الأحد 24 أكتوبر 2010
07:59 م
يسخر من الجروح كل من لا يعرف الألم .. ويقدر الإنسان نفسه حسب الأعمال التي يعتقد إنه يستطيع إنجازها، ولكن العالم يقدره حسب الأعمال التي ينجزها في الواقع.
وحشتنا يا أبوتريكة .. وحشتنا مهاراتك التي لا يختلف عليها اثنين .. وحشتنا ضحكتك مع كل هدف تسجله ومع كل فرصة تضيع .. وحشتنا فرحتك مع كل تمريرة يسجل منها زملائك هدفاً واحتضانك لهم بقلب أبيض لا يحمل سوي الحب.
دفعني حب هذا اللاعب للتفكير في كتابة هذا المقال بعد أن سألت نفسي، أين أنت يا أبوتريكة؟ ماذا بداخلك والذي لا يعرفه سوي المولي عز وجل ومن بعده أنت؟ ما الذي كسرك ولم تعد الفنان الذي عهدناه؟ أسئلة كثيرة لا أعرف لها إجابات ولا تبريرات.
هناك شيء ما غامض داخل هذا الإنسان الذي وهبه الله حب الناس وجعله سببا في الكثير من المناسبات، ليكون صاحب الفرح وسعادة الملايين .. شيء لا يمكن أن يكون سببه السن وتراجع المستوي وحده كما يعتقد البعض.
أنا شخصياً، أطالب بالجلوس مع هذا النجم الذي يعد علامة بارزة في تاريخ الكرة المصرية، وألا يتخلي عنه أحد في تلك الفترة، بل يجب أن يأخذ حقه ويرتاح - ولو نفسياً خاصة - بعد استهلاكه واستنفاذ عصارة الموهبة الفذة التي كان ينتظرها الجميع ليشاهدها.
نعم، يجب أن يأخذ أبوتريكة قسطاً من الراحة في الفترة القادمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الضغط عليه أكثر من ذلك تحت مسمي إحتياج الفريق له سواء مع ناديه أو منتخب مصر، فهو لا يؤدي من الأساس في الوقت الحالي، ولا نشعر بوجوده في الملعب، إذاً ما المانع لإراحته فترة ما ليعود بعدها كما عهدناه!
أبوتريكة يجب أن يعود .. أبوتريكة مثل الهدية الجميلة التي وهبها الله للغلابة من الشعب المصري ليكون قدوة لهم إلي أن يشاء الله ويترك الملاعب وهو كما عهدناه دائماً نجم ساطع، وليس مجرد ظاهرة أخدت وقتها وانتهت مثل آخرين لم نعد نتذكرهم.
سيأتي بالفعل يوماً ويترك أبوتريكة الكرة، ولكننا نتحدث عن وقتنا الحالي، فإذا لم تتخذ الأجهزة الفنية خطوات لراحة هذا النجم .. ستكون حقاً جريمة في حقه وحق الجمهور المحب له، فإذا أسديت جميلاً إلى إنسان، فحذار أن تذكره .. وإن أسدى إنساناً إليك جميلاً، فحذار أن تنساه - وأبوتريكة جمايله كثيرة علينا - ولم يتكلم ويقول أنا من فعلت كذا وكذا..
ومن وجهة نظري المتواضعة أن حالة هذا النجم - الأكثر تواضعاً - كسره غياب منتخب مصر عن المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا أبوتريكة، بل أكاد أكون متأكداً أنه هو السبب الرئيسي، لأنه حلم جميع اللاعبين، ولكن بالنسبة للاعب مثل أبوتريكة لم يكن مجرد حلم.. فقد يستيقظ وينتهي الحلم وينساه، ولكنها أمنية تمناها وسعي إليها، واعتبر عدم إنجاز شيء في نهاية المشوار فشلاً، وهذا أكثر ما يحزن لاعب في موصفات أبوتريكة يستمتع ويمتع باللعب مع الكبار.
أعتقد أن طلب إراحة أبوتريكة ليس مطلباً خرج من لساني أنا فقط، بل أنه مطلب الكثيرين أيضاً ممن يستمتعوا بمشاهدة أقدم أبوتريكة وهي تتراقص علي الأرض الخضراء، وتهز الشباك ليصفق بعدها الجميع وتتعالي الآهات طرباً.
من الأفضل أن تسير ببطء إلى الأمام على أن تسير مسرعاً إلى الخلف حتي تصل لنا مرة أخري يا أبوتريكة .. لأنك فعلاً وحشتنا..