السبت 1 فبراير 2014
08:16 م
للحقيقة وجوه كثيرة وهنا نعرض ما هو أقرب للحقيقة من وجهة نظرنا فيما حدث في عامين بعد مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير الأهلي.
هل اجتازت الجماهير حزنها بهذه المأساة؟ هل قام الأهلي من ناحية والدولة من ناحية أخرى بإجراءات تمنع تكرار هذه المأساة؟ ماذا خسرت مصر "الدولة" من هذه المجزرة وكيف استفادت؟، هذا ما سنعرضه على النحو التالي:
الحقيقة الأولى: بعد مجزرة هيسيل غاب ليفربول عن البطولات الاوروبية لستة أعوام ومعه الأندية الانجليزية بسنة أقل، وفي مصر يستمر عقاب كل جماهير الكرة بالغياب عن المباريات ونحن نلامس العام الثالث لمجزرة بورسعيد.
الحقيقة الثانية: تقول إدارة الأهلي انها قامت بفعل كل ما بوسعها للوصول لحقوق ضحايا المجزرة وعقاب النادي المصري، والحقيقة ان المصري غاب عن الدوري لعام واحد "بإرادته"، وإدارة الأهلي تتباهي بالانتصار على طاهر أبوزيد.
الحقيقة الثالثة: قالوا ان الجماهير تعلمت الدرس بعد سقوط 72 ضحية، وقالوا أيضا ان الأمن تعلم التعامل مع الجماهير بأسلوب أقل حدة، وفي نهائي دوري أبطال افريقيا في نوفمبر الماضي بين الأهلي وأورلاندو على استاد المقاولون، لم يسلم الأمن من العنف الجماهيري، ولم تسلم الجماهير من قنابل الغاز، ولكن لم تسقط ضحية واحدة .. ربما يكون السبب "لطف الله وقدره الرحيم".. فقط.
الحقيقة الرابعة: الاعلام الرياضي كان طرفا رئيسيا في أحداث فبراير الأسود، بعض الشخصيات الاعلامية اعتادت اشعال فتيل النار بين الجماهير، توقع البعض ان تتغير هذه الوجوه، ولكن بقيت - ربما بنفس الإطلالة السوداء - وإن تغيرت الكراسي.
الحقيقة الخامسة: بعد 20 عاما من مجزرة هيسيل قدمت جماهير ليفربول "كفنها" - بلغة أهل الصعيد – لجماهير يوفنتوس عندما التقى الفريقين مجددا لأول مرة في دوري أبطال أوروبا 2005، ورفعت جماهير الريدز لافتة كبيرة في استقبال الفريق الايطالي كتبت عليها "الاصدقاء"، هذه اللافتة التي كانت كفيلة بإزالة احساس الثأر لدى الجماهير الايطالية، في المقابل تحتاج جماهير المصري وإدارة النادي للتحرك من أجل خطوة مماثلة اسرع بواقع عام 2014.
الحقيقة السادسة: لم يكن غريبا ان تتجه الناس للفيلم الأجنبي او المسلسل التركي أو سماع الأغنية الغربية لضعف نظائرهم على الجانب المصري، ولكن الغريب انه خلال عامين كرهت الجماهير الكرة المصرية "مصدر السعادة"، يكفي ان تنزل لأي مقهى وتشاهد كم الاشخاص الذين يشهدون ويتناحرون في مباراة للريال أو برشلونة، وتشاهد اماكن شاغرة في مباراة للاهلي او الزمالك.
الحقيقة السابعة: امن خاص للملاعب، كاميرات لمراقبة المشاغبين، تذاكر الكترونية للجماهير، ثلاثة مطالب حتمية، كانت ضرورية بعد المجزرة، الجميع كان ينادي بها في صوت واحد، ثم صمتوا جميعا عنها ايضا في نفس واحد !
الحقيقة الثامنة: لو اهتمت إدارة الاهلي واهتمت الدولة واهتم الاعلام والجماهير، بالتصدعات التي أصابت ولازلت تصيب الرياضة المصرية وكرة القدم خاصة، كمثل اهتمام هؤلاء بأزمة البث الفضائي لم سقط رجلا واحدا في استاد بورسعيد.
الحقيقة التاسعة: يقولون ان الازمات تصنع الابطال، وفي مصر يقولون ان الأزمات تخلق أزمات أسوأ، والأهلي كان استثنائيا بالفوز ببطولتي افريقيا لعامين ما بعد الكارثة رغم كل الظروف، لذلك استحق ان يكون "بطلاً" فوق كل الازمات
الحقيقة العاشرة: كتبت الكلمات اللاحقة مرتين، الأولى في الانتخابات الرئاسية الماضية والثانية اثناء حكم محمد مرسي، وهذه هي الثالثة لعلها تكون تابته:"كرة القدم تحتاج تحديدا الآن لرئيس جمهورية يهديها وقته واهتمامه وأفكاره، يهديها كوادر قادرة على إدارتها، فربما يكون هذا أقل رد جميل لزمن طويل عاشت فيه "كرة القدم" تهدي إنجازاتها لسيادة الرئيس".
للتواصل مع الكاتب مباشر عبر تويتر أضغط هنا
للتواصل مع الكاتب مباشرة عبر فيسبوك أضغط هنا