الأحد 26 فبراير 2012
10:55 ص
كم كبير من الانتقادات نالها قانون الرياضة الحالي الذى يحكم الرياضة المصرية منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضى .. وانا بلا شك واحد من ملايين المصريين الذين لهم كثير من الملاحظات على هذا القانون الذى كان ومازال مقيدا للرياضة المصرية ومكبلا لها ومانعا لتقدمها ومسايرتها للعصر الحديث وما حدث فيه من متغيرات جذرية تجعل العمل بنصوص القانون القديم للرياضة اشبه بالانتحار البطيء الذى حتما سيؤدى الى الموت او الشلل فى كل ارجاء الجسد الرياضى الذى ترهل.
ووسط استغراقي الشديد فى التأمل فى هذا القانون الذى عفا عليه الزمن وتطلعي مثل الملايين لاستصدار القانون الجديد من رحم البرلمان المصري الجديد الذى تم انتخابه عقب ثورة 25 يناير التى تعد اطهر ثورة فى تاريخ الانسانية كلها.. وجدتنى كعادتى افكر فى الجزء غير الظاهر من الصورة الوردية التى بنيتها مثل الكثيرين بشأن القانون المنتظر.
ودعونى اصرحكم واتحدث معكم بحرية وافكر معكم بصوت مسموع .. ودعونى اتساءل: هل قام السابقون والحاليون العاملون بنصوص القانون القديم رقم 75 لسنة 1977 بتنفيذ هذه النصوص بدقة وامانة وموضوعية حتى يحكموا عليه بالفشل والعقم وحتى يمكن ان نحمل بشجاعة وبدون تردد للقانون القديم كل سوءات الرياضة المصرية التى يحلو للكثيرين ان يلقوا بها على عاتق القانون القديم؟؟ وهل نضمن الا تتكرر نفس السلبيات التى وقعنا فيها فى ظل القانون الجديد الذى يجرى العمل على اصداره فى الفترة القادمة؟
اما السؤال الاهم فهو: ماهو الاكثر تأثيرا فى واقع الامر.. هل القانون والنصوص الجامدة التى تقترب فى اغلب الاحوال من المثالية ومبادئ جمهورية افلاطون الفيلسوف الإغريقي القديم .. ام التنفيذ والقائمون على التنفيذ؟
فى اعتقادى ان الاهم ليس هو القانون الجديد ولكن ما يهم اكثر الرغبة فى تنفيذه ومن يقومون على تنفيذه وهؤلاء يواجهون الكثير من العقبات عن طريق خبراء البحث عن الثغرات والنفاذ منها لتحقيق المصالح الشخصية.
لقد رحبت وكنت ومازلت من اكبر المتحمسين لاصدار قانون يراعى التطورات المذهلة فى الرياضة العالمية .. ولكن الشك يساورنى وانا اسأل نفسى: وهل نفذنا فى الماضى بما يرضى الله وضمائرنا القانون القديم الذى طلعنا فيه كل العيوب وحكمنا عليه بالفشل الشديد.
المشكلة ليست فى وجود القوانين ولكن المشكلة فى ترزية القوانين الذين يفصلون القوانين لمآرب شخصية والبلطجية فى كل المجالات الذين يجيدون البحث عن الثقوب للنفاذ صوب ما يريدونه من مصالح شخصية.
ارجو ان اكون مخطئا!