EFE
الخميس 22 مايو 2014
09:31 م
مدريد، (إفي):
خارج المستطيل الأخضر لملعب لالوش سيدير رقعة الشطرنج في أهم مباراة هذا الموسم اثنان من أهم العقول في عالم التدريب، أحدهما يحظى بالخبرة الطويلة، والثاني يملك القدرة على الحسم في النهائيات.
عامل الخبرة ينصب دون شك لمصلحة الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني، فقد سبق له التتويج بدوري أبطال أوروبا مرتين مع ميلان في 2003 و2007 ، وخسر نهائي آخر بطريقة درامية في 2005 أمام ليفربول الإنجليزي.
وفضلا عن ذلك، حمل كارلو الكأس ذات الأذنين مرتين أخرتين كلاعب لنفس الفريق الإيطالي في 1989 و1990 ، لذا يتطلع للخماسية سهرة السبت في لشبونة.
على الجانب الآخر يملك الأرجنتيني دييجو سيميوني، مدرب الجار اللدود أتلتيكو مدريد، عنفوان الشباب والحماس المفرط مع إجبار لاعبيه على الالتزام الدقيق بالواجبات المنوطة لكل منهم، كما أنه يجيد استغلال التفاصيل التي تحسم المباريات النهائية.
ولم يخسر سيميوني أي نهائي من مباراة واحدة خلال حقبته الأوروبية كمدرب لأتلتيكو، حيث فاز بدوري أوروبا 2012 على حساب أثلتيك بلباو، وبالسوبر الأوروبي امام تشيلسي الإنجليزي في نفس العام، وكأس الملك 2013 امام "ريال مدريد"، بينما خسر السوبر الإسباني 2013 في مباراتين بتعادلين امام برشلونة 1-1 و0-0 ذهابا وإياب.
ويمكن احتساب تتويجه بالليجا قبل ايام كـ"نهائي" بعد أن حسم اللقب في الجولة الاخيرة امام برشلونة بعقر داره بملعب كامب نو بالتعادل 1-1.
بينما فاز سيميوني كلاعب ببطولة الدوري الأوروبي أو (ويفا كاب) مرتين متتاليتين في 1998 و1999 مع فريقي إنتر ميلانو ولاتسيو.
وبالعودة الى أنشيلوتي، فقد وقع اختيار رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز عليه لخلافة البرتغالي جوزيه مورينيو بهدف خلق أجواء هادئة ومستقرة للعمل على الفوز بالكأس العاشرة، وقد نجح بنسبة كبيرة في ذلك في موسمه الأول، وكلله حتى الآن بالفوز بكأس الملك، بينما خسر الليجا لصالح أتلتيكو واحتل المركز الثالث، ووصل نهائي التشامبيونز لأول مرة منذ 12 عاما.
ويملك "كارليتو" باعا طويلا في عالم التدريب، وحقق إنجازات كبيرة مع فرق الميزانيات الضخمة مثل ميلان الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي.
ويعتمد أنشيلوتي على أسلوب هجومي بنسق 4-3-3 معتمدا على سرعة ومهارات الجناحين البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي جاريث بيل، ويتوسطهما رأس الحربة الفرنسي كريم بنزيمة، كما يستند على خط وسط يملك إمكانات هجومية متميزة، متمثلة في الأرجنتيني أنخل دي ماريا والكرواتي لوكا مودريتش.
وتكمن المشكلة الأكبر لدى أنشيلوتي في خط دفاعه، فرغم امتلاكه عناصر متميزة مثل سرخيو راموس والبرتغالي بيبي (قد يغيب للإصابة ويشترك بدلا منه الفرنسي رافائيل فاران) وتقديمهما أداءا رائعا في مباريات عديدة، الا أن الأخطاء تتكرر باستمرار وتكلف شباك إيكر كاسياس أو دييجو لوبيز أهداف، كما تزيد المخاوف بغياب تشابي ألونسو محور الارتكاز للإيقاف، وعدم الثقة في بديله الصاعد أسيير إياراميندي.
أما سيميوني فقد قدم مشوارا تدريبيا جيدا في الأرجنتين، وفاز بالدوري المحلي مرتين مع إستوديانتس وريفر بليت (أبرتورا 2006 وكلاوسورا 2008)، بجانب تجربتين قصيرتين مع سان لورنزو وريسينج، وفي إيطاليا مع كاتانيا.
ومنذ منتصف 2012 بدأ (التشولو) حقبة مثالية مع أتلتيكو، واعتمد على منظومة لعب جماعي، يستند فيها على أقوى خط دفاع في أوروبا في وجود البرازيليين جواو ميراندا وفيليبي لويس والأوروجوائي دييجو جودين والإسباني خوانفران توريس، وحارس واعد من بين الأفضل في العالم حاليا هو البلجيكي تيبو كورتوا.
ويملك سيميوني خط وسط ناري متقد الحماس ويجيد غلق المساحات والموازنة بين الشقين الدفاعي والهجومي، في وجود التركي أردا توران وجابي فرنانديز وكوكي والبرتغالي تياجو مينديش وماريو سواريز، وهجوم مخيف بقيادة دييجو كوستا وديفيد فيا وأدريان لوبيز وراؤول جارسيا.
وقبل ساعات على نهائي الأحلام المدريدي، يحضر كلا المدربين أوراقهما، بينما يتسائل الجمهور بمختلف طوائفه: لمن تكون الغلبة.. للخبير المحنك أم للشاب الحاسم؟.