الخميس 14 يوليو 2016
04:00 م
المطالبة بالحق واجب أصيل على كل فرد عاقل ، ومن يفرط فيه فهو خائفاً او سفيهاً او غير مسؤولاً ، وقد يكون التفريط مسموحاً به في حالة اقتصار تأثيره على صاحبه ، اما الغير مقبول هو تضرر جماعة او مجتمع بأكمله من سفاهة او جهل مسئول.
حرمت الجماهير المصرية من المدرجات في الدوري منذ مذبحة بورسعيد ، وامتلأت الدنيا صياحاً وهجاءً ، صباحاً ومساءً ، للمناداة بحق الجماهير في العودة ، حتى تحقق المطلب الشعبي ، ثم سرعان ماسلبت الجماهير هذا الحق مجددا بعد مذبحة الدفاع الجوي ، لتتحول بعدها مناشدات الصباح والمساء ، الى حفلات من الرثاء على الوضع الذي كان ، دون التفكير في عودتها مجدداً ، وهو الامر الذي يطرح اسئلة منطقية منها ، هل نريد عودة الجماهير ، ومن بالفعل يريد عودتها .
ولأن الأفعال تفضح نوايا اصحابها ، لن نلتفت للتصريحات الرنانة من إتحاد الكرة ، أو رئيس الاهلي محمود طاهر ونظيره في الزمالك مرتضى منصور والعديد من عناصر اللعبة اضف الى ذلك الجهات الامنية ، ولكن سنحلل افعالهم ، التي ستأخذنا بالطبع الى مقاصدهم .
نبدأ بإتحاد الكرة ، وبمجرد ذكر اسمه اعلم عزيزي القارئ انك ستسألني وتسأل لنفسك مندهشا ألمصر اتحاد كرة ، لأجد نفسي آسفا ، اوافقك الرأي ونغلق هذا البند قبل مناقشته .
أما عن الأهلي ستجد الوضع واضح نسبياً بعد توافق الالتراس مع طاهر الذي يسعى مؤخراً لعودة الجماهير بعقد اجتماعات دورية مع الجهات الامنية للتوصل لألية تمنحهم الحضور ، وهو الأمر الذي سيرفضه رئيس الاهلي في حالة عدم وجود توافق مع الألتراس ، إذن الترحيب متوقف على شرط !.
و عن الزمالك فلا أعتقد ان المقال يكفي لسرد افعال رئيسه مرتضى منصور ، الدالة على الرفض القاطع لهذه الخطوة ، وبغض النظر عن معاداته للوايت نايتس ، فهجومه اللفظي وتعديه بالسباب بأبشع الالفاظ على القاصي والداني ، وتباين مواقفه وتراجعه في معظم قراراته ، كفيلاً ببيان حال جماهير الزمالك في اي ازمة خلال اي مباراة.
وكم من أزمة حدثت في الاندية الاخرى ، بالهجوم على الحكام او استفزاز المنافسين ، كفيلة لوحدها باشعال غضب الجماهير في المدرجات ، وواقعة حسام حسن ليست ببعيدة عن البال ، التي كانت كفيلة لوحدها بإحداث مجزرة ثالثة في حالة وجود جماهير .
اما عن الجهات الامنية ، فتأمينهم للمباريات بحضور 60 الف مشجع سواء للمنتخب ، او مباريات الاهلي والزمالك الافريقية ، تضعنا جميعا في حيرة وتؤكد قدرتهم على تأمين الدوري ، واتباعهم نظرية " انا قادر اديك ، بس مش عايز اديك " .
اما عنا نحن كإعلام رياضي بوصفه جزء اصيل في المعادلة ، فحدث ولاحرج ، فالكثير انجرف خلف تيار الترافيك للوصول لاعلى معدل قراءة ، بغض النظر عن مدى تأثير الخبر على الجماهير او على الوضع العام .
اعتقد ان الجماهير وحدها هي من تريد العودة لبيتها الحقيقي ، ولاتجد من يساعدها الا بعض القلائل في مختلف الجهات ، والتي لن تنجح وحدها الا بوجود رغبة حقيقة مقترنة بافعال مسؤولة من الجميع ، و الا سنظل نطارد السراب الذي يمنحنا اياه وزير الرياضة المفرط في حقها ، والذي اعتبر " قعدة القهاوي " لبعض الجماهير في نادي الجزيرة ، عودة للجماهير !!