تيبو كورتوا.. الوقوف على ناصية "الحلم" لا يكفي

"اليوم أكملت حلم بالنسبة لي، لا تعلمون كم سعيت حتى أصل إلى هنا.. اليوم تحول حلمي إلى حقيقة وحققت ما كنت أسعى إليه.. هلا مدريد".. أول الكلمات التي تناثرت على لسان الحارس البلجيكي تيبو كورتوا عندما وطأت قدماه ملعب سانتياجو برنابيو قادمًا من تشيلسي الإنجليزي.

الحاصل على جائزة القفاز الذهبي في منافسات كأس العالم بروسيا كان عقده قد شارف على الانتهاء مع تشيلسي حيث كان مقررًا انتهاؤه في صيف 2019 وارتبط اسمه بالانضمام إلى قلعة برنابيو عقب منافسات المونديال.

كورتوا كان أحد الأعمدة الأساسية رفقة بلجيكا في منافسات كأس العالم الأخيرة التي استضافتها روسيا، وشارك في جميع مباريات منتخب بلاده، ووصل بالمنتخب إلى منصة التتويج وحصل على الميدالية البرونزية للمرة الأولى في تاريخ بلجيكا.

البلجيكي رفض سُبل التمديد مع تشيلسي أملًا في العودة إلى إسبانيا من أجل أولاده، (سبق له اللعب مع أتلتيكو مدريد لمدة 3 مواسم معارًا من تشيلسي)، وبالفعل تم مُراده وأتم انتقاله إلى ريال مدريد.

وصف كورتوا انضمامه إلى مدريد بـ"الحلم" الذي سعى إليه جاهدًا لافتًا إلى أنه طوال مسيرته حاول تقديم أفضل ما لديه للوصول إلى هنا (مدريد)، فهل اكتفى كورتوا بهذا؟

سلسلة أرقام سلبية

تبدلت الأحوال فالحارس المونديالي لم يقدم المستويات المأمولة حتى الآن بقميص النادي الملكي، فمن البداية ظهرت على تصريحاته ملامح الغرور والتي ألقت بظلالها عليه داخل الملعب.

*صاحب الـ27 عامًا سجل رقمًا سلبيًا باسمه في تاريخ الميرنجي بعد فشله في الحفاظ على نظافة شباكه منذ فبراير الماضي حيث كانت آخر مباراة أمام ألافيس بالجولة الـ22 من الليجا.

*في الأول من سبتمبر الجاري وخلال مواجهة ريال مدريد ضد فياريال بالجولة الثالثة من الدوري الإسباني تلقى كورتوا هدفين في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2 ليحقق البلجيكي أطول سلسلة له بدون شباك نظيفة خلال مسيرته الكروية بعدما استقبل أهداف في آخر 11 مباراة شارك بها بالليجا.

*أرقام كورتوا السلبية لم تنته عند هذا الحد، فمنذ انضمامه إلى برنابيو الموسم في أغسطس 2018 شارك في 40 مباراة استقبلت شباكه 57 هدفًا.

*في إبريل الماضي وبالتحديد خلال مباراة ريال مدريد ورايو فايكانو احتسب حكم المباراة ركلة جزاء ضد الفريق الملكي فشل كورتوا في التصدي لها، ليحقق رقم سلبي آخر بين حراس الليجا.

بحسب شبكة "أوبتا" للإحصائيات، فإن كورتوا واجه ركلات جزاء دون التصدي لأي منها أكثر من أي حارس آخر في الليجا، وهم 8 ركلات استقبلت شباكه 7 أهداف وتم إهدار ركلة وحيدة.

كما أشارت "أوبتا" إلى أن شباك ريال مدريد استقبلت 7 أهداف من ركلات جزاء في الليجا هذا الموسم، أكثر من أي فريق آخر في البطولة، لأول مرة منذ موسم 2005-2006.

 الحارس رقم 1!

"أعتقد أنه بات من الواضح من هو الحارس رقم 1 في الفريق".. في الخامس والعشرين من يوليو الماضي خرج كورتوا في تصريحات صحفية أشاد بما وصل إليه وأثنى على نفسه لافتًا إلى أنه بات يشعر بالثقة والقوة أكثر مما كان عليه في السابق.

تصريحات كورتوا لم تمر مرور الكرام خاصة وأن ريال مدريد كان يمتلك الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس ليضطر "زيزو" مدرب الفريق الملكي للرد على تلك التصريحات قائلًا: "في ريال مدريد، لكن لا يوجد لاعب يضمن مشاركته أساسيًا، وهذا ما يعرفه الجميع هنا، أنا أعوّل على كل اللاعبين وكيلور لاعب رائع".

نافاس لم يقبل الاستمرار في صفوف الفريق كبديل بعدما كان الحارس الأساسي الذي قاد الفريق للتتويج بأكثر من بطولة محلية أوروبية وعالمية ليرحل إلى ملعب الأمراء وينضم إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي ويجمعه القدر بمواجهة أولى أمام كورتوا بدوري أبطال أوروبا في مباراة شهدت تفوق فيها الحارس الكوستاريكي الذي دافع عن مرماه حتى الرمق الأخير.

3 أهداف مُني بها الحارس البلجيكي في مباراته أمام باريس، وعلى الرغم من أن كورتوا لم يكن وحده اللاعب السئ في المباراة إلا أنه كان بإمكانه التصدي لتلك الأهداف والحفاظ على شباكه نظيفة إلا أنه اعتاد الأمر.

لا سبيل أمام البلجيكي الآن سوى ضرورة تعديل مساره والانتباه لحلمه الذي سعى جاهدًا لتحقيقه فليست كل الأحلام تحمل ابتسامات وهدايا لأصحابها وربما ينقلب عليه الحال ويصبح كابوسًا.

اقرأ أيضًا

"الرقص مع الملائكة".. صحف أوروبا تبرز سقوط ريال مدريد أمام باريس بالأبطال

حجازي: عدت من الإصابة أسرع مما توقعت.. وعودتي للمباريات لم تحسم

تقرير.. المشروع الباريسي وانطلاقة الحلم من عملاق مدريد