جميع المباريات

إعلان

إيفان بوجدانوف.. الوجه القبيح لكرة القدم

يللاكورة

مدريد، 14 أكتوبر/تشرين أول (إفي): صار المشجع الصربي إيفان بوجدانوف الاسم الأكثر انتشارا على واجهات الصحف الرياضية الأوروبية بعد انفراده بدور البطولة في أحداث الشغب التي قامت بها جماهير بلاده خلال زيارتها لمدينة جنوة لمقابلة إيطاليا في تصفيات كأس أوروبا، حيث أظهر الوجه القبيح الذي قد يُفرض على كرة القدم.

ظهر بوجدانوف أولا على الشاشات ملثما وهو يتصدر مدرجات صربيا خلف أحد المرميين، وارتدى قميصا أسود مرسومة عليه جمجمة بينما انهمك في تمزيق شباك الحماية وإلقاء بعض الألعاب النارية "الشماريخ" على أرضية ملعب لويجي فيراريس.

وبرزت في نفس المشهد أوشام على الذراع المفتول لبوجدانوف، وهي التي ساعدت في إلقاء القبض عليه في الثانية من صباح الأربعاء بينما كان يحاول الهرب من الشرطة مختبئا تحت غطاء محرك حافلة المشجعين العائدين إلى صربيا، بعد تمكنهم من إفساد المباراة وإجبار الحكم على إلغائها بعد ست دقائق فقط من البداية.

وتسابقت الصحف الإيطالية على منح بوجدانوف لقبا، إلا أن أغلبها استقر على إضافة كلمة "الرهيب" إلى اسمه الأول "إيفان" في إشارة إلى اللقب الذي عرف به قيصر روسيا إيفان الرابع (1547-1784).

واقتربت عدسات المصورين من الأوشام التي حملها بوجدانوف (30 عاما) على جسده، فعند الصدر برز رسم قنبلة وشعار فريق النجم الأحمر الصربي، بينما تصدر الذراع الأيمن رقم "1389".

ويمثل هذا الرقم العام الذي تعرض فيه الصرب لهزيمة عسكرية على يد الأتراك العثمانيين في معركة قوصوة (كوسوفو) التي خلفت خسائر بالجملة في الجانبين وباتت اسما لإحدى حركات اليمين المتطرف في صربيا.

وبموجب هذه العناصر التعبيرية، صار بوجدانوف يمثل مزيجا فريدا بين السياسة وكرة القدم والنزعات القومية المتطرفة، وهو ما يعبر عنه اسم مجموعة "الألتراس" التي يقودها حيث تطلق على نفسها "نمور أركان".

ويشير لقب "أركان" إلى كنية مجرم الحرب السابق المعروف بولعه بكرة القدم زيليكو رانجاتوفيتش الذي اغتيل في بلجراد عام 2000 قبل أن يخضع للمحاكمة.

وكان "أركان" يملك نادي "أوبيليتش" الصربي الذي فاز بالدوري المحلي وسط أنباء عن تلاعب ورشى مالية لشراء المباريات وتهديدات للحكام بل واستخدام الملاعب لتخزين الأسلحة.

وتأهل الفريق للمشاركة في دوري أبطال أوروبا عام 1998 وحينها رغب الجنرال في رئاسة وفد أوبيليتش في مباراة ضد بايرن ميونخ الألماني وهو ما قوبل بالرفض من جانب رئيس الاتحاد الأوروبي (ويفا) وقتها، السويدي لينارت يوهانسون.

وكشفت الصحف بعدها بعشر سنوات أن "أركان" خطط لاغتيال يوهانسون للرد على حرمانه من الذهاب إلى ميونخ باعتباره مجرم حرب.

ومن رحم هذه الأوضاع التي أعقبت حرب البلقان في النصف الثاني من التسعينيات، شهدت المدرجات الصربية مولد مشجعين على شاكلة بوجدانوف وباتوا أكثر ما يقلق الأمن في بلادهم.

ولكن المفاجأة في قضية بوجدانوف فجرها محاميه الإيطالي جانفرانكو باجانو الذي تقدم بطلب للعفو عن موكله، مشيرا إلى أنه لم يأت هو وزملاؤه إلى إيطاليا لتخريبها بل للتعبير عن غضبهم من الفريق الصربي ذاته واتحاد كرة القدم المحلي.

واستدل المحامي على كلامه بأن الألتراس استهدفوا حافلة الفريق الصربي عقب المباراة ورشقوها بالحجارة، كما صبوا غضبهم على الحارس فلاديمير ستويكوفيتش الذي ترك فريقهم المحلي النجم الأحمر صغيرا ورحل إلى الغريم بارتيزان.

وبالفعل تعرض ستويكوفيتش لإصابة واضطر للاختباء من جماهير بلاده في غرفة ملابس لاعبي إيطاليا خوفا على حياته.

وكان الاتحاد الصربي قد أقال المدرب رادومير أنتيتش وعين بدلا منه فلاديمير بتروفيتش الذي تلقى الفريق تحت قيادته هزيمة مفاجئة في بلجراد أمام إستونيا (1-3) قبل السفر إلى إيطاليا مباشرة، مما أضعف حظوظ الصرب في بلوغ النهائيات وأثار سخط الجماهير.

وأمام ذلك فوجئ الطليان بألف و500 من الصرب بعضهم محمل بأسلحة بيضاء وألعاب نارية والأكبر من ذلك مشاعر كراهية كبيرة لم يتضح إذا كانت تجاه فريقهم أم تجاه أي شيء للتعبير عن الغضب.

وينتظر خلال التحقيق الذي يقوم به الويفا في واقعة المباراة أن يتم تعديل بعض البنود الخاصة بلوائح أمن الملاعب على أمل ألا يعود وجه آخر يشبه بوجدانوف لصدارة المشهد. (إفي)

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg