خبرة أسود الرافدين تصطدم بمهارة وإصرار الأبيض الإماراتي في نهائي مثير لخليجي 21
العراق
المنامة-(د ب أ)
يسدل الستار غدا الجمعة على واحدة من أقوى وأكثر النسخ إثارة في تاريخ بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم حيث يلتقي المنتخبان الإماراتي والعراقي في مواجهة مثيرة على كأس البطولة بعد مسيرة رائعة لكل منهما في الدورين الأول وقبل النهائي.
ويرفع الفريقان شعار "حياة أو موت" قبل مواجهة الغد التي تعني الكثير لكل منهما وتمثل فرصة ذهبية لكليهما من أجل الصعود لمنصة التتويج بقيادة وطنية نجحت في قهر جميع المنافسين من المدربين الأجانب في المباريات الأربع التي خاضها كل فريق.
وشق كل من الفريقين طريقه بنجاح فائق إلى المباراة النهائية مما يجعل كليهما على يقين بأحقيته في التتويج خاصة وأن الفرصة قد لا تواتيه بنفس القوة في مناسبات أخرى.
وتأهل المنتخب الإماراتي للنهائي محققا "العلامة الكاملة" وبتميز حقيقي حيث حقق الفريق الفوز في جميع مبارياته الثلاث بالدور الأول للبطولة وتغلب على قطر 3/1 والبحرين 2/1 وعمان 2/صفر قبل أن يسقط نظيره الكويتي حامل اللقب بهدف نظيف في المربع الذهبي.
وبرهن المنتخب الإماراتي (الأبيض) على أن الاتحاد الإماراتي لم يخطأ عندما أسند مهمة تدريب الفريق للمدير الفني الوطني مهدي علي الذي أعاد ترتيب الأوراق في الفريق معتمدا بشكل كبير على نجوم المنتخب الإماراتي الذين قادهم من قبل للفوز بلقب كأس آسيا للشباب (تحت 20 عاما) في عام 2008 مع تطهعيمهم بعدد من أصحاب الخبرة.
وبالفعل ، قدم مهدي علي صورة رائعة للمنتخب الإماراتي والكرة الإماراتية ربما تفوق ما أظهره الأبيض الفائز بلقب خليجي 18 على ملعبه في عام 2007 .
وأصبح الهدف الأول للفريق هو العودة بلقب البطولة الحالية ليكون الثاني للأبيض في تاريخه والأول خارج ملعبه.
وخلال مباريات الدور الأول ولقاء المربع الذهبي ، أكد المنتخب الإماراتي بما لا يدع مجالا للشك أنه الأبرز في البطولة الحالية من حيث مهارات لاعبيه الفنية والتزامهم الخططي رغم وجود بعض السلبيات على مستوى الجانب الدفاعي والتي نجح الفريق في علاجها بمرور الوقت.
كما أظهر الفريق إصرارا واضحا على النجاح بغض النظر عن هوية المنافس وهو ما ظهر جليا في مواجهة المنتخب الكويتي بالمربع الذهبي حيث جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة قبل الأخيرة من اللقاء بينما كانت كل التوقعات تتجه للوقت الإضافي.
وظهر ذلك أيضا في مباراة الفريق أمام عمان عندما استعاد أحمد خليل نجم الفريق حاسة التهديف الغائبة عنه منذ عام 2011 وسجل هدفين في آخر عشر دقائق من المباراة.
ومع اكتساب الفريق لمزيد من الثقة بعبور العقبة الكويتية في المربع الذهبي ، ازداد إصرار الفريق على تحقيق النجاح التام في هذه البطولة والصعود لمنصة التتويج للمرة الثانية في غضون ست سنوات.
ويمتلك الفريق العناصر التي تساعده على تحقيق هدفه حيث يضم بين صفوفه مجموعة من أبرزالنجوم من بينهم اللاعب الشاب عمر عبد الرحمن (عموري) المرشح لجائزة أفضل لاعب في البطولة وإسماعيل مطر أيقونة الكرة الإماراتية في السنوات الماضية وأحمد خليل متصدر قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف حتى الآن كان منها هدف الفوز على الكويت.
وقال مهدي علي ، في المؤتمر الصحفي اليوم الخميس ، "المنتخب العراقي أظهر مستويات جيدة ويمتاز بتنظيم جيد ويعتمد أيضا على لاعبي الخبرة والشباب. أما فريقنا فمستواه في تصاعد مستمر ويقدم عروضا إيجابية. سنكون جاهزين للمواجهة ونطمح لتقديم مستوى أفضل حتى من المباراة الأخيرة أمام الكويت. ونتمنى التوفيق للمنتخبين في النهائي".
وعن الرسالة التي يوجهها للجماهير الإماراتية ، قال "نحن سعداء بالحضور الجماهيري الذي كان دوره فاعلا ، وأي مباراة بدون جمهور لن يكون لها مذاق. سنقدم كل ما لدينا ولكل مجتهد نصيب. مثلما خرجت جماهيرنا سعيدة في الدور قبل النهائي ، نتمنى أن تخرج مبتهجة أيضا بعد النهائي".
وردا على الترشيحات التي تصب في مصلحة الإمارات من جانب مختلف وسائل الإعلام ، قال علي "نحن سعداء بآراء الشارع الرياضي وتفاعلهم مع مستوى منتخبنا مما يعطينا الحافز والدافع ولكن المباراة تقام على الملعب وليس خارجه ونتمنى أن يوفقنا الله في الحصول على الكأس".
وردا على سؤال عن وجود بعض السلبيات في أداء فريقه والإرتباك الواضح في الأداء الجماعي خلال مباراة الكويت ، قال علي "المنتخب الإماراتي لم يتعرض لأي ارتباك. وفي الشوط الثاني ، الحكم لم يوفق في بعض القرارات عندما لم يحتسب مخالفات صحيحة لنا واحتسبها بشكل عكسي مما أربكنا قليلا. وأظن أن فريقنا كان أفضل طيلة 90 دقيقة وصنع الكثير من الفرص وتمكنا من التسجيل وحسم بطاقة التأهل للنهائي".
وتطرق مهدي علي لهدف التأهل الذي جاء في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة أمام الكويت عندما كانت المباراة في طريقها للوقت الإضافي ، وقال "المنتخب الإماراتي حاول طيلة المباراة ولم ينجح والمهم أنه أصر على التسجيل ونجح في ذلك مع آخر دقيقة وهذا يثبت أننا لم نستسلم وواصلنا بحثنا عن هدف التأهل ونجحنا في ذلك وهذا هو المهم".
وأضاف "نحترم منافسنا كثيرا وندرك أنه سيقاتل لإحراز اللقب. وبالتالي أتمنى التوفيق للأفضل رغم أنني أطمح إلى أن أكون متوجا بالكأس".
وفي المقابل ، لم تختلف مسيرة المنتخب العراقي عن نظيره الإماراتي كثيرا في الطريق إلى النهائي حيث نجح أسود الرافدين في التربع على قمة المجموعة الثانية (مجموعة الموت) بالدور الأول بعد ثلاثة انتصارات متتالية على السعودية 2/صفر والكويت 1/صفر واليمن 2/صفر.
ولم تهتز شباك المنتخب العراقي في البطولة الحالية سوى مرة واحدة حتى الآن عندما تعادل مع نظيره البحريني صاحب الأرض في مباراة الدور قبل النهائي والتي امتدت لوقت إضافي استمر معه التعادل 1/1 ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمت الموقف لصالح العراق.
وبرهنت هذه المباراة على حقيقة مهمة وهي قدرة أسود الرافدين على الصمود لفترات طويلة في مواجهة أقوى الفرق خاصة وأن الأحمر البحريني قدم أداء رائعا على مدار الشوط الثاني من المباراة ثم الوقت الإضافي.
وجاءت ضربات الترجيح لتمنح حارس المرمى العراقي نور صبري العديد من النقاط الإضافية في سباق الفوز بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة.
ومثلما تصدى أسود الرافدين لمهارات الأحمر البحريني والضغوط الجماهيرية ، يستطيع الفريق التصدي في مبارتة الغد لسطوة المواهب الإماراتية وضغوط الإرهاق التي يعاني منها لاعبو العراق بعد المباراة العصيبة والشاقة أمام البحرين.
كما يمتلك المنتخب العراقي سلاحا آخر يضاعف من عزيمته على تحقيق الفوز وهو الخبرة التي يتمتع بها معظم لاعبيه وفي مقدمتهم الحارس صبري والمهاجم الفذ يونس محمود (السفاح) الذي سجل هدفا واحدا للفريق في البطولة وهو هدف الدور قبل النهائي أمام البحرين ولا يزال شغوفا بتسجيل مزيد من الأهداف في النهائي لترك بصمة واضحة في خليجي 21 .
كما تضم قائمة الفريق عددا من أصحاب المهارات الرائعة مثل علاء عبد الزهرة وهمام طارق وضرغام إسماعيل وحمادي أحمد.
وقال حكيم شاكر المدير الفني للمنتخب العراقي إن المباراة المرتقبة لفريقه غدا لا تحتمل أي أخطاء.
وأوضح شاكر ، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الخميس ، أن مقولة "لكل مجتهد نصيب" يجب أن تطبق في مباراة الغد أمام المنتخب الإماراتي في نهائي كأس الخليج.
وأضاف "من سيقدم أداء أكثر وأفضل على أرض الملعب ويكون في قمة التركيز سيتوج بطلا. المباراة رغم صعوبتها كلقاء نهائي ، ليست مستحيلة وستذهب للفريق الذي سيستغل الفرص أكثر من الآخر ويلعب بانضباط وواقعية".
وعن طريقة إعداد اللاعبين نفسيا لإبعادهم عن الضغط الكبير ، قال شاكر "المباراة النهائية دائما ما تكون ضغوطها أقل من المباريات الأخرى والمواجهة التي لعبناها أمام البحرين كانت أكثر حذرا وضغطا. علينا أن نتعامل مع اللقاء بكل تركيز ودقة لأن المباراة هي مباراة تتويج ولا تحتمل المجازفة والأخطاء".
وأبدى شاكر أسفه على غياب أحد الركائز الأساسية عن الفريق في مباراة الغد ، وقال "هناك أحد اللاعبين قد لا يشارك في هذه المباراة المهمة وهذا قضاء وقدر ونتمنى أن نقدم أفضل ما لدينا. لدينا البدائل الجاهزة لكنني كنت أتمنى أن نلعب النهائي بصفوف مكتملة. سندع الملعب والكرة ليقولا كلمتهما في هذه المباراة لتحديد هوية المنتخب البطل".
وعن الاستعداد البدني للاعبين ، خاصة وأنهم بذلوا جهدا كبيرا طيلة 120 دقيقة في لقاء البحرين بالمربع الذهبي ، قال "لدينا جهاز طبي جيد يعرف ماذا يفعل في مثل هذه المواقف ، وأدخلنا اللاعبين مرحلة استشفاء تام ولا يقلقنا أي شيء سوى إصابة أحد عناصرنا الأساسية وسنسعى لتقديم أداء يرقى للطموحات".
وعن أسباب التقليل من حق وشأن المدرب الوطني ، قال شاكر "مثلما يكون هناك لاعب موهوب هناك مدرب موهوب. في الخليج ، نؤمن للأسف بالمدرب الأكثر وسامة على حساب الكفاءة التدريبية. ولا يكفي أن يكون شعرك أصفر وعيناك خضراء حتى تنجح. التدريب بقدر ما هو علم فإن الموهبة مطلوبة".
وأضاف "مهدي علي مدرب الإمارات سرق الأضواء من الآخرين وأظن أن المدربين الوطنيين يمكنهم تطوير الكرة الخليجية والعربية. سبقتني أسماء عربية كبيرة في هذا المجال على غرار عمو بابا ومحمود الجوهري وخليل الزياني ، وآن الأوان لأن تتطور المنتخبات الخليجية بمجهودات أبنائها".
وأشار "نتمنى أن يكون اللقب عراقيا ولكن الوصول لهذا الهدف يحتاج لعمل كبير وتضحيات واضحة. ومن سيكون الأكثر استعدادا ذهنيا ومعنويا وبدنيا ، ستكون له الكلمة العليا في هذه المواجهة الصعبة".
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات0
-
0
-
الهداف0
-
صانع الأهداف0