الأحد 30 أغسطس 2020
08:19 م
الأسباب الفنية لن تكون فقط المعيار البارز في أزمة خروج الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة فريق برشلونة الإسباني، بل ستكون الاعتبارات الاقتصادية في الحسبان بقوة، نظرًا للقيمة السوقية والدعائية لأيقونة كرة القدم المتوج بست كرات ذهبية.
وأبلغ ميسي نادي برشلونة رسميًا الثلاثاء الماضي رغبته في الرحيل عن صفوفه، وهو القرار الذي فجر الأوضاع في النادي الكتالوني، حيث رفضت إدارة برشلونة الاستسلام لرغبة ميسي، وأكدت عدم قدرته على الرحيل، في ظل تواجد شرط جزائي في تعاقده، بقيمة مستحيلة تبلغ 700 مليون يورو.
أندية عديدة أكدت رغبتها بشدة في الحصول على خدمات ميسي، أبرزها مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، كما أكدت تقارير إيطالية أن نادي إنترناسيونالي يعد وجهة محتملة للنجم الأرجنتيني خلال الفترة المقبلة.
وشاهد العالم انتقالًا تاريخيًا مشابهًا، نال ضجة كبيرة عام 2018، عندما قرر البرتغالي كريستيانو رونالدو الرحيل عن نادي ريال مدريد الإسباني، بعد تسع سنوات أصبح خلالها اللاعب الأبرز في تاريخه، لكن انتقاله لم يحظ بالتشابك الذي تشهده أزمة ميسي مع برشلونة، حيث رحل بالتراضي إلى يوفنتوس الإيطالي، وحصل نادي العاصمة الإسبانية على 100 مليون يورو.
ميسي ورونالدو أصبحا قطبي كرة القدم على الصعيد الفردي منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وحافظا بشكل مبهر على استمرارية بالمستوى الأول، ضاعفت قيمتهما الاقتصادية، وجعلتهما بين أبرز وأنجح الوجوه في عالم الرياضة على الإطلاق.
وفي آخر تقارير مجلة "فوربس" الأمريكية المتخصصة في عالم الاقتصاد، تفوق رونالدو على ميسي بفارق مليون يورو فقط، في صدارة أكثر لاعبي كرة القدم دخلًا بالعام الأخير، حيث تلقى رونالدو 105 ملايين دولار أمريكي تضمنت راتبه في يوفنتوس، بالإضافة إلى عوائد العقود الدعائية، بينما نال ميسي 104 ملايين.
وتبعًا للمجلة ذاتها، تفوق ميسي على صعيد الراتب الشخصي، حيث حصل على ما يوازي 72 مليون دولار، مقابل 60 مليون دولار للنجم البرتغالي، لكن الأخير تفوق بفضل العقود الدعائية الأكبر، وكذلك بفذل مشروعاته الاقتصادية، التي جعلته أول لاعب كرة قدم في التاريخ تتجاوز أرباحه طوال مسيرته حاجز المليار دولار.
لكن انتقال ميسي المنتظر، سيقفز براتبه قفزة ضخمة، خاصة إذا نجح كما يسعى فريقه القانوني في الرحيل مجانًا عن صفوف برشلونة، مما سيجعله يفرض شروطه بأريحية على ناديه المقبل، الذي سيستفيد بشكل لم يكن يحلم به مسؤولوه، بالحصول على أحد أساطير كرة القدم في عمر مقبول، دون دفع يورو واحد.
القفزة المنتظرة في راتب ميسي، وما سيصاحبها من عقود إعلانية جديدة، تبعًا للدولة التي سيلعب بها، ستمنحه فرصة كبيرة للتفوق الاقتصادي على رونالدو، وهو ما يعزز بالتأكيد رغبته في الرحيل.
ويلعب ميسي بصفوف برشلونة منذ عام 2004، وسجل 634 هدفًا كما صنع 285 هدفًا خلال مسيرته بقميص الفريق، كما ساهم في فوزه بـ 33 لقبًا محليًا وقاريًا.