الخميس 2 ديسمبر 2010
08:47 م
زوريخ (رويترز) - تجاوزت قطر عقبات درجات الحرارة المرتفعة صيفا ومخاوف بشأن البنية التحتية لتنال يوم الخميس شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.
وهذه المرة الاولى التي تنال فيها دولة من الشرق الاوسط شرف تنظيم الحدث الرياضي الكبير ويقول محللون ان فوز قطر باستضافة البطولة سيدعم صورة المنطقة عالميا.
ومن المحتمل ان يكون اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد تأثروا بقوة قطر الاقتصادية كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وتشير توقعات الى ان اقتصاد قطر - الذي من المتوقع ان ينمو بنسبة 15.5 في المئة هذا العام - قد ينمو بنسبة 21 بالمئة في 2011 مما سيسمح للبلاد بضخ الموارد المالية اللازمة استعدادا لنهائيات كأس العالم 2022.
ومن المرجح الا تبخل قطر بالمال على تشييد الاستادات اللازمة لاستضافة الحدث العالمي. وستقام مباراتا الافتتاح والختام على استاد لوسيل الذي لم يبدأ العمل فيه حتى الان.
وستسع مدرجات استاد لوسيل 86 الف متفرج وسيكون محاطا بالمياه وستستغرق عملية البناء اربع سنوات ومن المتوقع انتهاء العمل فيه عام 2019.
ووفقا للعرض المقدم الى الفيفا ستعمل قطر على تجديد ثلاثة استادات وبناء تسعة استادات أخرى وستتوزع ملاعب البطولة على سبع مدن.
وستصل التكلفة الاجمالية لعملية التشييد والتجديد نحو ثلاثة مليارات دولار وفقا لتقديرات العرض.
وقدمت قطر ميزانية قدرها 645.5 مليون دولار لاستضافة كأس القارات في 2021 وكأس العالم في العام التالي. وتتوقع قطر عرض 2.869 مليون تذكرة للبيع في نهائيات 2022.
لكن ما زال ينبغي القيام بالكثير ويتساءل كثيرون عما اذا كانت مدة تبلغ 12 عاما كافية فالبلاد ما زال يجري بناء البلاد وتبدو العاصمة الدوحة كموقع انشاء كبير.
ودشنت قطر برنامج انفاق كبيرا خلال الاعوام الاخيرة لتشييد البنية التحتية اللازمة لاعاشة سكانها الذين يقدر عددهم بنحو 1.7 مليون نسمة.
وعلى مدار الاعوام الخمس المقبلة سوف تبني قطر شبكة سكك حديدية بتكلفة 25 مليار دولار ومطارا جديدا بتكلفة 11 مليار دولار وميناء بتكلفة 5.5 مليار دولار بالاضافة الى مشروعات اخرى وطرق جديدة بتكلفة 20 مليار دولار.
ووضعت قطر خططا لبناء شبكة لقطارات المترو يربط الاستادات بعضها ببعض عام 2017 ولن تبعد الاستادات اكثر من ساعة عن بعضها البعض.
وقال جمال الكعبي مدير الطرق في هيئة الاشغال العامة القطرية " الميزانية لن تشكل قيدا."
وهناك شكوك حول ما اذا كانت قطر ستستطيع التعامل مع تدفق نحو 400 الف مشجع الكثير منهم أصحاب امكانيات مادية محدودة فاستضافة كأس العالم تتطلب القدرة على استيعاب 32 منتخبا ومشجعيهم والحضور الاعلامي المكثف المتوقع.
ويوجد في قطر حاليا نحو 20 الف غرفة فندقية وسوف تحتاج الى 60 الفا اخرى لتفي بمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم. وتعهدت قطر بتوفير 95 الف غرفة فندقية بحلول عام 2022.
وقال أحد القاطنين في الدوحة "في دورة الالعاب الاسيوية كان هناك خوف ازاء عدم اتمام العمل في الوقت المناسب ... المهمة ضخمة ويجب الانتهاء من كل شيء قبل سنوات من البطولة."
ومن المحتمل ان تشكل الطبيعة المحافظة لقطر تحديا أكبر مما يتوقع المنظمون. ورغم ان قطر أصبحت أكثر انفتاحا على الغرب خلال الاعوام الماضية فانها ما زالت الى حد ما دولة اسلامية منغلقة.
ورغم ان قطر حرصت على اظهار وجه ليبرالي اثناء زيارات مفتشين ووسائل اعلام خلال الاشهر الماضية الا ان السماح ببيع الخمور واحتمالات بتصرف مشجعين بطريقة غير لائقة قد تسبب مشاكل في بلد اسلامي يحظر معاقرة الخمر علنا.
لكن ممثلين عن عرض قطر قالوا انه سوف يتم السماح بتناول الخمور في مناطق محددة خلال البطولة.
ورغم ان البطولة ستقام خلال شهرين هما الاعلى حرارة طوال العالم الا ان منظمين قالوا ان الحرارة لن تكون مشكلة بفضل نظام للتحكم في درجات الحرارة بدون انبعاثات للكربون. وستلجأ قطر لنظام لجعل درجة حرارة الاستادات عند 27 مئوية يعمل بالطاقة الشمسية.
وقال منظمون انه سوف يتم تفكيك بعض المدرجات بعد النهائيات وشحن تلك الزائدة عن الحاجة الى بلدان نامية يمكن لها وضعها في استادات صغيرة.