الجمعة 30 أكتوبر 2009
03:44 م
تقرير – هاني عز الدين : عندما تقابل مانشستر يونايتد في آخر نسختين من دوري أبطال أوروبا مع فياريال وتعادل الفريقان سلبياً في المباريات الأربع نال التشيلي مانويل بيليجريني إشادة كبيرة من السير أليكس فيرجسون.
فيرجسون وصف بيليجريني بأنه من أفضل المدربين على مستوى العالم وأن لديه القدرة على قيادة فرق المستوى الأول باوروبا.
مرت الشهور وأصبح التشيلي العجوز مدرباً للنادي الملكي (ريال مدريد) وأصبحت كلمات "السير" حقيقة واقعة، بل أن المدرب السابق للغواصة الصفراء بات يدرب أفضل لاعبي العالم في العامين الأخيرين مثل ريكاردو كاكا وكريستيانو رونالدو.
لكن ترى هل كانت كلمات السير حقيقة واقعة بالفعل؟ وهل تأثر بها مسئولو نادي القرن الأوروبي عند تعاقدهم مع بيلجريني؟ أم كانت مجرد مجاملة لزميله الذي يجلس بجواره في مؤتمر صحفي عقب تحقيقه تعادل مع بطل أوروبا في ساحة الأولد ترافولد.
هناك فارق بين أن تشرف على تدريب لاعبين هدفهم الأكبر أن يحققوا نتيجة إيجابية أمام فريق بحجم برشلونة أو مانشستر يونايتد، وبين أن تكون أنت مدرب البارسا أو المان لأن الحسبة هنا ستختلف، فأنت عليك أن تقوم بحل كل الأسئلة السهلة والصعبة.
عندما تلعب في ربع نهائي دوري الأبطال وتخسر من أرسنال المترنح في البطولة الإنجليزية فإن ذلك يعد إنجازاً لبيليجريني فياريال، لكن عندما تلعب مع إيه سي ميلان وأنت مدرب ريال مدريد في سنتياجو بيرنابيو فليس أمامك إلا تحقيق الفوز حتى لو كان الميلان وقتها هو بطل أوروبا وليس الخاسر لتوه من إف سي زيورخ السويسري، فما بالك بأن تخسر 4-0 من
فريق درجة ثالثة !.
من غير المنطقي أن يعتمد فريق على لاعب بعينه حتى لو كان هذا اللاعب هو الأفضل في العالم وحتى لو لم يكن ذلك الفريق يضم كريم بنزيمة ورود فان نيستلروي وتشابي ألونسو وكاكا.
عندما كان فلورنتينو بيريز يقوم بالتعاقد مع أفضل لاعبي العالم خلال الصيف لم نكن نسمع تصريحات أو آراء للمدرب العجوز وبدا هذا منطقياً، فكيف لك أن ترفض أفضل نجوم العالم؟ لكن إذا كنت غير قادر على التعامل معهم فعليك الآن أن تعتذر.
على المدير الفني لفريق بحجم الريال أن يقوم بإصلاح الأخطاء التي يقع فيها في كل مباراة دون أن يكتفي بالتصريحات الصحيفة وطلب السماح من الجماهير أو التعبير عن قلقه، فالمدرب هو من يقدر على محو قلق الجماهير وليس من يشاركهم القلق.
يجب على رئيس الفريق الملكي أن يقيل المدرب التشيلي على الفور ويجب أن يتم محوه من ذاكرة أقوى فريق في تاريخ أوروبا وأن يتولى المهمة مدرب يمتلك شخصية فيرجسون القوية أوالبرتغالي جوزيه مورينيو ذلك المدرب الذي يعشقه معظم من تدربوا معه.
لا شك في أن مزيد من الصبر على بيليجريني سيؤدي إلى ضياع كل أحلام الجالاكتيكوس وكل الملايين التي صرفت، لأن ضياع نقاط جديدة سيوسع الفارق مع البارسا ومن ثم ضياع الليجا وبالطبع الخروج المبكر المعتاد للريال في البطولة الأوروبية في السنوات الأخيرة.