تحليل ع الطاير .. هي نوعية تقارير ينشرها يالاكورة عقب كل مباراة جماهيرية سواء كانت محلية او عالمية سنستعرض فيها أبرز احداث المباراة من وجهة نظر المحرر في سطور مباشرة.
واليوم موعدنا مع لقاء الزمالك وصنداونز الجنوب افريقي في إياب الدور النهائي لدوري ابطال افريقيا وهي المباراة التي توج فيها الضيوف ابطالا للقارة السمراء رغم الهزيمة 0-1 لسابق فوزهم ذهابا 3-0.
ضجيج الزمالك لم يسفر عن طحن
- تعددت الآراء ووجهات النظر المختلفة عقب لقاء الذهاب، لكن بقت امام الزمالك حقيقتين واضحتين قبل لقاء الإياب وهما:
1- انه دخل اللقاء وهو متأخر 0-3
- 2- عامل الوقت سيكون اللاعب رقم 12 مع صنداونز
ومن هذا المنطلق تبدأ محاسبتنا للجهاز الفني علي اختياره لطريقة اللعب والتكتيك المناسب لها ونوعية اللاعبين الذين سيطبقون هذا التكتيك.
- بالنظر الى التشكيل الذي لعب به مؤمن سليمان في لقاء الإياب سنجده كالتالي:
حراسة المرمى: جنش (GK).
- خط الدفاع: رمزي خالد (RB) - أحمد دويدار(CB) - علي جبر (CB)- معروف يوسف (LB).
- خط الوسط: أحمد توفيق (CDM)- طارق حامد (CDM) - ومصطفى فتحي (RM) - وأيمن حفني(LM).
- مهاجم متأخر: ستانلي (CF)
- مهاجم صريح: باسم مرسي (ST).
- وبناء على هذا التشكيل وضح ان طريقة اللعب ستكون أقرب الى 4-4-1-1 ولكن مع توظيفات مختلفة للاعبين داخل الملعب يمكن توضحيها من خلال الصورة التالية:
- ومن خلال الشوط الأول وضح ان وجود مصطفي فتحي وايمن حفني علي الأطراف كان شكليا فقط، حيث كان اغلب الوقت يقوم الثنائي الدخول لعمق الملعب لفتح الجبهة للقادم من الخلف في كل جانب سواء في اليمين لرمزي خالد او في اليسار لمعروف يوسف.
- على الجانب الاخر لعب صنداونز بنفس طريقة اللعب التي خاض بها مباراة الذهاب ولكن مع تبديل واحد فقط اجباري في مركز المساك (CB) حيث تم ادخال سوماهورو بدلا من ارنديسي الموقوف بسبب الانذارين.
- وكان منطقيا ان يقوم بيتسو موسيماني المدير الفني لصنداونز بتغيير تكتيكه هو الاخر ليتناسب مع متطلبات لقاء العودة، فالرجل كان يعلم حجم الضغط الجماهيري الذي ينتظره في ملعب برج العرب وبالتالي غير تماما الصورة التي رأيناها في لقاء الذهاب.
- فبعد اول 10 دقائق من اللقاء وضح ان لاعبي صنداونز يتعمدون اللعب على الهجمات المرتدة وترك الاستحواذ كليا للزمالك، فالفريق الذي قام ب418 تمريرة اجمالية في لقاء الذهاب، اكتفي فقط ب 243 وهو امر يزيد بقليل عن النصف تقريبا.
- يطرح هنا سؤال مهم نفسه، هل ترك صنداونز للاستحواذ كان فعليا بسبب قوة الزمالك في الملعب ام بسبب رغبة شخصية عند مدرب الضيوف؟ الإجابة على هذا السؤال ستأتي من شكل الفريق عندما كان يتحصل علي ضربات ركنية علي نحو الصورة التالية:
- يقول تكتيك الهجوم في الضربات الركنية، هو تقدم اللاعبين أصحاب الاطوال في الفريق خصوصا المساكين إضافة الي الهاف دفندر اذا كان صاحب طول فارع وهو ما ينطبق علي كيكانا لاعب صنداونز؟ فهل فعل موسيماني ذلك؟ الإجابة لا.
- جميع الضربات الركنية التي كانت تسنح لصنداونز كان فقط يشارك فيها الثلاثي الامامي لافور وبيليات ودولي وينضم إليهم تاو لاعب خط الوسط فقط، فيما كان يرتكز 6 لاعبين بالتمام والكمال في منطقة الدفاع.
- وهذا يعطينا مؤشر واضح ان موسيماني لم يكن يهدف الى هز شباك الزمالك بالدرجة الاولي، ولكن كان يلعب على استنزاف الوقت أكثر وأكثر حتى يزيد من الضغط علي لاعبي الزمالك.
- المشكلة عند الزمالك كانت ان اللاعبين نزلوا الملعب وهم مضغوطين عصبيا بالأساس، واتضح ذلك من خلال اسلوب هجمات الفريق في الشوط الأول والتي بدأت منذ اول 10 دقائق على ارسال الكرات الطولية من الخلف للأمام بدون أي تحضير الامر الذي كان يسهل علي مدافعي صنداونز مسألة قطع الكرة.
- وحتى الهجمة الوحيدة المبكرة التي سنحت لستانلي في الدقيقة 12 جاءت من كرة عرضية عشوائية من رمزي خالد استغل فيها المهاجم الأبيض خروج مدافع صنداونز بطريقة خاطئة لينفرد هو بالمرمي، وبعدما لم نشاهد هذه اللعبة مجددا مما يؤكد انها لم تكن لعبة متفق عليها.
- وما يؤكد هذا الامر اكثر، هو ان ثاني فرصة حقيقية للزمالك علي المرمى جاءت في الدقيقة 42 عن طريق احمد توفيق، أي بعد نصف ساعة كاملة لم يشكل خلالها الفريق الأبيض الخطورة المطلوبة علي مرمي الخصم في لقاء يحتاج فيه الفريق لاحراز علي الأقل 3 اهداف.
- بجانب الأمور الفنية، شهد الشوط الأول موقفين اكدا العصبية الواضحة في الزمالك بشكل عام، الأولى كانت لعبة غير مفهومة وغير رياضية على الاطلاق قام بها باسم مرسي تجاه الحارس الأساسي اونيانجو وكان من الممكن ليؤزم اللقاء فيها، والثانية كانت من الجهاز الفني للزمالك بأكمله الذي ركض بكامل أعضاءه بما فيهم المدير الفني مؤمن سليمان تجاه نظرائهم في صنداونز للاعتراض علي تعمد إضاعة لاعبي الضيوف للوقت.
- في الشوط الثاني، كان منطقيا ان ينطلق الزمالك في هجوم كاسح من اجل إدراك ما يمكن ادراكه وهو ما حدث في هدف ستانلي الذي جاء عن طريق مهارة فردية خالصة للمهاجم النيجيري الذي اعتبره الالمع والابرز في الفريق الابيض خلال اللقاء سواء من نقطة تحركه بدون كرة او جرأته في تهديد مرمي الخصم.
- ولكن أجد نفسي اقف عند رقم هام للغاية خاص بصنداونز، وهو استطاعة مدافعيه تشتيت 23 كرة من داخل منطقة جزائهم منهم فقط 13 في الشوط الثاني كان النصيب الاكبر منهم للمدافع سوماهورو.
- وهذا رقم اخر يؤكد ان موسيماني درب لاعبيه على كل المواقف المحتملة امام الزمالك، فأغلق العمق واجبر الزمالك على اللعب على الأطراف، ومن ثم درب لاعبيه على كيفية تشتيت الكرة من داخل منطقة الجزاء قبل ان يصل اليها مهاجمي أصحاب الأرض وهو ما رأيناه فعليا في أكثر من هجمة في الشوط الثاني.
- كل هذه الأمور من وجهة نظري جعلت الزمالك ينطبق عليه المثل العربي الشهير "اسمع ضجيجا ولا أرى طحنا "، حيث سهل مهمة صنداونز الذي اثبتت الأرقام انه كان الفريق الأكثر واقعية في اللقاء.
لا تكتفي بالقراءة .. ناقشني فيما كتبت عبر:
فيسبوك.. من هنا
تويتر .. من هنا