جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة : في تورينو .. رعب جوارديولا الذي يضاهي الـ ( فريكس )

بايرن يوفنتوس

بايرن ويوفنتوس



في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

كرة القدم قديما كانت سهلة للمهاجمين وصعبة علي المدافعين حيث كان الفريق يلعب بخمسة مهاجمين في مقابل مدافعين فقط وثلاثة في خط الوسط .هكذا بدأت أولي ملامح كرة القدم تكتيكيا قديما وهكذا كان إنطباعنا السائد عنها ونحن نري مهاجما وحيدا يلعب ورائه خمسة من لاعبي الوسط الذين يساعدونه بدرجات مختلفة.

هل تهوي أفلام الرعب ؟ الرعب الحقيقي هو من يستطيع أن يقدم لك موضوعا بشخوص حقيقية يمكنها أن تثير الفزع في وجهك رغم أن عنصر المكياج غير موجود ..ما تميز به العالم قديما هو أنه كان يقدم لك الشىء كما هو بدون إضافات ( تكنولوجية ) تجعلك تقول بعدها .. شغل جرافيك.

هل سمعت عن رائعة ( تود براونينج ) freaks   ؟..  إن لم تكن قد سمعت عنها فبالتأكيد أنت لم تتذوق الرعب الحقيقي سينمائيا .

قدم تود براونينج في هذا الفيلم شخوصا حقيقية أقزاما وتوأم ملتصق وشخصيات لديها إستسقاء دماغي وتشوهات ..تلك الشخصيات رغم أنها تبدو مسكينة إلا أنها تقدم رعبا حقيقيا تتحاشي معه النظر إلي الشاشة وتتسائل هل يمكن ان يتواجدون بالأساس في هذه الدنيا.

كم من مرة سمعت عن مدرب يتحدث عن الغيابات وأثرها في النتائج ؟ وكم مدربا شاهدته يقوم بقهر تلك الغيابات ؟ ..جوارديولا قرر أن يعود بكرة القدم إلي المهد وقدم رعبا حقيقيا في تورينو يضاهي ال freaks  بلاعبين ( من بني البشر ).

سيناريو اللقاء

•    بدأ إيلليجري المباراة معتمدا علي 4-4-2 بتواجد بوفون أمامه الرباعي إيفرا وبارزالي وبونوتشي وليشتشتاينر في الدفاع أمامهم في العمق ماركيزيو وخضيرة وعلي الأطراف لعب كوادرادو وبوجبا وفي الهجوم تواجد مانذوكيتش وديبالا.

•    في المقابل لعب جوارديولا .. لا أفضل أن أذكر الطريقة ولكنها ورقيا تبدو 4-1-4-1 وفي أرض الملعب تبدو 0-3-2-5 .. لعب نوير حارسا للمرمي وأمامه خط وسط متأخر فيدال بين كيميتش وألبا ثم بيرنات ولام وتواجد تياجو إلكانتارا ومولر خلف ليفاندوفسكي ..ونحمد الله علي تواجد روبن ودوجلاس كوستا بشكل أقرب لمراكزهم التي نعرفها.

•    الرعب بدأ في مباراة بوخوم عندما خرج بادستوبر للإصابة وفي الملعب كان يتواجد كيميتيش ( لاعب الوسط ) كقلب دفاع ومعه بدأ جوسيب في إخراج سيناريو جديد للبايرن ..فيدال يدخل بديلا لبادستوبر ويتوسط منطقة الدفاع بين كيمريش وبين ألابا ..وهو نفس الشكل الذي بدأ به مباراة أوجسبورج الأخيرة.

•    أن تلعب بدون قلب دفاع أمرا ( مثيرا ) ولكنه يفقد جزء كبيرا من تلك الإثارة إذا كنت تلعب أمام فرق صغيرة أو ضعيفة ..ولكن أن تلعب بتلك الطريقة مع  يوفنتوس وصيف دوري أبطال أوربا وبطل إيطاليا في المواسم السابقة وحامل الكئوس الثلاثة في الموسم الماضي وعلي أرضه فأنت بذلك تصنع شيئا غير إعتياديا.

•    كي يتحول الرعب من قلوب البافاريين إلي قلوب أبناء تورينو كان علي جوارديولا أن يجعل لاعبي دفاعه يلعبون في منطقة الوسط لذلك تقدم ألابا وكيمتيش لمنطقة قلب دائرة وسط الملعب فبات الفريق بدون خط دفاع ( فعلي كأسماء ) وتنظيمي ( علي أرض الملعب ).

•    طبيعي جدا أن يلعب بيرنات ولام كأظهرة جنب ولكن ذلك كان سيعني أن من سيتولي منطقة وسط الملعب الهجومية والدفاعية في العمق ( تياجو ) وذلك الأمر سيجعل يوفنتوس يتناقل الكرة في وسط الملعب حتي ينطلق ديبالا وكوادرادو بالقرب من مرمي نوير.

•    لام وبيرنات أمام ثلاثي الوسط ( الدفاع سابقا ) وعلي طرفي الملعب يتواجد روبن وكوستا ..قبل أن يكون ذلك أمرا هجوميا هو تنظيم دفاعي في وسط الملعب هائل ( كيمتيش وفيدال وألابا –لام وبيرنات ) لاعبين كفيلين بتعطيل الهجمة قبل بدايتها فضلا عن إعطاء الفرصة لروبن وكوستا في التراجع دفاعيا علي أطراف الملعب في حال المرتدات ..وهما لا يحتاجان سوي بضعة ثوان حتي يقوما بالتغطية.



•    ماركيزيو وخضيرة وجدا أنفسهم بين مولر وتياجو وبين بيرنات ولام ..في المقابل كان روبن ودوجلاس كوستا يسيطران تماما علي أربعة لاعبين ( إيفرا وبوجبا – ليشتشتاينر وكوادرادو )..وقبلهم عجز إيلليجري عن تقديم أي عون لليوفي في 60 دقيقة,

•    تقدم بهدفين في قلب تورينو ..لا تحتاج سوي أن تستمر علي نفس النهج ولكن خطأ كيمريش أعاد المباراة ليوفنتوس ..خاصة بعد أن قام إيلليجري بإخراج ماركيزيو وإدخال هيرنانيس الذي لا يجيد دفاعيا وهو ما سهل مهمة تياجو ومولر أكثر.

•    قبل أربعة فقرات ..تحدثت عن كيفية تحويل فزع جماهير بايرن من رؤية فريقها بلا مدافعين .. تجرؤ مهاجمي يوفنتوس مع أخطاء كثيرة في التمرير من لاعبي بايرن في المنطقة الدفاعية جعلت بوجبا وموراتا وستوراو يعودون بالهدف الثاني ..وظهر خطأ كيمتيش الثاني في عدم لعب الكرة بشكل أسرع من ستورارو ( في كل الأحوال لا يمكن أن ألوم كيمريش لإنه يلعب في مكان بعيدا جدا عما يعرفه ).

•    أخيرا .. فرحة جماهير يوفنتوس بالتعادل الإيجابي في تورينو والتمني بالتأهل من إليانز أرينا أمرا مشروعا ولكنه يبدو صعب المنال أمام فريق يقوده مدرب مازال يصر علي تقديم الجديد ( وإعادة القديم ) في شكل متطور ..ولكن إن حدث وتأهل يوفنتوس فهذا يعني أننا سنشاهد  the witch  بنكهة كروية.

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

التعليقات