الإثنين 29 سبتمبر 2014
11:01 م
تقرير- كريم سعيد:
انتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة الارقام والاحصاءات للاعبي كرة القدم لتقييمهم والحكم علي ادائهم بعد المباريات، ولكن هل يمكن اعتبار الارقام والاحصاءات المصدر الاساسي والفيصل لتقييم اللاعب هذا او ذاك؟ الاجابة بدون شك ستكون لا.
في البداية لا خلاف ان لغة الارقام والاحصاءات مهمة للغاية في جميع المجالات سواء كرة قدم او غيرها، ودائما وابدا ما تكون مؤشر لتطوير الاداء او تحسينه.
وبأخذ مجال كرة القدم وهو ما يهمنا في هذا التقرير، يجب التأكيد ويجب توضيح ان ارقام واحصاءات اللاعبين في مباراة او بطولة بشكل عام ما هي الا مؤشر فقط للمدير الفني من اجل التقييم ولكنها ليست حاسمة او فاصلة للحكم علي اللاعب بشكل نهائي وذلك بسبب وجود عوامل اخري يجب وضعها في الحسبان واولها واهمها نسبة الخطأ المتاحة في خطوط اللعب وهو ما سنستعرضه خلال السطور القادمة.
حراسة المرمي ومراكز خط الدفاع (GK- CB- LB-RB):
يعتبرا اكثر مركزين في ملعب كرة القدم نسبة الخطأ فيهما قليلة للغاية ويكاد ان تكون منعدمة حسب قوة المباراة او المواجهة. اي خطأ في هذين المركزين من شانه ان يرفع احتمالية تلقي المرمي لهدف لنسبة عالية جدا.
مراكز خط الوسط (CDM-CM):
*** بالنسبة للاعب خط الوسط المدافع او خط الوسط المتمركز (CDM-CM): تعتبر نسبة خطأه في الشق الدفاعي ضعيفة للغاية ولكن نسبة خطأه الهجومي موجودة بشكل اكبر.
مثال: حسام عاشور في الاهلي او طارق حامد او ابراهيم صلاح في الزمالك ليس مسموح لهم بارتكاب اخطاء دفاعية بشكل كبير والا تعرض دفاعهم لاحتمالية كبيرة لقبول هدف، في حين يسمح لهم بارتكاب اخطاء فيما يتعلق بالهجوم مثل ان يتقدموا للتسديد او ارسال التمريرات البينية، فحتي ان أخطأوا فيها فلن يتم لومهم بشكل كبير.
مراكز خط الهجوم (CAM- ST-LW – RW):
تعتبر نسبة الخطأ المتاحة في الشق الدفاعي لجميع مراكز خط الهجوم كبيرة بشكل واضح، في حين تبلغ نسبة الخطأ في الشق الهجومي قليلة للغاية لانهم من المفترض ان يكونوا المسؤولين عن التهديف وهز شباك المنافسين.
فمثلا: من الامور الشهيرة جدا في عالم كرة القدم ان يتم الاشادة بالمهاجم او صانع الالعاب اذا عاد للخلف وقام بمساعدة زملائه في الشق الدفاعي ويعتبر هذا الامر "مساندة دفاعية" اي مساعدة من اللاعب ولكن ليست من اولويات تقيمه.
اما بالنسبة للشق الهجومي، فسيتم تقسيمه لشقين:
1- التحرك: المهاجم نسبة الخطأ في تحركه ضعيفة جدا ولابد انييتحرك بشكل نسبة النجاح فيه عالية كم اجل مساندة نفسه وزملائه في خلق فرص للتهديف.
2- التهديف: نسبة الخطأ الموجودة عالية جدا، فحتي لو تمكن المهاجم من تسجيل هدف وحيد من 5 او 6 فرص اتيحوا له في المباراة فسيكون هذا مقبول، واذا تمكن من رفع هذه النسبة لتكون هدفين في المباراة من 7 او 8 فرص فسيكون امر جيد للغاية.
ولهذا السبب يوجد هناك مهاجمون كثيرون يفشلون في التسجيل ولكن تجد المدير الفني يبقي عليه في الملعب لأنه قادر التحرك وخلق الفرق وبالتالي تزداد نسبة التهديف اذا حالفه التوفيق بعد ذلك.
والمثال الافضل والاشهر للتدليل على ذلك هو اول سنة للمهاجم الانجولي امادو فلافيو مع النادي الاهلي.
عقب تحديد نسبة الخطأ في كل مركز، سنجد ان الاعتماد فقط علي امر الارقام قد يكون خادع في كثير من الاحوال، فمثلا اذا قمنا بتقييم لاعب مدافع او لاعب خط وسط مدافع في مباراة بلغت فيها اخطاءه الدفاعية نسبة 50% ليقوم بتقليصها في المباراة التالية الى 30% فقط، فسيكون تقيمه ضعيف في كلتا الحالتين لان مركزه لا يسمح فيه بالأساس بالخطأ.
امر اخر خاص بالتمريرات، فمن الممكن ان تجد لاعب اجاد في التمرير في مباراة لنسبة تصل الى 90% فطبيعي انك ستعتقد ان اللاعب قدم مباراة رائعة، ولكن عندما تكتشف ان معظم هذه التمريرات كانت للخلف ولم يستفد منها الفريق فستكون مضطرا لتغيير رأيك.
نفس الامر بالنسبة للمهاجم: فلو في مباراة اضاع 5 فرص كاملة ولم يسجل وتم اتهامه بالفشل وبالتالي لم يعتمد عليه المدرب في المباراة التالية، فمن الممكن ان تخسر لاعب يجيد التحرك داخل منطقة الجزاء ويتيح الفرص سواء لنفسه او لزملائه.
في النهاية، ارقام وإحصاءات اللاعبين مهمة للغاية كمؤشر فقط، ولكنها لم ولن تكون مقياس نهائي للحكم عليهم.
للتواصل مع الكاتب عبر الفيسبوك .. برجاء الضغط هنا
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر .. برجاء الضغط هنا