تقرير.. ماذا قدم فيلكس ليصبح ثالث أغلى لاعب في التاريخ؟

لم يتجاوز عمره 19 عامًا، ولم يلعب سوى لموسم وحيد على صعيد الفريق الأول، وأشعل صراعًا ناريًا في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، انتهى بتمسك نادي بنفيكا البرتغالي بالحصول على قيمة الشرط الجزائي في تعاقده كاملة، ليصبح جواو فيلكس ثالث أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.

ويتصدر البرازيلي نيمار قائمة أغلى لاعبي كرة القدم في التاريخ، بعدما دفع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي 222 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في تعاقده مع نادي برشلونة الإسباني، بينما يأتي الفرنسي الشاب كيليان مبابي في المركز الثاني، بعدما دفع النادي ذاته 135 مليون يورو لنظيره موناكو، من أجل التعاقد معه.

126 مليون يورو دفعها نادي أتلتيكو مدريد الإسباني للفوز بخدمات الجوهرة البرتغالية الصاعدة بسرعة صاروخية في عالم كرة القدم، بعد منافسة شرسة من أندية كبرى أبرزها مانشستر سيتي الإنجليزي، ليبرهن نادي العاصمة الإسبانية الذي لم يدخل بقوة طوال تاريخه في صفقات عملاقة على أن فيلكس قدم ما يجعل مستقبلًا مبهرًا في انتظاره.

ووقع فيلكس عقدًا يمتد لسبع سنوات مع أتلتيكو مدريد، في الثالث من شهر يوليو الجاري، وتم تقديمه صباح اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي، على هامش انضمامه رسميًا لمعسكر فريقه الجديد، بآمال كبيرة تدعم طموحات الفريق الذي تحول تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني إلى إسم قوي في القارة العجوز.

بعد موسمين شارك خلالهما فيلكس بقميص فريق بنفيكا الرديف، دفعته موهبته لاقتحام قائمة الفريق الأول في عمر 18 عامًا، ولم يستغرق وقتًا طويلًا ليثبت أنه أتى ليقدم شيئًا كبيرًا، حيث سجل هدفًا في شباك سبورتنج لشبونة، بعدما حل بديلًا في الدقيقة الحادية والسبعين من عمر الديربي الذي انتهى بالتعادل.

استمرت مشاركات فيلكس المتقطعة حتى الجولة الخامسة عشرة من عمر الدوري البرتغالي الممتاز، ليمثل رحيل المدير الفني روي فيتوريا تحولًا مذهلًا في موسم فيلكس، بعدما قرر المدير الفني الجديد برونو لاجي ممنحه فرصة أكبر في التشكيل الأساسي للعملاق البرتغالي.

فرصة لم يفوتها فيلكس، لينفجر منذ المواجهة الأولى لمدربه الجديد، ويرد جميل الثقة الكبيرة التي منحها إياه، بهدفين في شباك ريو آفي، خلال المواجهة التي انتهت بفوز بنفيكا بأربعة أهداف مقابل هدفين.

خلال 26 مباراة لعبها فيلكس بالدوري البرتغالي، سجل 15 هدفًا وصنع 9 أهداف، وأظهر الموهوب الصاعد شخصية مميزة في المواعيد الكبرى، فسجل ذهابًا وإيابًا في شباك سبورتنج لشبونة، وهز شباك بورتو ليساهم في فوز فريقه بقمة أخرى.

على الصعيد الأوروبي لم يحصل فيلكس على فرصة كافية بدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، حيث لعب مواجهة واحدة أمام آيك أثينا، بعد مشاركته بديلصا لدقائق محدودة أمام باوك خلال الدور التمهيدي.

وبعد تحول بنفيكا للمشاركة في الدوري الأوروبي، حصل فيلكس على فرصته تحت قيادة لاجي، وقدم مواجهته الأبرز في الموسم أمام أينتراخت فرانكفورت الألماني في ذهاب الدور ربع النهائي، حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع هدفًا، ليقود فريقه للفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين، إلا أن الفريق البرتغالي ودع المسابقة بعد الخسارة إيابًا بثنائية نظيفة.

لم يجد فيلكس الثقة فقط تحت قيادة مديره الفني الجديد، وانما وجد استقرارًا فنيًا، بعدما تنوعت مشاركاته بين مراكز الجناح الأيمن، الجناح الأيسر وصانع اللعب في بداية الموسم، استقر فيلكس في مركز المهاجم المتأخر، ليخرج أفضل ما لديه.

مهارة فردية مبهرة أظهرها الموهوب البرتغالي، إلا أن ما زاد من قيمته السوقية وجعله هدفًا لكبار أوروبا هو تميزه الواضح وفاعليته في المناطق الهجومية، بعدما سجل 20 هدفًا وصنع 11 هدفًا في موسمه الأول، وظهر كقناص مميز أمام الشباك، كما تميز في اللعب الهوائي.

إمكانيات فيلكس في مركز المهاجم المتأخر جعلته الخليفة "المثالي" للفرنسي أنتوان جريزمان، الذي قرر الرحيل عن صفوف أتلتيكو مدريد، مستغلًا شرطًا جزائيًا في عقده مع نادي العاصمة الإسبانية، يمنحه حق الخروج مقابل 120 مليون يورو، وهي القيمة المساوية تقريبًا للشرط الجزائي الذي استغله أتلتيكو بدوره في عقد فيلكس، لتصبح صفقة تاريخية مع الفارق في العمر بين اللاعبين.