جميع المباريات

إعلان

تقرير.. بويول..الأسد يترك عرينه

كارليس بويول

كارليس بويول

القاهرة، (إفي):

اليوم أسدل كارليس بويول الستار على حقبة مجيدة عاشها بقميص برشلونة على مدار 15 عاما مع الفريق الأول، كان خلالها أحد الأعمدة الأساسية في الجيل الذهبي الذي اجتاح إسبانيا وأوروبا والعالم، وبدا أنه فريق لا يقهر..اليوم يترك الأسد عرينه..مؤقتا.

تخلى بويول منذ اليوم عن صفة اللاعب بالنادي الكتالوني، لكن سيواصل الانتماء الأبدي له بصفة المشجع أو الإداري، حيث لا يحبذ الاتجاه للتدريب رغم شخصيته القيادية التي عرف بها.

كان بويول يأمل في قضاء سنوات أكثر بقميص البلاوجرانا، لكن لعنة الإصابات حرمته من حلمه، وكتبت النهاية في مشواره بالليجا، وربما في المستطيل الأخضر.

لم يكن بويول نابغة أو موهبة فذة بأكاديمية لاماسيا للناشئين، أغلب المدربين لم يكونوا على إقتناع بموهبته، لكنه أحرجهم جميعا بعطائه وقوة تحمله واصراره المستمر على أن يصبح لاعبا أفضل، فارتقى السلم حتى نهايته، وأجبر الجميع على التصفيق له لحظة رفعه للكؤوس، ليرسخ مكانته كأحد أفضل المدافعين على مر العصور.

تنقل بويول في بداياته بين مراكز الجناح والظهير ولاعب الوسط، وبعد أن تسلم المدير الرياضي لورينس سيرا فيرير عام 1999 تقارير سيئة عن أدائه، قرر بيعه الى نادي مالاجا الصاعد حديثا الى الليجا، وتم الاتفاق بالفعل بين الناديين، قبل أن يتدخل المدرب الهولندي لويس فان جال لإحباط الصفقة في آخر لحظة.

فان جال أعاد الحياة للشاب اليافع كثيف الشعر، فقد وثق في قدراته ورأى فيه نجم المستقبل، ومنحه فرصة اللعب للفريق الأول في مباراة أمام بلد الوليد يوم 2 أكتوبر 1999.

رغم الحقبة السيئة التي عاشها برشلونة مع الرئيس جوان جاسبارت بعد رحيل سلفه خوسيه لويس نونييز وندرة الالقاب، كان بويول يضرب المثل في التفاني والاخلاص بالملعب، واعتاد على سماع تصفيق الجماهير له والهتاف باسمه.

مرت السنوات وتغيرت الإدارة بقدوم الرئيس جوان لابورتا والمدرب الهولندي فرانك ريكارد في حقبة الصفقات القياسية، وارتفع شأن بويول في الفريق حتى حصل على شارة القيادة.

انتظر بويول حتى موسم 2004-2005 ليتوج بأول القابه مع البرسا في الدوري الإسباني بعد سبع سنوات عجاف، وكانت تلك القطرة الأولى في سيل البطولات في العقد الاخيرة للفريق الكتالوني.

اعتلى بويول أعلى منصة شرفية وحمل كأس دوري أبطال أوروبا ذات الأذنين في باريس 2006 بعد الفوز على أرسنال في عقر داره بلندن على ملعب ويمبلي.

في الحقبة التاريخية للمدرب بيب جوارديولا، زميل الملاعب السابق، كان بويول قطعة أساسية في نجاحات البرسا، ولم يقتصر الاعتماد عليه كقلب دفاع، بل شارك في مناسبات عدة كظهير، وبات أكثر نضجا وحنكة داخل الملعب بفضل اكتسابه للخبرات.

أصبح كارليس القائد الأول في تاريخ النادي الذي يرفع كأس التشامبيونز ليج مرتين، وذلك بعد التفوق على مانشستر يونايتد الإنجليزي في نهائي روما، وتفوقه بصفة شخصية على أيقونة "الشياطين الحمر" آنذاك البرتغالي كريستيانو رونالدو في 2009.

قبلها بعام واحد كان بويول مجندا بمنتخب إسبانيا تحت قيادة المخضرم لويس أراجونيس الذي شكل نواة الجيل الذهبي للماتادور، ونجحوا في التتويج بلقب أمم أوروبا بعد طول غياب.

عام 2009 كان الأكثر نجاحا في تاريخ برشلونة وبويول وجوارديولا، حيث حقق سداسية تاريخية (الليجا-دوري الأبطال-كأس الملك-السوبر المحلي-السوبر الأوروبي-مونديال الأندية)، وأعقبه النجاح الأكبر في تاريخ منتخب إسبانيا بالتتويج بمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، والذي كان بويول حاضرا فيه بقوة.

المجد الأوروبي تكرر للمرة الثالثة في 2012 وللمرة الثانية في ويمبلي، حيث هزم البرسا مان يونايتد مجددا، وهنا كانت اللحظة "الأكثر تميزا" في مشوار بويول، على حد قوله، حين تخلى عن شرف رفع الكأس الى زميله الفرنسي إريك أبيدال مكافأة له بعد كفاحه ضد مرض السرطان.

بعد هذا الموسم دخل "قلب الأسد" في سلسلة من الإصابات، خاصة على مستوى الركبة، وتقطعت مشاركاته ليحدث ذلك تأثيرا سلبيا على دفاع الفريق الذي صار مهلهلا ومستباحا امام المهاجمين، مما أفقده الكثير من البطولات.

وبسبب الإصابة تغيب بويول عن التتويج مع المنتخب بيورو 2012 وبالتبعية في مونديال البرازيل 2014 مرغما، ليقرر الأسطورة الانسحاب في صمت وهو في سن الـ36.

بويول كان يأمل في السير على نهج مثله الأعلى أسطورة ميلان الإيطالي باولو مالديني باللعب حتى سن الـ40 مع نفس النادي، لكن جسده لم يسمح له بذلك.

ترك بويول مسيرة ممتدة لـ593 مباراة رسمية مع برشلونة، الفريق الذي أحرز معه 21 لقبا (ست بطولات دوري، وثلاث في دوري الأبطال واثنتان في كأس الملك، واثنتان في كأس السوبر الأوروبية، وست في كأس السوبر الأسبانية، واثنتان في بطولة العالم للأندية).

كما شارك مع المنتخب الإسباني في 100 مباراة دولية، في مشوار حقق خلاله إنجازات عديدة أبرزها الفوز بكأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا وبطولة الأمم الأوروبية عام 2008 في سويسرا والنمسا، إلى جانب الميدالية الفضية خلال دورة الألعاب الأوليمبية عام 2000 في سيدني.

لم يستقر بويول بعد على قراره النهائي سواء بالاعتزال أو بالاحتراف في فريق آخر خارج الليجا، ربما بالولايات المتحدة، لكنه أظهر ولائه لبرشلونة في حال عرض عليه منصب إداري، حيث لا يبدو منجذبا لفكرة التدريب، وسواء كان خياره، فالأسد لن يترك عرينه.

كثيرا ما تعرض بويول للنقد بسبب هفوات دفاعية وتسببه في اهتزاز شباك فريقه، خاصة في الاعوام الاخيرة، لكنه طالما احتسب احترام الجميع لما يضربه دوما من أمثلة في السلوك الرياضي والروح القتالية بعيدا عن إثارة المشاكل أو استفزاز الخصوم.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg