جميع المباريات

إعلان

لاعبون كرتهم قنبلة!

خالد المشيطي

خالد المشيطي

في عام 2007 خرج منتخب العراق من بين ركام الحرب فحصل على كأس آسيا، كنت أتساءل: كيف تحضن هذه الأجساد قلوبا تلعب بين الدبابات والرشاشات؟، فكأن الكرة قنبلة، تمنيت لو أدخل العراق لأرى هل بقيت أرض لم تقصف فيلعبون فيها!

العام الفائت حصل شباب سوريا على بطولة غرب آسيا فأعدت طرح السؤال نفسه، وعزمت أن أجد الإجابة، حصلت على فرصة الاقتراب من الأحداث عندما عرض علي شقيقي "أبو تميم" الذي أنشأ مؤسسة إغاثية على الحدود التركية السورية أن أطلع على الواقع فرحلت مغيثا لا مستطلعا فحسب.

هناك فتشت عن أبطال آسيا فلم أجد سوى مهجرين يتسولون ربع وجبة في اليوم لتطرد عنهم الموت، مجموعة من الهاربين من الجحيم لا دخل لهم يقتاتون منه، يحاصرهم الجوع والمرض والغربة وتخنقهم الحالة النفسية السيئة التي نجمت عن قتل وتعذيب وتشريد واغتصاب، ومشكلتهم أنهم يجهلون المستقبل فلا يدرون متى تنتهي الأزمة بعد عام أو مئة عاما وبالتالي لا يعلمون متى تتعب الجهات الإغاثية فيجف دعمها ثم يهلكون جوعا.

في الملاجئ عرفت حق المعرفة قيمة الوطن وأهمية الأمن، وقدر الغذاء، أعرف أن صحراء أملكها وأعيش فيها بلا مكدر أفضل من العيش على سفح جبال الألب: لو كثروا يا نجد فيك العذاريب... مفارقك يا نجد سم زعافي.

وكنت أعرف سلفا أن النار من مستصغر الشرر، فإن اشتعلت لن تنطفئ، تعلمت هذا مما حدث في أفغانستان ثم العراق، وأخيرا تونس وليبيا ومصر تبدأ بوجه برىء ثم تكشف عن مخلب ينهش، وناب يفترس، الثورات التي جرحت الجسد لن تبرأ، ولذا ظللت أمقت كل محرض، وأنبذ كل ناعق بثورة، وألجم كل متشدق بحرية، بعضهم تقوده مشكلاته النفسية أو الاجتماعية ليحرق الأرض بمن فيها، (إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر) كما يريد أبوفراس الحمداني!

لازلت مقتنعا أن الدعوات الى الإصلاح قليل من أصحابها صادق، وكثير منهم كاذب يمتطي صهوة التغيير ليصل إلى هدفه السياسي، أو الاجتماعي أو المالي ربما ليكون آية الله الخميني العربي!

ما أقبح أن يعيش الشخص ذليلا يمد يده للناس ولا يدري هل يعطوه أم يمنعوه، والأسوأ أن يعرض أسرته للبيع تحت مسميات مختلفة فقط لتعيش.

أكتب هذه المقالة بين خيام يعيش فيها طفل قتل والده، وبترت ساق أخيه، واغتصبت أخته، بين أنين المرضى والجوعى والأرامل والثكلى، وأنا أرفل بثياب النعمة، وأدري أنني سأعود بعد أيام إلى بيتي لأنام مطمئنا قرير العين.

اللهم احفظ وطني من عبث العابثين.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن