من الرحيل بسبب ويليامز لدور البطولة في عصر فليك.. كيف تحول رافينيا إلى نجم برشلونة الأول؟ (تحليل)

أصبح البرازيلي رافينيا قطعة أساسية لا تمس في صفوف نادي برشلونة خلال الموسم الحالي، منذ وصول المدرب الألماني هانز فليك لقيادة الفريق الكتالوني، بعدما قضى فترة عصيبة داخل صفوف الفريق، دفعت جماهير البلوجرانا للمطالبة برحيله وضم نيكو ويليامز بدلًا منه، بعد تألقه في يورو 2024.

طالبوا برحيله من أجل نيكو ويليامز... رافينيا يرد على جماهير برشلونة 

وصلت مطالب جماهير برشلونة برحيل رافينيا وضم ويليامز إلى تصميم قميص يحمل رقم 11 الخاص بـ رافينيا، ولكن مع اسم نجم المنتخب الإسباني، والذي أغضب كثيرًا اللاعب البرازيلي، الذي عبر عن استيائه، وطالب الجماهير باحترام اللاعبين.

رافينيا أوضح أن هذا الأمر لم يكن الدافع وراء تألقه هذا الموسم، لكنه كان يرغب في تقديم أفضل ما لديه، بعدما علم أن ناديه يدرس تجديد عقده، الذي يمتد بالفعل حتى عام 2027.

في موسميه الكاملين بالدوري في إسبانيا، سجل رافينيا 13 هدفًا وقدم 16 تمريرة حاسمة، ليصل إلى معدل مساهمة تهديفية كل 119.3 دقيقة، لكنه لم يكن يواكب توقعات جماهير كتالونيا العالية، بعد انضمامه من ليدز يونايتد، في ظل سوء حالة الفريق بشكل عام.

سر تطور رافينيا في برشلونة.. مركز جديد تحت قيادة فليك

وفي الموسم الحالي سجل رافينيا حتى الآن 10 أهداف (6 في الدوري و4 في الأبطال)، كما صنع 9 آخرين (بينهم 8 في الدوري الإسباني).

وبالنظر إلى الخريطة الحرارية للنجم البرازيلي في الموسم الماضي، سنجده يتمركز كجناح أيمن صريح، وأحيانًا كجناح أيسر، ولكن هذا الأمر لم يساعده على تقديم أفضل ما لديه.

بعد وصول فليك تغيرت أدوار رافينيا في صفوف برشلونة، فتحول إلى اللاعب الذي يتمتع بحرية الحركة في خط الهجوم، رغم تواجده بصورة أكبر في الجبهة اليسرى لكنه يظهر في العمق باستمرار وفقًا للخريطة الحرارية له، لتقديم المساندة الهجومية، واستقبال التمريرات من زملائه لإنهاء الهجمات في عمق دفاع الخصوم، أو خلف الأظهرة.

رافينيا بطل ليلة إسقاط بايرن ميونيخ

وأبرزت صحيفة ذا أثلتيك، دور رافينيا في الانتصار العريض على بايرن ميونيخ في دوري الأبطال، بداية من هدفه السريع في الثواني الأولى، حتى أكمل الهاتريك، بفضل انطلاقاته خلف خط الدفاع، وخاصة في دوره الجديد كمهاجم متأخر يتبادل أدواره مع ليفاندوفسكي.

نجح رافينيا في التسلل خلف دفاع بايرن ميونيخ، ليستلم تمريرة زميله البولندي المتقنة، وينطلق بدون رقابة ليراوغ نوير ويسكنها الشباك.

وبالنظر إلى خريطة أرقام وإحصائيات رافينيا في لقاء بايرن ميونيخ، سنجد معظم تمريراته في عمق الملعب كصانع ألعاب، وهو أكثر لاعب مساهمة في المواقف الهجومية، كما أنه الأكثر في حمل الكرة للأمام، وسادس أكثر لاعب مساهمة في عملية بناء الهجمة باللقاء.

وقال فليك عقب اللقاء عن تألق رافينيا: "لم يكن لدي لاعب مثل رافينيا من قبل، لأنه لاعب ديناميكي بشكل لا يصدق، سرعته رائعة وتحركاته مميزة مع الكرة وبدونها، هذا النوع من اللاعبين، يحتاجه كل فريق".

خدع ميليتاو وفاسكيز.. كيف مهد رافينيا طريق برشلونة للفوز على ريال مدريد؟

وبالعودة إلى لقاء الكلاسيكو أمس، نجح رافينيا في تأدية الدور المطلوب منه، بعد عودته لمركز الجناح الأيسر، لاستغلال المساحات خلف الظهير الأيمن المتقدم لوكاس فاسكيز، مع دخوله للعمق أحيانًا سواء لاستغلال المساحة بين الوسط والدفاع، أو لخداع مدافعي الميرنجي.

تلك الحيلة نجحت في الهدف الأول للبلوجرانا، حيث نظر رافينيا عدة مرات لتمركز زميله ليفاندوفسكي، وتقدم المدافع إيدير ميليتاو.

قرر رافينيا التحرك للعمق لفتح خيار تمرير لزميله كاسادو، وفي الوقت ذاته سحب المدافع ميليتاو من تمركزه، لينطلق خلفه ليفاندوفسكي الذي ضرب مصيدة التسلل، وسجل هدف برشلونة الأول.

وفي الهدف الثاني، خدع رافينيا لاعبو ريال مدريد مجددًا، بعدما سحب فاسكيز من مركزه، وأعاد الكرة لدي يونج الذي مررها سريعًا في المساحة الخالية بالجبهة اليمنى للميرنجي نحو بالدي، الذي لم يجد صعوبة في إرسال عرضية متقنة نحو ليفاندوفسكي.

وكان رافينيا هو البطل في الهدفين الثالث والرابع، حيث صنع الأول باستلامة ذكية نحو عمق الملعب، وضعته في موقف 2 على 1 ضد ميندي، ليمنح الكرة لزميله لامين يامال الذي أسكنها الشباك، بينما اختتم تلك الليلة بوضع بصمته بتسجيل الهدف الرابع لفريقه، بلمسة فنية رائعة من فوق الحارس أندري لونين.

لمشاهدة ملخص الكلاسيكو اضغط هنا