جميع المباريات

إعلان

باكستان تخشى أن تدفع ثمن زيادة القوات الأمريكية بأفغانستان

يللاكورة

اسلام اباد (رويترز) - أثار قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيادة عدد القوات في أفغانستان مخاوف في باكستان من أن يؤدي هذا الى مزيد من الهجمات بطائرات أمريكية بدون طيار والتدخل العسكري في مناطقها الحدودية مما يُحتمل أن يزيد من زعزعة استقرار حليفة واشنطن.

ويخشى الكثير من المحللين المطلعين على شؤون باكستان والمسؤولين الأمنيين من أن تستغل آنذاك حركة طالبان الأفغانية خطط أوباما لبدء سحب القوات في غضون 18 شهرا عن طريق الانتظار في باكستان حتى يتم. وتواجه اسلام اباد بالفعل متشددين على أراضيها.

وكانت حكومة باكستان قد رحبت بحذر بخطط اوباما لارسال 30 الف جندي اضافي لمكافحة تمرد طالبان الذي يكتسب قوة لكن صاحب هذا تحذير بضرورة تجنب "التداعيات السلبية" عليها.

ويساور الكثيرين القلق من أنه حين تصل القوات الأمريكية الإضافية الى جنوب أفغانستان ستقوم حركة طالبان بانسحاب تكتيكي عبر الحدود غير المُحكمة الى المناطق القبلية التي ينعدم فيها القانون بباكستان.

ومن شأن هذا أن يزيد المخاطر في باكستان حيث يشن جيشها حملة في منطقة وزيرستان الجنوبية الحدودية. وأطلقت هذه الحملة بالفعل شرارة عدة هجمات انتحارية أثارت مخاوف على استقرار البلاد.

ومع تزايد صعوبة حرب العصابات في الشتاء بأفغانستان فانه لم يتبق سوى موسم واحد للقتال هو صيف 2010 قبل أن تبدأ القوات الأمريكية في خفض عددها.

ويقول محللون باكستانيون ان مُخططي الجيش الأمريكي الذين يستعدون للحرب في الصيف القادم ربما يزدادون احباطا لعدم قدرتهم على نقل المعركة لحركة طالبان المتواجدة على الجانب الآخر من الحدود.

وقال تنوير أحمد خان وزير الخارجية الباكستاني السابق ورئيس معهد الدراسات الاستراتيجية "في لعبة البقاء هذه قد تعبر طالبان الى باكستان. الآن هناك جدول زمني وقد يتجنبون القتال فحسب.

"اذا صح هذا سيشعر الأمريكيون باغراء ملاحقتهم على نطاق لم نشهده من قبل وسيكون هذا على الأرجح بطائرات بدون طيار وربما أيضا من خلال عمليات خاصة."

وهذا القلق من الجدول الزمني يضرب بعمق في باكستان التي تضع في ذهنها أن واشنطن تخلت عنها بعد ما قدمته اسلام أباد من مساعدة في إخراج السوفيت من أفغانستان عام 1989 على الرغم من تدفق النازحين بالمنطقة الحدودية والذي أذكي التشدد.

وقال مسؤول أمني بارز بالحكومة الباكستانية "نعتقد أن تحديد الجدول الزمني بعام 2011 ليس قرارا حكيما لانه لو كانت حركة طالبان تتمتع بالحكمة الكافية فستتوقف عن القتال في الوقت الحالي وستنتظر الى أن تنسحب القوات الامريكية ثم تلحق الخراب."

وهناك مؤشرات على غضب الولايات المتحدة حتى قبل تنفيذ الزيادة. وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية هذا الاسبوع ان على باكستان بذل مزيد من الجهد لمكافحة المتشددين.

لكن في دولة بها الكثير من المشاعر المناهضة للولايات المتحدة تعتبر زيادة الهجمات بطائرات بدون طيار تكتيكا ينطوي على مجازفة يمكن أن يثير مزيدا من المعارضة الشعبية لمشاركة الولايات المتحدة في باكستان فيما يواجه الرئيس آصف علي زرداري الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة نداءات ليستقيل من منصبه.

وتعترض باكستان رسميا على غارات الطائرات الامريكية بدون طيار قائلة انها تنتهك سيادتها وتجازف بتقوية التشدد بسبب الخسائر بين المدنيين.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان الهجمات الصاروخية تنفذ بموجب اتفاق مع اسلام اباد يسمح للقادة الباكستانيين بالتنديد بالهجمات علنا.

وتستخدم الطائرات بدون طيار التي تحركها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) بشكل متزايد بالفعل. وأسفرت نحو 50 غارة بهذه الطائرات على المناطق الحدودية بالشمال الغربي هذا العام عن مقتل نحو 415 شخصا بينهم الكثير من المقاتلين الاجانب وفقا لما ذكره مسؤولون وسكان.

وزيادة عدد الغارات بطائرات بدون طيار ليس هو ما يقلق الباكستانيين فحسب اذ يشعرون بالقلق أيضا من اتساع النطاق الجغرافي للحرب.

وقال طلعت مسعود وهو كاتب وجنرال سابق بالجيش الباكستاني ان الزيادة ربما تؤدي الى تدفق المقاتلين والنازحين على بلوخستان مما يوسع دائرة الحرب ضد المتشددين داخل باكستان.

ومن شأن هذا أن يزعزع استقرار الاقليم الذي عانى بالفعل من تمرد انفصالي محدود.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين بالادارة الامريكية لم تنشر أسماءهم ان اوباما يعتزم زيادة عدد الهجمات بطائرات بدون طيار وعدد عملاء المخابرات الامريكية بباكستان واستهداف زعماء طالبان الذين يعتقد أنهم مختبئون في بلوخستان.

لكن التقرير أشار الى أن باكستان لم توافق على الخطة بعد.

وقال محمود شاه المسؤول الامني السابق عن المناطق القبلية "يبدو أنهم يريدون من خلال رفع أعداد القوات أن يدفعوا المتشددين الى باكستان ثم ينسحبوا ويحملوا باكستان مسؤولية القاء القبض على أسامة بن لادن وآخرين."

وأضاف "أعتقد أنهم سيكثفون من عملياتهم السرية."

وفي حين يقول محللون ان من غير المُرجح أن تدخل القوات الامريكية الخاصة باكستان نظرا للحساسيات القومية فان هذا يسلط الضوء على انعدام ثقة عميق في واشنطن.

وقال رفعت حسين رئيس قسم الدراسات الدفاعية والاستراتيجية بجامعة القائد الأعظم باسلام أباد "ربما تكون باكستان أسوأ ضحية للزيادة (في القوات)... اذا بدأت الامور تسير على غير ما يرام بالنسبة لأوباما فمن السهل أن تتحول باكستان الى كبش فداء."

وأضاف "باكستان ستستعد الآن للمرحلة الاخيرة حين تنسحب الولايات المتحدة... حينذاك سنعود الى اللعبة القديمة."

من اليستير سكراتون وذي شأن حيدر

فيديو قد يعجبك:

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg