لست من مناصري نصب المشانق للفريق في حال تعرضه لكبوة حتي لو أطاحت هذه الكبوة بمشوار فريق في بطولة فيجب أن نتعود على ثقافة الهزيمة والانتصار لآنه كما يقال " يولد الانتصار من رحم المعاناة ".
حقيقة لو أننا أعدنا شريط المباراة وشاهدناها بهدوء لما تخيل أحد على الإطلاق أن يمني المنتخب المصري بهزيمة قاسية من منتخب أفريقيا الوسطي على أرضه بثلاثة أهداف لهدفين في الدور التمهيدي المؤهل للتصفيات النهائية لكأس الأمم الأفريقية عام 2013 والمقامة بجنوب أفريقيا.
سيناريو اللقاء
• روح معنوية في السماء نتيجة لفوز عريض للمنتخب المصري على موزمبيق وغينيا خارج الديار والمفترض أن المنافس أقل فنيا من المنتخب الغيني ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
• المهم أن برادلي لم يغير في شكل الفريق تكتيكيا واعتمد على تكتيك 4-2-3-1 بوجود المحمدي وفتح الله والصفتي وعبدالشافي ثم ثنائي إرتكاز النني وعبدربه وتولي الثلاثي محمد صلاح وتريكة وتمساح المهمام الهجومية خلف محمد زيدان.
• 20 دقيقة أولي وهدف مبكر وفرصة في العارضة وأخري لم تجد متابع للمرمي الخالي من حارسه .. معني هذا أن المنتخب المصري كان في أفضل حالاته البدنية (مؤقتا) ولولا حالة عدم التوفيق لأنهت مصر المهمة مبكرا جدا.
شاهد فيديو يوضح التفوق المصري في الدقائق الاولي...
• تحول مجري اللقاء جاء بسبب استهتار مبالغ فيه من زيدان في تنفيذ ضربة حرة ونتيجة قلة الضغط من لاعبي الوسط والدفاع المصريين مما أدي إلي انفراد وهدف في مرمي الحضري وهنا بدأ الانهيار .. لماذا ؟ ..الاجابة في السطور المقبلة.
• تقديم ميعاد المباراة 48 ساعة أثر كثيرا على الحالة البدنية للمنتخب خاصة بعد خوضه مباراة قوية خارج الديار قبل أقل من خمسة أيام وهو ما أدي إلي إرهاق بدني بان أثره بشده كلما اتجهت المباراة نحو النهاية.
• عندما تلعب بدون ليبرو فإن دور إرتكازي الفريق أخطر ما يمكن لإن عدم قيامهم بدورهم في الضغط سيجعل ظهر الفريق الدفاعي مكشوفا تماما وتصبح كل تمريرة خلف المدافعين بمثابة إنفراد تام.
• المشكلة أن النني وعبدربه لم يقوما بهذا الدور بكفاءة تامة مثلما حدث من قبل وزاد الطين بلة قلة الضغط الأمامي من قبل عناصر المنتخب بمعني أدق لم يكن ضغط زيدان وتريكة وتمساح وصلاح بالمستوي العالي فجاءت تمريرات الدفاع إلي خط وسط أفريقيا الوسطي سليمة تماما.
• حتي لا يقال أننا حملنا النني وحسني المسئولية كاملة عليك عزيزي القارئ ان تتذكر السبب الرئيسي لانخفاض مستوي هولندا في يورو 2012 .. دي يونج وفان بومل ..ثنائي قلب الوسط الذي لم يعطي الأمان لخط الدفاع فجاء اختراق الدفاع الهولندي كأسهل ما يكون في المقابل عند ذكر تفوق المنتخب الألماني ستجد أن السر شفاينستيجر وسامي خضيرة (ثنائي قلب الوسط).
• محمد عبدالشافي .. يجب أن يعلم أن دوره في الزمالك مختلف عن دوره في المنتخب ففي الزمالك يتم الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الوسط بشكل واضح مما يجعل إفلات رقيبه منه غير ذات مشكلة لكن في المنتخب ومع عدم وجود سوي لاعبين أثنين مدافعين في الوسط يجعله مطالبا ألا يسمح لرقيبه بالإفلات منه أو على الأقل لا يسمح له باللعب براحة مثلما حدث في مباراة غينيا ومباراة الجمعة.
شاهد توضيح بالفيديو لأخطاء خط الوسط وعبدالشافي...
أين كان الحل؟
• لست من هواة وضع الحلول بعد انتهاء المباراة ولكن برادلي كان يستطيع التدخل مبكرا لإنهاء أزمة خط الوسط المصري والهجوم بضربة واحدة ولكنه نسي هذا الاسم (عاشور التقي).
• مهاجم وادي دجلة الذي تم توظيفه في خط الوسط من قبل برادلي كان يستطيع إيجاد المعادلة التائهة من عقل برادلي الهجوم بكثافة أثناء امتلاك الكرة بوجود أربعة في الهجوم وتأمين خط الوسط بثلاثة أثناء فقدان الكرة وهو ما كان يستطيع التقي القيام به.
• دخول أحمد حسن مكي بديلا لزيدان كان أفضل كثيرا من دخول جدو الذي ينشط أكثر في المساحات في ظل تكتل لاعبي الفريق الأفريقي إلي ما داخل منطقة الجزاء .. ويبقي تغيير فتحي بالمحمدي عليه علامة استفهام كبيرة لا من حيث الأداء ولكن من حيث التوظيف.
• كنت أعتقد أن برادلي لجأ للحل الإيطالي بأن يبقي أحد ظهيري الجنب بجانب المساكين والتقدم في الضرورات القصوى وأن يعطي للظهير العكسي حرية التقدم وهو ما كان سيجعل التأمين الدفاعي موجودا في ظل انهيار خط الوسط .. التوظيف الثاني كان في تدعيمه لخط الوسط بدخوله كلاعب ثالث مع النني وعبدربه لزيادة الضغط في منطقة وسط الملعب وهو ما تحقق في الهدف الثاني لمنتخب مصر ولكني فوجئت بأن فتحي يتقدم مثلما كان المحمدي يتقدم أي أن التغيير لم يكن تكتيكيا بقدر ما كان اضطراريا لإصابة المحمدي.
• في النهاية .. يجب أن نعلم أن المنتخب المصري مطالب بالعمل كثيرا حتي يفوز بفارق هدفين على أفريقيا الوسطي وهذا سهل جدا إن أراد الفريق وتولدت الرغبة لدي اللاعبين وليس عندي أدني شك أن مستوي المنتخب في الخارج لن يكون بمثل هذا السوء الذي كان عليه في الداخل .. المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.