AFP
الجمعة 15 يناير 2010
03:56 م
لواندا - (ا ف ب):
لم يسلم الملعب الرئيسي 11 نوفمبر في العاصمة لواندا المستضيف لنهائيات كأس الامم الافريقية السابعة والعشرين في انجولا حتى 31 يناير الحالي ، من انتقادات شديدة خصوصا من المنتخبات الاربعة الممثلة للمجموعة الاولى في الدور الاول وهي انجولا المضيفة والجزائر ومالي ومالاوي.
فبعد 4 مباريات فقط او بالأحرى مباراتي الجولة الاولى بما ان العيب كان واضحا للعيان في المباراة الثالثة بين الجزائر ومالي ، بدت ارضية الملعب في حالة يرثى لها وتؤثر كثيرا على العروض الفنية للمنتخبات وتعيق تحرك الكرة بشكل جيد وتحول دون تمكين اللاعبين من ابراز مهاراتهم الفنية او حتى التحكم في الكرة سواء في التمرير او التسديد.
وعلى الرغم من حداثته حيث شيد في 27 ديسمبر الماضي ، الا ان ملعب 11 نوفمبر والذي تكفل الصينيون ببنائه والاكبر بين الملاعب الاربعة التي شيدها الصينيون للبطولة (يتسع ل50 الف متفرج)، يبدو وكانه يعود الى زمن بعيد.
صحيح ان شكل الملعب رائع جدا ويذهل الجماهير كونه يشبه الى حد بعيد ملعب "عش الطائر" الذي استضاف دورة الالعاب الاولمبية الاخيرة في الصين ، بيد ان الجوهر والاساس لا يعتبر في مستوى تطلعات الجماهير والمنتخبات المشاركة.
وقال قائد مالي لاعب وسط ريال مدريد الاسباني مامادو ديارا "جئنا هنا على اساس مواجهة منتخبات انجولا والجزائر ومالي ، لكننا اكتشفنا خصما جديدا وهو ارضية الملعب. عانينا كثيرا في المباراتين الاوليين ولم نتمكن من ابراز مؤهلاتنا الفنية وتطبيق خططنا التكتيكية التي تعتمد على اللعب بسرعة والتمريرات القصيرة".
واضاف "الملعب يعطي انطباعا رائعا من الخارج ، لكن الارضية غير صالحة بتاتا للعب مباراة في كرة القدم. اقيمت 4 مباريات فقط حتى الان على هذا الملعب ، وتخيلوا معي كيف ستكون حالته فيما بعد وتحديدا في المباراة النهائية".
يذكر ان 5 مباريات اخرى ستقام على ملعب 11 نوفمبرو بينها مباراة انجولا والجزائر الاثنين في الجولة الثالثة والاخيرة من منافسات المجموعة الاولى ، وبوركينا فاسو وغانا ضمن الجولة الثالثة للمجموعة الثانية ، ومباراة واحدة في ربع النهائي ومثلها في نصف النهائي ثم المباراة النهائية.
وتابع ديارا "ارضية الملعب هي اساس الفرجة والاستمتاع والعروض الجيدة ، لم نر شيئا من هذا القبيل هنا في لوندا بل نلنا نصيبنا من الاصابات".
وشاطر مدرب انجولا البرتغالي مانويل جوزيه، ديارا الرأي معبرا عن اسفه من الحالة المزرية لارضية الملعب والتي كانت سببا رئيسيا في اصابة ابرز نجومه فلافيو امادو وجيلبرتو اللذين سيغيبان على الارجح عن المباراة الحاسمة امام الجزائر.
وقال جوزيه "صحيح ان هدفنا هو احراز اللقب لكن الثمن غالي جدا ، حتى الان تعرض لاعبان لاصابة خطيرة (فلافيو وجيلبرتو) ولا نعرف ماذا يخبىء لنا القدر في المستقبل".
واضطر جيلبرتو الى ترك الملعب اواخر الشوط الاول بسبب الام في ركبته اليسرى ، قبل ان يلحق به فلافيو هداف البطولة حتى الان برصيد 3 اهداف ، في الدقيقة 60 بسبب تمزق عضلي في فخذه الايسر ، كما اصيب زويلا في الدقائق الاخيرة من المباراة، وعانى مانوتشو من الام في فخذه الايمن.
وكان ديدي تعرض للاصابة في المباراة الاولى امام مالي 4-4 الاحد الماضي في المباراة الافتتاحية وغاب بالتالي عن مباراة الامس.
واضاف جوزيه "اجرينا 3 تبديلات اضطرارية ولحسن حظنا اننا كانا متقدمين في النتيجة. ماذا لو تعلق الامر بتخلفنا في النتيجة لن نتمكن من اجراء اي تبديل تكتيكي".
واردف قائلا "اننا نعاني اصلا من غياب المنافسة لدى اغلب لاعبينا الذين لا يلبعون اساسيين في فرقهم الاوروبية والبطولة المحلية توقفت قبل شهرين ، فاضيفت لنا محنة ارضية الملعب ، انها مسألة كارثية واتمنى الخروج باقل الخسائر في الاصابات اقلها في الدور الاول".
ولم يخرج مدرب الجزائر رابح سعدان عن هذا الاطار وقال "النقطة السوداء في المباراة هي ارضية الملعب ، انها غير صالحة بتاتا لاجراء مباراة في كرة القدم. بدلا من التفكير في كيفية وطريقة اللعب يصبح الشغل الشاغل للاعبين هو ارضية الملعب وطريقة التعامل مع الكرة وتمريرها وترويضها وحتى التخلص منها".
واضاف "ارضية الملعب صعبت مهمة اللاعبين ولحسن حظنا اننا خرجنا باقل الخسائر سواء بالنتيجة او الاصابات".
اما مدرب مالاوي كيناه بيري فصب جام غضبه على اللجنة المنظمة والاتحاد الانجولي كونهم رفضوا السماح لفريقه بالتدريب على ارضية الملعب عشية المباراة ، وقال لم نمنح الفرصة للتدريب على ملعب المباراة ، لقد قدمنا احتجاجا الى الاتحادين الافريقي والانجولي، لانه لا يعقل الا نتدرب على ملعب المباراة خصوصا عشية اجرائها".
وتابع "في ظروف مثل هذه يجب ان نقف على كل كبيرة وصغيرة في ارضية الملعب حتى نكون على دراية بما ينتظرنا. فوجئنا كما جميع المنتخبات بالحالة السيئة لارضية الملعب. انها مأساة".
يذكر ان اللجنة المنظمة سمحت للمنتخبات الاربعة بالتدريب مرة واحدة فقط في الملعب الرئيسي حتى الان وكانت قبل يومين من انطلاق البطولة. ويبدو انها شعرت بحراجة الموقف وامكانية تردي حالة الملعب فرفضت الترخيص للمنتخبات بمعاودة التدريب عليها خصوصا ان قوانين الاتحادين الافريقي والدولي تنص على ضرورة اجراء المنتخبات للتدريبات على الملعب الرئيسي عشية المباراة وفي التوقيت الذي من المقرر ان تقام فيه.
واكد مسؤول في اللجنة المنظمة رفض الكشف عن هويته في تصريح لوكالة فرانس برس: "صحيح ، ارضية الملعب تشكل عائقا على اللاعبين ، لكن ليس بدرجة سيئة للغاية، نتفهم اراء المدربين واللاعبين ، لكن ما عسانا فعله، لذلك قررنا وقف التدريبات عشية المباريات ونبذل كل ما في وسعنا لتجهيز ارضية الملعب يوم المباريات ، اعتقد ان المشكلة ستكون أخف وطأة فيما بعد بحكم استضافة الملعب لمباراة واحدة فقط وليس مباراتين كما كانت الحال في الجولتين الاولى والثانية".
وتابع "بذلت انجولا جهودا كبيرة حتى يكون الملعب جاهزا للبطولة ، لكن هناك ظروفا خارجة عن ارادتنا ، وتتمثل في غياب المعدات الضرورية للقيام بصيانة الملعب".
واردف قائلا "نبذل قصارى جهدنا حتى ايام المباريات" في اشارة الى دخول مجموعة من العاملين بين شوطي المباراتين ونهاية المباراة الاولى من اجل اعادة العشب الى مكانه".
واوضح احد المسؤولين عن الشركة الانجليزية التي كلفت بتجهيز ارضية الملعب "جميع معدات الصيانة في انجلترا لاسباب كثيرة ابرزها مشكلة الجمارك الانجولية التي تحتاج الى وقت طويل من اجل الافراج على كل ما يدخل الى انجولا".
وتابع المصدر الذي رفض بدوره الكشف عن هويته "اذا كان حفل الافتتاح سيشهد كارثة ، فما بالك باجهزة صيانة الملعب" في اشارة الى رفض الجمارك الانجولية الافراج عن شاشة عملاقة ارتكزت عليها فقرات الحفل في ملعب 11 نوفمبرو.
وارسلت الشاشة العملاقة البالغة مساحتها 6 الاف متر مربع من القماش الابيض مقسمة على جزأين وارتفاع 35 م ، عبر طائرة شحن من المانيا مطلع ديسمبر الماضي ، ولكن ادارة الجمارك حجزتها في مطار لواندا لمدة ثلاثة أسابيع ، تاركين وقتا قليلا للمصممين من اجل اجراء بروفات حفل الافتتاح.
واوضح احد المقاولين النمسويين الذين اشرفوا على حفل الافتتاح والذي فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح لوكالة فرانس برس امس الخميس: "تركيب شاشة عملاقة مثل هذه لم يحدث قط من قبل ، وعادة ما نحتاج على الأقل الى اسبوعين لإجراء البروفات"، مضيفا "بيد ان جميع معداتنا كانت محتجزة في ادارة الجمارك ، ولم يتم الافراج عنها سوى في 7 يناير الحالي ، اي قبل ثلاثة أيام فقط من يوم الافتتاح".
وتابع "لم يحدث لنا ذلك من قبل ، لكننا كنا نعمل 24 ساعة في اليوم ، والحمد لله بان كل شيء جرى بخير في نهاية المطاف".
واختتم قائلا "ليس لدينا اي فكرة عن السبب الذي جعل ادارة الجمارك ترفض الإفراج عنها".