صحف إسبانيا بين مديح وانتقاد لمورينيو بعد عام مع ريال مدريد

مدريد، 31 مايو/آيار (إفي): ألقت الصحافة الإسبانية اليوم الضوء على مرور 365 يوما على تولي البرتغالي جوزيه مورينيو الإدارة الفنية لفريق ريال مدريد، واختلفت بين مديح لدوره في إعادة الفريق لطريق البطولات وفوزه بلقب كأس الملك، الغائب خصيصا عن خزائنه منذ نحو 18 عاما، وبين انتقاد لسياسته التي لن تحقق المراد بإنزال غريمه برشلونة من عرشه.

وقالت صحيفة ماركا التي عنونت في صدر صفحتها الأولى "عام مورينيو" ان الريال لم يشهد من قبل مدربا بهذا القدر من "التأثير" حتى أن جماهير الفريق خصصت له أغنية تنشد في كل مباراة.

وابرزت ان هذا العام شهد العديد من المواجهات والعقوبات والنجاحات والخسائر التي كان مورينيو (48 عاما) بطلا لها، مشيرة إلى انه يمكن تجميعها في كتاب.

ونقلت عن لاعبي الملكي اشادتهم بالمدرب البرتغالي "إنه قائد جيد وساحر يجعلنا نبذل اقصى الجهد كلاعبين، ورسول يستطيع أن يقنعك بحب وشخصية ومحفز يتمتع بصفات تنافسية".

وأكدت على ثقة اللاعبين في ان الفريق سيصبح خلال الموسم المقبل "هو الأفضل" بين أقرانه.

وشددت على تصريحات المدرب البرتغالي، الذي بدأ مهنة التدريب عام 2000 بقيادته لبنفيكا البرتغالي، لدى وصوله مدريد قبل عام "افضل نتائجي تتحقق دائما في الموسم الثاني لي مع أي فريق".

فيما اشارت صحيفة "آس" الرياضية إلى أن مورينيو يكمل اليوم الثلاثاء عاما كاملا مع ريال مدريد وهو في قمة سلطته، بعد رحيل المدير العام للنادي، خورخي فالدانو، الذي كان يضايقه أثناء عمله بداية من تصريحاته ونهاية برفضه للتعاقد مع لاعبين، في الوقت الذي كان يعاني فيه الريال من نقص شديد في خط هجومه.

وقالت ان ريال "مورينيو" يتحتم عليه بذل الكثير من الجهد خلال الموسم المقبل لأنه سيواجه غريما (برشلونة) ليس بالتقليدي هذه المرة، نظرا لتفوقه الرائد محليا وإقليميا، واعتراف أوروبا كلها بأنه الأفضل حاليا والأجدر برفع القبعة له بعد تتويجه بلقبي الدوري المحلي ودوري ابطال أوروبا.

وأردفت انه أصبح على ريال مدريد ان يؤكد خلال الموسم المقبل لماذا لا يصل لمستوى برشلونة الذي نال المديح من الجميع، وأكدت أن مورينيو سيخوض تحديا من نوع خاص خلال عامه الجديد مع فريق العاصمة الإسبانية أمام ابطال الدوري خلال المواسم الثلاثة الماضية.

ولا ينسى مسئولي الريال وعلى رأسهم رئيس النادي فلورنتينو بيريز ان مورينيو كان الوحيد الذي أقصى برشلونة مؤخرا من دوري أبطال أوروبا، من الدور نصف النهائي في موسم 2009-2010 عندما كان مدربا لإنتر ميلان الإيطالي، وربما كان هذا السبب الرئيسي لسعيه الدؤوب نحو التعاقد مع هذا القائد البرتغالي.

ونقلت الصحيفة تصريحات لمورينيو عندما كان في إيطاليا وهو يتحدث مع لاعبيه "انظروا ماذا يفعل برشلونة؟ المنافس يفرش لهم السجادة الحمراء، والحكم ينقصه ان يطلب منهم التوقيع على اوتوجراف. وغدا الصحافة ستكتب عنهم ما يحققونه من نجاحات. عندما اذهب لسانتياجو برنابيو سيتحتم علي أن أمحي كل هذا".

وأكدت ان ما شاهده العالم يوم السبت الماضي من تفوق لافت لبرشلونة أمام مانشستر يونايتد في نهائي ويمبلي، وفوزه باللقب، ليس بالأمر الواقع لأن ريال مدريد قريب منه كثيرا، وبدا ذلك واضحا في نهائي الكأس الذي توج الأخير به بهدف نظيف لكريستيانو رونالدو.

ونقلت تأكيد فلورنتينو بأن مورينيو "سيبقى مع ريال مدريد لعشر سنوات" ما يعني انه حتما وخلال تلك الفترة سيسحب الفريق الملكي بقيادة مدربه البرتغالي البساط من برشلونة وسيعود للسيطرة على الألقاب من جديد، خاصة مع تأكيدات مدرب الفريق الكتالوني بيب جوارديولا، بأنه لن يبقى للأبد مع الفريق وأنه قد يرحل قريبا.

فيما انتقدت صحيفة "الاكونوميستا" المدرب البرتغالي بقولها "مورينيو بعد عام.. نجاحات رياضية ام فشل إداري" متحدثة ان البطولة التي حققها المدرب البرتغالي هذا الموسم مع ريال مدريد لا تكفي رغبة جماهيره الجامحة نحو الألقاب.

كما أبرزت ان مورينيو ساهم في فشل الريال إداريا، بإجباره على إقالة المدرب العام خورخي فالدانو، ودخوله في معارك متعددة الجبهات، منها مدرب برشلونة بيب جوارديولا، والرئيس الشرفي للريال، ألفريدو دي ستيفانو، وانتقاداته للحكام وما نتج عنها من عقوبات إيقاف.

وأكدت الصحيفة انه "بالنظر للاشهر الاثنى عشر الماضية فإننا نرى أن النادي لم يصبح اسمه ريال مدريد بل ريال مورينيو".

وقارنت صحيفة "لاراثون" بين برشلونة وريال مدريد، بقولها ان برشلونة يبرم صفقتين أو ثلاثة كل موسم لدعم الفريق من أجل مواصلة استحواذه على لقب الدوري المحلي، فيما يذعن مسئولي الريال لطلبات مورينيو التي قد تصل لضم شبه فريق كامل من اللاعبين بهدف إنزال برشلونة من عرشه، وهو ما لا يتحقق غالبا لعدم الانسجام.

ودعت الصحيفة المدرب البرتغالي لأن يحقق المستحيل "ويتغلب على الفريق الذي لا يمكن التغلب عليه"، في انتقاد ضمني لسياسات المدرب التي ليست لها جدوى، بحسبها. (إفي)