جميع المباريات

إعلان

"الجوهرة" بلايك "بطل الظل" على قمة الجبل

يوهان بلايك يحتفل بالفوز بسباق 200 م في لقاء بروكس

بيروت (ا ف ب) - في الحصص التدريبية لا يمانع العداء الجامايكي يوهان بلايك في أن تطلق عليه تسمية "رفيق المعلم" نسبة إلى زميله في التدريب مواطنه اوساين بولت، لكنه يرفض رفضا باتا ان يسمى "طفل بولت" او صبيه، فهو معتد بنفسه ويصر ان يكون ذاته. ويحق له ذلك طالما كسب الذهب في بطولة العالم الاخيرة لالعاب القوى في مدينة دايغو الكورية الجنوبية، واكد جدارته بعدها في لقائي زيوريخ وبرلين وبروكسل على التوالي.

شارك بلايك في سباقي الـ100م في زيوريخ وبرلين وتابع تألقه مسجلا فوزا صريحا، علما انه ليس من السهل المحافظة على مثل هذه الوتيرة بعد بطولة العالم. بلايك في هذا المجال اقرن القول بالفعل واكد ان "ما حققته كان في مقدوري". واضاف: "لا ننسى انني حققت زمنا مقداره 92ر9 ثانية في دايغو على رغم سرعة الريح البطيئة (4ر1م/ث). لم تكن انطلاقتي جيدة لكني عوضت لاحقا، المهم انني استطعت ان اتأقلم مع الضغط وامرن اعصابي على ذلك لابرهن ان في مقدورة السيطرة ومواجهة مختلف الظروف".

في زيوريخ حسن بلايك وقته مسجلا 82ر9ث وفاز على مواطنه آسافا باول (صاحب زمن 78ر9 ث هذا الموسم). هكذا لم يفاجئنا "عداء الظل" بعد ما حققه في دايغو. وعمل، كما اوضح، بنصيحة بولت "الذي طلب مني الفوز وتأكيد جدارتي باللقب. ضاعفت سرعتي في الامتار الـ20 الاخيرة وتجاوزت باول، واعتزم ان احقق 70ر9 ث العام المقبل".

ويصف بولت زميله الواعد بـ"الوحش" نظرا لحماسته الزائدة وانقضاضه على المضمار بحيث لا يرى امامه الا خط النهاية، حتى في الـ200م. والبرهان تسجيل بلايك ثاني أفضل توقيت في كل الأزمنة في سباق الـ200 في لقاء بروكسل، المرحلة الرابعة عشرة الاخيرة من الدوري الماسي.

وقطع بلايك المسافة بزمن مقداره 26ر19 ثانية بفارق 7 اجزاء في المئة من الثانية عن الرقم القياسي لمواطنه بولت (19ر19) والمسجل خلال بطولة العالم في برلين في 20 آب (اغسطس) 2009، علما ان رقم بلايك الشخصي السابق 78ر19ث سجله في موناكو بتاريخ 22/7/2010.

وتقدم بلايك، كما في مونديال دايغو على الاميركي والتر ديكس صاحب فضيتي 100 و200 م (53ر19 ث)، فيما جاء الجامايكي الاخر نيكل اشميد ثالثا (91ر19 ث).

وجاء انجاز بلايك بعد دقائق قليلة من تحقيق بولت افضل رقم لهذا الموسم (76ر9 ث) والسيطرة الجامايكية المطلقة على سباق الـ100 م، حيث اكمل كل من نيستا كارتر وليرون كلارك ثلاثية الصدارة.

في دايغو، قيل ان بلايك فاز لان بولت ارتكب الخطأ الكبير واقصي (انطلاقة متسرعة)، وغاب الاميركي تايسون غاي وباول بداعي الاصابة والجامايكي ستيف مولينغز بعد ايقافه بسبب تناوله منشطات. غير ان نتائج بلايك المضطردة تثبت انه من طينة جيدة.

سجل بلايك 82ر9ث مرتين تواليا، وهو سابع اسرع زمن في التاريخ، مكرسا قدرته ومترجما ثقته الكبيرة بنفسه وثأر من نعت باول له بـ"الفتى الصغير" في حزيران/يونيو اي منذ ان تأهل لبطولة العالم. وجاء رد بلايك: "سباقاتي ونتائجي افضل جواب، لا احاول الكلام بل اقوم بعملي كما يجب. منذ حصدي ذهبية بطولة العالم اشعر كأنني على قمة الجبل. في زيوريخ وبرلين برهنت انه يمكنني الفوز مجددا وتحت الضغط". واضاف: "على نعاج القطيع ان تخشاني، ان تخشى الذئب الجائع".

عموما، اذا اردنا تقويم نتائج بلايك يتأكد انه لم "يسرق" فوزا في المونديال اذ حقق قبل المناسبة الكبيرة 8 مرات زمنا دون الـ10 ثواني. كما سجل في كينغستون 80ر9ث لكن النتيجة لم تحتسب بسبب سرعة الريح الزائدة (زائد 2ر2م/ث).

باول نعته بـ"الولد" بعدما فاز عليه، والبطل الواعد فضل الكلام على المضمار من منطلق "انني انهيت المونديال وانا الرقم واحد واريد ان ابقي على هذا الموقع"، علما ان المدرب غلين ميلز يحرص على عدم زجه وزميله "الكبير" بولت في سباق واحد.

يمثل "الجوهرة" بلايك ونيكل اشميد وديكسر لي الجيل الجديد من عدائي السرعة الجامايكيين، ولعله واسطة العقد. واذا كان مونديال دايغو دار حول مشاركة بولت وفي فلكه قبل الخطأ الذي اقصي بسببه عن نهائي الـ100م، فان بلايك متيقن ان السباق سيكون مختلفا بحضور بولت "لانه كان سيدفعني لتحقيق زمن افضل. وعموما يجب عدم اغفال الجهد المبذول لاصبح بطلا للعالم على مختلف الاصعدة".

في سن الـ16 احرز بلايك ميداليتين في بطولة العالم للناشئين في بكين عام 2006، برونزية الـ100م (42ر10ث) وذهبية البدل 4مرات 100م ثم فضية السباق عام 2008.

ونسخ بلايك للمرة الاولى حاجز الـ10 ثواني في لقاء "غولدن غالا" في روما (10/7/2009) مسجلا 99ر9ث وحل خلف غاي وباول. وهو في عمر 19 سنة وستة اشهر ليصبح اصغر عداء في التاريخ يكسر حاجز الـ10ث، واسرع جامايكي خلف بولت وباول. وينطلق في مسيرة تحقيق ازمنة دون الـ10ث.

ولم تحد عقوبة الايقاف لمدة ثلاثة اشهر من جماح بلايك، بعدما اظهرت فحوص مخبرية اخضع لها عقب بطولة جامايكا عام 2009 آثار مادة ميثيلكنستين المنشطة. اذ تابع مسيرته التصاعدية الى ان اضحى اصغر فائز بذهبية الـ100م في مونديال "ام الالعاب". قبل ان يساهم في احتفاظ منتخب بلاده بلقب سباق البدل 4 مرات 100م متوجا برقم عالمي جديد (04ر37 ث).

ويهوى بلايك (مواليد في 26/12/ 1989 في سانت جيمس) الكريكيت وهي رياضته الثانية المفضلة. وقد ساهم اخيرا في تنظيم مباراة للمشاهير في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وهو يقيم مع ثلاثة من اصدقائه في شقة في كينغستون. ووالدته فيدا تقصد كنيسة الحي يوميا لتصلي له وتتضرع "كي يفوز ويكون سريعا دائما".

ويكرر "الاستاذ" بولت امام زميله ان عليه ان يسابق لنفسه ولعائلته وليس للجمهور، وعند الفوز يشارك بلايك الاخرين "هذه المتعة".

ويختصر بطل العالم الجديد مسيرته بالقول: "كتبت اخيرا السطر الاول في قصة الانتصارات، وخططت الكلمة الاولى في كينغستون عندما تأهلت لبطولة العالم (حزيران/يونيو الماضي)". ويعزو انتصاراته الاخيرة الى التركيز الذهني "الذي اتى ثماره، ولطالما جريت من دون سرعة ريح. واثبت اخيرا انني عند حسن ظن من آمن بموهبتي وامكاناتي واولهم بولت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن