هيكتور كوبر" .
الحقيقة أن الأرجنتيني لم يحظ بالإحترام المطلوب والمساندة والثقة فى البداية "ماشى بنور الله" و"حلق وصلي على النبي" ، تراجع البعض أمام النتائج التى يحققها أو بالأحرى تحلو بالإنصاف ولكن هنا كان رئيس نادي الزمالك كعادته قرر أن يسير وحيداً فى نغمة نشاز حتى قبل مواجهة بوركينا فاسو بالدور نصف النهائى.
فى هذه المساحة وبعد مباراة غانا وفى نفس هذه المساحة دافعت عن كوبر ، كان يراه البعض مدرب لا يصلح لتدريب أندية الدرجة الثانية فى مصر تصاحبه اللعنات وعبارات السخرية ورأى مضاد يراه مدرب عالمي "سيميوني" محنك أو نسخة استثنائية من مورينيو ، رفضت التهويل والتهوين فى التعامل مع المدرب لمجرد أنه أجنبي وطالبت بالتعامل معه بنفس المعايير التى نحكم بها على اقرانه المحليين وما زالت عند رأيي.
الواقع أن كوبر يرتدي "بدلة" وليس جلباب الشيخ سيد النقشبندي ، تعرض لظروف صعبة لم يتعرض لها مدرب أجنبيا واحد ، هذه النسخة اشبه ربما ببطولة 98 ولكنها مختلفة فى تفاصيلها ولنا هنا وقفة.
الظروف التى واجهت الراحل محمود الجوهرى قبل 19 عاماً كانت متشابهة من حيث الأجواء والإنتقادات ومستوى القطبين قبل البطولة ، حسام حسن حرفياً كان يواجه ما وجه النني ، سخرية من مستواه حتى بعد أن قرر التخلص من شعره والظهور بالمظر الذى استمر عليه إلي الأن ، الجوهرى واجه هذه الأجواء بثكنة عسكرية فى بوركينا فاسو وبعد أن قال أن المنتخب يحقق المركز الـ 13 فاز بالبطولة.
كوبر أيضاً واجه انتقادات ، فى الإختيار واسلوبه وتكتيكه ، الانتقادات على مساحات أوسع من الماضى ، ولا يستطيع الأرجنتيني أن يغلق معسكره مرغماً ومجبراً ، ذهب إلى الجابون والجميع بما فيهم اتحاد الكرة - الذى وضع موعد مباراة السوبر على اساس الخروج من الدور الأول - يرى أنه لن يحقق شيئاً وفى النهاية وصل إلى النهائى.
لن أكذب وأتحدث عن العبقرية التكتيكية التى وضعت قدم مصر فى النهائى ، اعتبر من الأساس أن التحدث عن الفنيات والتكتيك العبقرى بعد مواجهة بوركينا فاسو مجرد هراء و هزي نحن وبدون اى مبالغة وصلنا إلى هذه المرحلة بمجموعة ظروف ضد المنطق والعقل والعلم وكل شىء.
هذه المجموعة والجيل الحالي لا يرتبط مع بعضه بعلاقات قوية مثل الأجيال السابقة ، انقسام فى أكثر من مناسبة داخل المعسكرات ، تكتلات وفقاً لألوان القمصان فى الأندية ، خلافات بين أعضاء الجهاز الفنى واللاعبين وتراشق عبر وسائل الإعلام والسويشال ميديا ، جهاز طبي ومعد بدني يملك لاعباً مصاباً كل "تمرين" ومباراة وصلو إلى الرقم 7 ، لا نملك مهاجماً صريحاً أو ظهيراً ايسر يلعب بقدمه اليسرى ، حتى رئيس البعثة يواجه حكماً قضائياً يبطل عضويته بمجلس إدارة الإتحاد ، حارس وحيد يبلغ من العمر 44 عاماً واجه صعوبات مع ناديه فى الدورى وكان رقم 2 فى بداية البطولة ، صلاح ليس فى حالته لتلقي "الباص" حتى اتحاد الكرة نفسه وضع مباراة السوبر على اساس الخروج .
الظروف السابقة مقومات فشل وليس نجاح ، المدرب ليس له دخل فى معظمها ،ومجرد الوصول إلى نصف النهائى وسط ما يواجه كوبر يبقى بدون أى تفسير أو منطق تكتيكي أو فني ولكنه يبقى انجازاً تاريخياً عجيباً يحسب لمن شارك فيه وبما فيهم المدرب .
كوبر يستحق الإحترام والتحية على ما قدمه بغض النظر عن نتيجة النهائى .
للتواصل مع الكاتب فى المقالة عبر فيس بوك اضغط هنا