AFP
الخميس 30 يونيو 2011
07:22 ص
غويانا (البرازيل) (ا ف ب) - لا يخفى على احد ان البرازيل هي بلد النجوم بامتياز نظرا الى تاريخها الرائع من حيث تصدير المواهب التي تركت وما زالت اثرها في الملاعب الاوروبية والعالمية على حد سواء، ونيمار هو من اللاعبين الذين يعدون بالانضمام الى قافلة كبار منتخب ال"سامبا" لكنه يتمتع بشيء يميزه عن النجوم السابقين والحاليين في "اوريفيردي" وهو انه يملك قاعدة شعبية كبيرة لدى الجنس اللطيف ايضا!
"نيمار، احبك!"، هذا هو الصوت الذي صدر من مدرجات ملعب غويانا حيث كان يتحضر المنتخب البرازيلي استعدادا للسفر الى الارجنتين من اجل خوض غمار كوبا اميركا. انها اندريا البالغة من العمر 14 عاما والتي كانت تسعى، شأنها شأن الكثيرات، الى لفت انتباه نجم سانتوس البالغ من العمر 19 عاما.
كانت الشعبية التي يتمتع بها نيمار جلية خلال التمارين التي سبقت المباراة الودية بين "سيليساو" ونظيره الهولندي في الرابع من حزيران/يونيو الحالي، اذ تردد صدى اسمه في المدرجات التي احتضنت 10 الاف متفرج، اكثر من اي لاعب اخر في المنتخب وكان هذا الصدى "ناعما" لانه صادر عن الشابات اللواتي هتفن له عند كل لمسة للكرة او عند اي حركة فنية او تسديدة.
"احبه كثيرا"، هذا ما قالته اندريا، مضيفة "انه لي. لو يتواجد امامي فكنت ساطلب منه ان يتزوجني وان يمنحني اطفاله".
ولم تخف اندريا هذه المشاعر على الاطلاق وقد حظيت بمساعدة العديد من رفيقاتها من اجل ان رفع راية صفراء عبرت فيها وبالاحرف الحمراء عن مشاعرها تجاه صاحب تسريحة الشعر الفريدة من نوعها.
وفي الجهة المقابلة من المدرجات، ذهبت ريناتا الى ابعد ما قامت به اندريا، فكتبت: "نيمار احبك جزيلا. اتصل بي"، واضعة رقم هاتفها على الراية التي حملتها.
ووصلت الامور باحدى المشجعات الشابات الى حد البكاء، طالبة من الصحافيين ان يحثوا نيمار على العودة الى الملعب بعد دخوله الى غرف الملابس، فيما عملت والدتها على تهدئتها وهي تحمل في يديها اوراقا كبيرة كتبت عليها عبارات مثل: "انت الافضل. احبك. حظا سعيدا...".
وفي مشهد اخر، دفعت الغيرة بثلاث فتيات في الحادية عشرة من عمرهن من والدتهن ان تبتاع لهن وشاحا كتب عليه نيمار ليضعنه على رأسهن عوضا عن وشاح المنتخب البرازيلي، وذلك بعد رؤية فتاة اخرى وضعت على رأسها اسم نجم سانتوس، وقد رضخت الوالدة لهذا الطلب ودفعت تسعة ريالات برازيلية (9ر3 يورو) لتحقيق رغبتهن.
"انه جميل ويلعب بطريقة جيدة، جيدة جدا"، هذا ما قالته رايزا ولويزا وايزابيلا اللواتي اعترفن بقدومهن الى التمارين من اجل نيمار لكن لسوء حظهن فان قلب الاخير اصبح محجوزا لفتاة في السابعة عشرة من عمرها، وهو اعلن مؤخرا خطوبته بهذه الفتاة التي ستضع منه طفلا في الاشهر القليلة المقبلة.
لكن هذا الامر لم يحبط عزيمة احدى صديقات اندريا، اذ علقت على المسألة قائلة: "لا اكترث. فليأتي الي وسنرى ما سيحصل!".
ولم تنحصر ظاهرة "نيمار مانيا" بالجنس اللطيف وحسب بل وصلت الى الجنس الاخر ايضا وتمثل ذلك من خلال تسريحة الشعر التي قام بها العديد من المشجعين الشبان تيمنا بنيمار، وقد كتبت احدى المجموعات المتواجدة في المدرجات "راي-مار"، اي الملك نيمار باللغة البرتغالية، وهي تصرخ باسم هذا اللاعب.
واعترف مدرب المنتخب البرازيلي مانو مينيزيس الذي كان اول من استدعى نيمار الى المنتخب الاول، بشعبية نجوم موسيقى الروك التي يحظى بها اللاعب، وهو قال بهذا الصدد "كان الجمهور واضحا بجعله احد اللاعبين الركائز في الكرة البرازيلية، وليس بامكان المدرب سوى اختيار الافضل. نيمار جاهز وسيصبح افضل مع الوقت".
على الصعيد الكروي، اصبح هذا المهاجم النحيف (74ر1 م و58 كلغ) محط اهتمام العديد من الاندية الاوروبية الكبرى وعلى رأسها برشلونة بطل اسبانيا واوروبا، لكن نيمار وضع لنفسه هدفا مختلفا في الوقت الحالي على اقله وهو أن يصبح أفضل لاعب في العالم دون أن يترك بلاده، وذلك بحسب ما أكد مؤخرا رئيس ناديه لويس ألفارو دي أوليفيرا ريبيرو.
وقال ريبيرو: "أعتقد انه سيتلقى عدة عروض مغرية، لكني أتحدث كثيرا مع نيمار وهو يركز كي يصبح أفضل لاعب في العالم من خلال احترافة في البرازيل، وبذلك سيكون اول من يحقق هذا الانجاز".
وتألق نيمار مع فريقه سانتوس وساهم بقيادته منذ ايام معدودة لاحراز كأس ليبرتادوريس على حساب بينارول الاوروغوياني، ونجح في طرق باب المنتخب البرازيلي بقوة حيث يتوقع أن يكون المهاجم الاساسي مع "سيليساو" في كوبا أميركا.
كما تألق نيمار مع منتخب بلاده تحت 21 عاما حيث قاده الى احراز كأس اميركا الجنوبية في كانون الثاني/يناير الماضي وتوج هدافا للبطولة برصيد 7 اهداف.
ويرتبط نيمار، صاحب الرقم 7 مع منتخب البرازيل للشباب، مع سانتوس حتى عام 2015، لكن من الصعب على الاخير ان يحتفظ بخدماته وسط العروض القادمة من ايطاليا واسبانيا وانكلترا، علما بانه رفض الصيف الماضي عرضا من تشلسي اللندني قدر ب35 مليون يورو.
ولا يحب نيمار الذي سجل بدايته مع المنتخب البرازيلي في 10 آب/أغسطس 2010 وكانت بدايته موفقة لانه سجل الهدف الاول لمنتخب بلاده امام الولايات المتحدة (2-صفر) في مباراة ودية، مقارنته مع نجوم الكرة المستديرة في البرازيل وخصوصا مع بيليه، لكنه لا يفند التلميحات ناحية تشبيهه بغارينشا نجم "سيليساو" في السنوات 1950-1960 واشهر جناح ايمن في تاريخ كرة القدم وابرع مراوغ عرفته الميادين الخضراء حتى الان والذي لقب بعصفور الجنة.