الثلاثاء 3 سبتمبر 2019
03:31 م
"منحت ريال مدريد كل ما أملك داخل الملعب، وسأظل في تقديم المزيد، ولكنني لا أريد قضاء عامًا آخر مثل هذا".. كان القرار واضحًا تمامًا بالنسبة للكوستاريكي كيلور نافاس الذي رفض التهميش والجلوس على مقاعد البدلاء بعدما كان أحد الركائز الأساسية لريال مدريد في يوم من الأيام بل وقاد الفريق لمنصات التتويج في أكثر من مناسبة.
قبل ساعات قليلة من غلق نافذة الانتقالات الصيفية أعلن باريس سان جيرمان ضم الكوستاريكي إلى صفوفه لتدعيم مركز حراسة المرمى في ظل الأداء المتواضع لألفونس أريولا إلى جانب رحيل الإيطالي جيانلويجي بوفون.
نافاس تحول إلى حارس بديل منذ تعاقد ريال مدريد مع البلجيكي تيبو كورتوا في الميركاتو الصيفي الماضي، لتبدأ مرحلة غير مستقرة في مشوار الكوستاريكي.
صاحب الـ32 عامًا كان أحد الأعمدة الرئيسية في تشكيل ريال مدريد منذ انضمامه إلى صفوف الملكي مطلع موسم 2014/52015 وزاد دوره عقب رحيل الإسباني إيكر كاسياس إلى بورتو الموسم التالي.
منذ اليوم الأول وفور انضمامه قادمًا من ليفانتي، أكد نافاس تميزه في التدريبات، ومع مرور الوقت أثبت الحارس الكوستاريكي جدارته، حيث كان حجر زاوية في تتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية تحت قيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان.
الأمور كانت مستقرة إلى حد كبير إلا أن القدر بدأ يتلاعب بالكوستاريكي ليصبح تواجده بشكل أساسي أمر غير مؤكد بعدما تولى سانتياجو سولاري الولاية الفنية للفريق الملكي في نوفمبر 2018 خلفًا لجولين لوبتيجي، لتنقلب الأمور رأسًا على عقب خاصة بعد تعاقد الميرنجي مع البلجيكي تيبو كورتوا الذي حصل على ثقة مدربه سريعًا ونجح في إزاحة الكوستاريكي من عرين الملكي.
بلا شك كان لانضمام كورتوا حارس مرمى تشيلسي السابق أصداء كبيرة في الصحف الإسبانية باعتباره الصفقة الأبرز التي أبرمها الفريق الملكي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية جعلته محط أنظار من قبل الجميع.
ظل القدر يتلاعب بصاحب الـ30 عامًا ولم يعد الطريق أمامه ممهدًا كما كان في السابق، يقول نافاس: "كنت أشعر تحت قيادة سولاري أنني لن أشارك مع ريال مدريد في المباريات مهما فعلت"، وبالفعل ظل البالغ من العمر 32 عامًا، حبيسا لمقاعد البدلاء، وشارك فقط في 10 مباريات الموسم الماضي في الدوري و3 مباريات بدوري أبطال أوروبا.
يضيف أفضل حارس مرمى في دوري الأبطال وأفضل لاعب في كوستاريكا لعام 2018: أسوأ ما حدث من سولاري عندما لم أشارك في المباراة الأخيرة لنا في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا أمام سيسكا موسكو، لقد منح الفرصة لجميع زملائي، ولكنني جلست على مقاعد البدلاء، كان من الصعب علي تقبل هذا الأمر، ولكنني قررت مواجهة الموقف، واضطررت إلى مواصلة العمل مع ريال مدريد بقوة في التدريبات".
مع عودة زين الدين زيدان إلى مقعد المدرب في الجهاز الفني لريال مدريد ظن الكثيرين أن الأمور قد تتغير بالنسبة لوضعية نافاس، وعلى الرغم من تأكيدات "زيزو" على رغبته في الإبقاء على حارس ليفانتي الأسبق إلا أن الأخير تمسك بالرحيل عن برنابيو قبل غلق نافذة الانتقالات الصيفية حتى كان له ما أراد بالانضمام إلى ملعب الأمراء.
باريس فتح ذراعيه أمام نافاس ليصبح الحارس الأول في باريس، خاصة بعد إعارة أريولا إلى ريال مدريد وعودة بوفون إلى يوفنتوس.. فهل يكتب الكوستاريكي تاريخًا جديدًا بقميص النادي الباريسي؟