عقل المباراة : رحلة في عقل محمود نصير يوسف الجوهري

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

لم نكن نعرف أن كرة القدم المتطورة والتي تعتمد في بعض الأحيان علي ركن الحافلة والتي ينتهجها جوزيه مورينيو ستكون عودتها الثانية علي يد الراحل محمود الجوهري بعد إكتشاف أصولها عند الأرجنتيني هيريرا في الستينات.

الجوهري الذي تغنت المدرجات بإسمه وهتفت له كما لم تهتف ولن تهتف ..الجوهري صاحب الهالة والكاريزما الحقيقية والفكر الذي سبق زمنه تمر ذكري رحيله الثالث في هذا اليوم لذلك وددت أن تبحر في عقل محمود الجوهري الكروي.
 
الجوهري عندما لعب بثلاثي دفاعي كان له إختيار عبقري في تغيير مركز لاعب ..وعندما لعب بخماسي علي شكل شجرة الكريسماس كان مؤثرا وهو من المدربين المصريين القلائل الذي لعب 4-4-2 بشكل الدياموند ( الماسة ) ..الجوهري كان رجل عبقري تكتيكيا كل ما كان يعيبه فقط هو العيب الذي لازم كل مدربي العالم ( الثقة في لاعبين محددين ) وكانت تلك هي الآفة الوحيدة لديكتاكورة الكرة المصرية وهو اللقب الذي أطلقه عليه شيخ النقاد الرياضين الراحل نجيب المستكاوي.
 
عقل الجوهري

•هل تتذكر مباراة مصر والجزائر في 17 نوفمبر 1989 .. مباراة الصعود لمونديال إيطاليا منذ ما يقرب من ربع قرن أو يزيد .. ربما لم تكن قد ولدت بعد أو لا تتذكر المباراة بالأصل والان حان الوقت لكي تري المباراة مرة أخري.

•لعب الجوهري 3-5-2 بشكل صريح جدا واعتمد علي أحمد شوبير حارسا للمرمي أمامه الثلاثي هاني رمزي وهشام يكن وربيع ياسين ثم طرفي ملعب إبراهيم حسن وأحمد رمزي ولعب الثلاثي مجدي عبدالغني كإرتكاز وسط ومعه هشام عبدالرسول وأحمد الكأس ثم الثنائي جمال عبدالحميد وحسام حسن.

•هل تقول علي جوارديولا عبقري لإنه أستخدم ألابا في الدفاع ؟ ..الجوهري قام بتغيير مركز ربيع ياسين الظهير الأيسر في الأهلي إلي مساك ليزيد من عنصر السرعة في الدفاع  ليعاون هشام يكن ( دبابة الدفاع ) مع وجود عقل قادر علي أن يبني الهجمات ( هاني رمزي ).

•بذلك يصبح لديك في الدفاع ثلاثة عناصر متنوعة بين القوة والسرعة والقدرة علي بناء الهجمة ..بالتأكيد سيأتي في مخيلتك ثلاثي دفاع الأهلي وقت مانويل جوزيه . وهنا نعرف أن الجوهري سبق الكثيرين.

•3-5-2 .. في بدايتها مع الجوهري كانت اكثر من رائعة لا يوجد أفضل من إبراهيم حسن وأحمد رمزي ليلعبا علي الخطوط ليرسلا عرضيات تشكل خطورة علي المرمي ..عرضيات لا يمكن لحارس المرمي أن يخرج معها وإلا سيكون الرد قاسيا ..لماذا ؟ الإجابة في خط الهجوم.

•3-5-2 .. مع الجوهري أختار فيها عنصرا هو الأفضل في ضربات الرأس بعد علي أبوجريشة وأعني هنا جمال عبدالحميد قائد المنتخب في المونديال ومع جمال كان المهاجم المتحرك المشاكس حسام حسن والذي يستطيع أن يخلق إزعاجا هائلا لأي دفاع ويوفر طاقة عبدالحميد لإقتناص عرضيات طرفي المعلب.

•خط الوسط .. لا يوجد داعي علي الإطلاق لإرتكاز إضافي عندما تلعب بالبلدوزر ..وهو لقب ملائم تماما بالفعل لمجدي عبدالغني لذلك ستجد مجدي وحيدا ولا يعاني ويتواجد معه هشام عبدالرسول وأحمد الكأس ..الذي تحول فيما بعد لرأس حربة في المنتخب والزمالك .

•أحمد الكأس .. كان تطوير أداء الكأس في الملعب في خط الوسط من أجل معاونة أخري لحسام حسن مع إستقرار عبدالحميد في العمق لذلك ستجد أن هدف حسام حسن المرسل من قبل الكأس والذي قام بتغيير مكانه إلي الجناح الأيسر.

•هشام عبد الرسول .. كان أفضل من ينتقل بالكرة من الثلث الأوسط للثلث الأمامي وذلك قلل من مشكلة عدم وجود صانع ألعاب رقم 10  وفي نفس الوقت وفر لإبراهيم حسن عونا لم يجده من قبل حتي ينطلق الظهير الأيمن ويشاكس ويرسل عرضيات ويحرز هداف إعجازيا أمام كينيا قبل مباراة الجزائر ..ثق تماما أنك لن تري هذا الهدف بسهولة مرة أخري.

•أحمد شوبير ..في الوقت الذي كان فيه حارس المرمي هو ملك الستة ياردات كان شوبير هو الأفضل في منطقة الجزاء ككل وكان له دائما لعبة خاصة يخلع معها قلوب الجماهير في الإنتظار وقت الإنفراد ولكنه قلما يخطئ في التصدي لإنفراد أو علي الأقل يفعل ما يجيد فعله التصدي لإنفراد كاد يطيح بقلوبنا في نوفمبر 1989.

•هاني رمزي ..لم يكمل التاسعة عشر ولكنه كان يعرف متي يتحرك نحو يكن ومتي نحو ياسين الأهم أنه الأفضل في نقل الكرة لخط الوسط بهدوء يحسد عليه.

•الجوهري .. التشكيل العبقري والخطة والأداء في مباراة هي الأهم في تاريخ مصر الحديث والذكري التي لن تنسي أبدا ..رحم الله محمود الجوهري.

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا