الأربعاء 3 يونيو 2015
10:07 م
لا أجد سبباً يمنعني عن التوقف في انتقاد الهراء والهزل الذي يحدث في مصر تحت اسم "كرة القدم"، لأن المعادلة من الأساس غير صحيحة والإدارة غير راشدة، والنتيجة في النهاية بلا أدنى شك هي مزيد من الكوارث.
لا أدرى هل أصبحوا يلتذذون بدماء الجماهير؟ بدموع أهالي الشباب المعتقل خلف الأسياج الحديدية بتهمة التشجيع؟ يبدوا أن هذا واقع للأسف شديد المرارة، لكن حدوثه بفعل فاعل أو بفعل جاهل هذا الأمر الذي قد يكون مسار للجدل.
وللأسف الأشد في مصر اتفقت كل عناصر اللعبة على افتعال الكوارث ودعمهما، فالاتحاد المصري لكرة القدم غير قادر على الإدارة، فشل في وضع جدول منتظم لمباريات الدوري المصري، عايش "يوم بيوم" مثلما يقولون، لا يكترث لما هو أبعد من الغد، حتى مباريات الجولات الأخيرة في الدوري لا يعلم أحد موعدها أو مكانها، لا يعلم أحد عنها شيئاً سوى أنها بدون جمهور.
وربما تكون أبرز الإنجازات في كرة القدم المصرية هي الاتفاق على شيء واحد أخيراً وهو إبعاد الجماهير تماماً عن الملاعب، الجماهير التي من المفترض أن تلعب لأجلها كرة القدم، يعاقبون الجماهير على موت بعضهم ويتركون القتلة أحراراً مثلما حدث في مذبحة الدفاع الجوي الأخيرة، وبالطبع معروفة النتيجة .."كارثة".
الاتحاد المصري الذي عين لساناً رسمياً قالها من قبل صريحة أنه لا يهتم بكرة القدم نظراً لانشغاله بدعم أحد مرشحي الرئاسة المحسوبين على نظام الرئيس المخلوع مبارك، هذا نصف الحقيقة، أما النصف الأخر الذي لم يتفوه به اللا مسئول هو أنه لا يهتم بكرة القدم لأنه لا يعرف عنها شيئاً، ورغم ذلك هو من صناع القرار الأن، والنتيجة معروفة "كارثة".
تخيل أن هذا الاتحاد يعين مدربين منتخب مصر على طريقة الدور، المدربين المصريين المعروفين مشتركين في جمعية تدريب مصر، ومن يحين دوره يقبض الأول، حتى ولو كان شوقي غريب!، والنتيجة طبعاً معروفة "كارثة".
حتى الأندية أصابها الوباء بشكل صريح، فاهتز أكبرهم بعد أن قاده رئيساً لا يلتزم بوعوده أو يجيد فن الإدارة أو يعرف شيئاً عن كرة القدم، ليتحول في وقت قصير الأهلي من عملاق لا يجابهه أحد، إلى "ملطشة" للإعلام والحكام والجماهير والمسئولين، وأي شخص يمر أمام أسواره، طبعاً "كارثة".
على الجهة الأخرى من نهر النيل وتحديداً في الجيزة، يجلس بعض المتعصبين على أجهزة الكمبيوتر لبث سموم التعصب بين الجماهير عن طريق صفحة الزمالك الرسمية على "فيس بوك" تحديداً وباقي مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي، ورئيسهم يهاجم رئيس لجنة الحكام على الهواء ويتعدى عليه لفظاً، ويهاجم رئيس النادي المنافس في كل وقت وحين، ويهاجم أي شخص يمر أمام سور ناديه لا تعجبه هيئته أو مشيته، ولا نحتاج لتوقع الكارثة لأنها حدثت بالفعل، فهل هناك كارثة أكبر من ذلك؟
وكلاء اللاعبين يتعاملون بطريقة سمسار يحترف النصب على الزبائن، وبالطبع لا أتحدث عن الكل، لكنها فئة ليست قليلة التي قامت "بتلبيس" الأندية في بعضها من أجل كسب المال والشهرة، والكوارث هنا ليس لها عدد.
الملاعب كوارث، المدرجات كارثة الكوارث، النقل التلفزيوني أشبه بنقل حفلات الأفراح في الأحياء الفقيرة جداً في بلاد ضربتها المجاعات منذ سنوات، الأداء الفني في الدوري ممل كأنك تشاهد حافلة تشيلسي ضد منتخب نجوم العالم.
حتى النادي المصري البورسعيدي لم يعاقب بعد كارثة أودت بحياة 72 مشجع من فريق منافس له في ملعبه وتم "تظبيط" كل شيء بين المسئولين والإدارة الساحلية، بصراحة لا أجد أي مبرر بعد كل هذا لاستنكار الكوارث التي حدثت وتحدث وستحدث في مصر، وعموماً "مجاتش على الكورة".
لمناقشة الكاتب عبر تويتر برجاء الضغط هنا