في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
أقل من أسبوع مضي على كلاسيكو العالم واليوم موعدنا في البيرنابيو باللقاء الذي إنتهي بفوز الريال بإستحقاق ومع الرأفة على برشلونة 2-1 ليضع مورينيو بصمته الخاصة على بطولة السوبر بعدما بدأ أعاد كأس الملك ثم الليجا وأظن ان طموح المو المقبل سيكون كأس العالم بعد إنقضاضه على بطولة أوربا ليصبح بالفعل مدرب (جيني) قدراته التدريبية تجري بين دماؤه وليس داخل عقله فقط.
سيناريو اللقاء
- بدأ الريال بتكتيك هجومي 4-2-3-1 بوجود أربيللوا وبيبي وراموس ومارسيللو في الدفاع ثم ألونسو وخضيرة كإرتكازين أمامهما دي ماريا وأوزيل ورونالدو وفي الهجوم كان هيجواين.
- في المقابل لعب تيتو بـ 4-3-3 بوجود ألبا وماسكيرانو وبيكي وأدريانو ثم بوسكيتس وتشافي وإنيستا في الوسط ولعب أليكسس وبيدرو كأجنحة ولعب ميسي كقلب هجوم متأخر.
- قبل أن نبدأ سويا لا بد من تحية للاعب غائب ربما لم ينل حظه بشكل كبير من جانب جميع المحللين في كل الإستوديوهات التحليليه في العالم (داني ألفيس) .. فالظهير الأيمن البرازيلي الذي لعب كل اللقاءات التي شارك فيها الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو أمام البرسا بإستثناء نهائي الأولمبيكو في روما ( برشلونة –مانشستر يونايتد) .. كان غيابه نقطة تحول في المباراة.
- وجود أدريانو غير المميز دفاعيا في الجبهة اليمني (اليسرى للريال) كان بمثابة هدية السماء للريال ..فالميرنجي أصلا يعاني من ضعف دفاعي في الجبهة اليسري بوجود مارسيللو ومع عدم أداء الدون للجانب الدفاعي بشكل جدي.
- في وجود ألفيس كان الفريق يدافع جيدا ويهاجم بشكل كبير فكانت خطورة الريال من اليسار تنخفض إلي أقل من النصف ..وفي المرتدات كانت سرعة ألفيس قريبة من سرعة رونالدو ومع غيابه كانت هناك لقطة طرد أدريانو لعدم قدرته على اللحاق بالبرتغالي الخطير.
- هدايا السماء لم تتوقف ولكن لا يمكن أن ننكر ذكاء لاعبي الريال في إختراقهم لقلب دفاع برشلونة الذي تعامل بإستهتار واضح في كرتي الهدفين وكان القدر بهم رحيما لعدم وجود ثلاثة أخرين.
شاهد فيديو يوضح قدرة الريال على الاختراق في ظل غياب وسط برشلونة
أسلوب إدارة تيتو للمباراة كان لا يتناسب مع الهدف منها فتيتو الذي يعتمد على سرعات الأجنحة للإختراق خلف المدافعين لم ينجح بسبب إمتلاك البرسا للكرة في نصف ملعب الريال وبالتالي بات سباق السرعة غير مجدي في وذلك يرجع إلي أسلوب المو.
الإستثنائي قرر قلب المباراة فالمفترض أن يدخل مهاجما ولكنه لعب ذهنيا على برشلونة وقرر التراجع إلي نصف ملعبه ليبدأ هو المرتدات ويحرم البرسا من أسلوبه الجديد.
كان من الأفضل لفيلانوفا أن يجبر الريال علي الضغط واللعب بأسلوب البرسا القديم والذي يعتمد على تدوير الكرة حتي يخرج الريال عن تركيزهم ولكن معرفة الميرنجي للأسلوب الجديد لبرشلونة الذي يعتمد على سرعة إنهاء الهجمة جعل الريال متأهبأ للإنقضاض.
لا أحبذ كتابة إضافات فلسفية في مباراة إنتهت بالفعل مع الهدف الثاني وتسلم لاعبي الريال الكأس مع طرد أدريانو ولكن هل كان في الإمكان تقديم أفضل مما كان ؟.
بالنسبة للريال فالإستثنائي واقعي وهو يعرف ما هو الهدف من المباراة يسعي لتحقيقه والهدف هنا ليس فقط الفوز بالسوبر بل اللعب بأسلوب يشعر معه لاعبي برشلونة بأن عهد الهيمنة قد إنتهي ولا بد أن نعترف بأن مورينيو بعد موسمين قد إستطاع الوقوف كتفا بكتف مع برشلونة والحديث هنا ليس فقط عن الفوز وعن البطولة ولكن أيضا عن وضع اللاعبين.
كما قلنا في تحليل الذهاب بأنه يحب للريال أنه بات يستطيع اللعب أمام برشلونة بإرتكازي دفاع مما يوفر الدعم الهجومي للميرنجي أثناء الهجوم وها هو الفريق يثبت ثانية أنه قادر على مجابهة برشلونة على الأقل لم يعد السؤال كم هدفا سيحرزه البرسا الليلة ؟ وبات السؤال لمن سيكون الفوز؟.
تغييرات فيلانوفا الأول والثاني كانا منطقين أما الثالث فكان كارثي فخروج سانشيز ودخول مونتويا كان طبيعي لتعويض أدريانو ومعه كان تبديلا ذكيا بذهاب بيدرو للجانب الأيسر الأقل دفاعيا في الريال .. وتغيير بوسكيتس كان متوقع لانه وميسي الوحيدان اللذان لعبا كل اللقاءات وأجهد دفاعيا أما التغيير الكارثي فكان دخول تييو.
كنت أفضل إشراك فيا القادر على التحرك في العمق والأجناب بدلا من تييو ومعه سيصبح برشلونة أقرب للمرمي وإذا لعب ورائه مباشرة إنيستا وميسي وساندهم من الأطراف ألبا وتطرف قليلا شافي ناحية اليمين سيصبح لديك شكلا هجوميا قد ( أقول قد يسمح لك بتهديد حقيقي للمرمي المدريدي ) وفي نفس الوقت يبقي سونج مع ثلاثي الدفاع خوفا من المرتدات.
مع كل هذا كان يمكن للبرسا أن يعود لكتالونيا بالسوبر إذا وفق مونتويا أو بيدرو أو ألبا أو حتي في كرة ميسي الأخيرة التي كادت تخلع قلوب عشاق الميرنجي وكان يمكن للبرسا أيضا أن يعود بفضيحة إذا ما وفق هيجواين أو مودريتش أو رونالدو في إستغلال الفرص التي أتيحت لهم طوال اللقاء.
أكثر ما سيواجه برشلونة هذا الموسم من صعوبات هو إصرار فيلانوفا على طريقة لعب ثابتة ومن ثم الإعتماد على لاعبين بالإسم وهو ما وضح في إشراكه لتييو وأعتقد أن برشلونة يجب أن يمزج بين طريقة جوارديولا وطريقة تيتو للتغلب على منافسيه أما الإعتماد فقط على سرعات الأجنحة دون تغيير في الأسلوب التكتيكي لدفاع منتصف الملعب لن يجعله برشلونة الخارق والقادم من كوكب اخر.
أشعر بما يشعر به مورينيو ورفضه الإحتفال فهو يعرف ماذا ينقص هذا الإحتفال .. إنه الخصم وأعني هنا المدرب فهو طالما واجه جوارديولا أثناء تدريبه لشيلسي والإنتر والريال .. أو خصما مثل السير أليكس فيرجسون في إنجلترا وأشعر بأن هذا الموسم قد يكون الأخير للمو في الريال إذا لم يثبت فيلانوفا له بأنه مدربا يستحق المنازلة.