الإثنين 29 أكتوبر 2018
08:37 م
يعيش نادي ريال مدريد موقفًا من أصعب المواقف في تاريخه، بعدما تأزم موقف فريق كرة القدم بشدة، وسقط إلى المركز التاسع في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى الإسباني، بعدما تلقى هزيمة مهينة أمام منافسه التاريخي برشلونة.
وتلاعب برشلونة وسط جماهيره أمس بعملاق العاصمة الإسبانية، خلال مواجهة الفريقين بالجولة العاشرة لمنافسات الدوري المحلي، والتي انتهت بفوز برشلونة بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد.
أزمة ريال لم تقتصر على موقفه في جدول ترتيب الليجا، حيث خسر الفريق أمام سسكا الروسي في دوري أبطال أوروبا، وفاز بصعوبة بهدفين مقابل هدف على فيكتوريا بلزن التشيكي المتواضع.
الموقف الصعب لريال مدريد فتح الباب أمام تساؤلات حول السبب الحقيقي في عدم إبرام صفقات ضخمة على صعيد اللاعبين في نادي العاصمة الإسبانية خلال السنوات القليلة الماضية، على عكس العادة تحت قيادة بيريز.
وارتبطت العديد من أبرز نجوم كرة القدم بالانتقال إلى ريال مدريد في فترات الانتقال الأخيرة، وأبرزهم البرازيلي نيمار نجم باريس سان جيرمان ولاعب برشلونة السابق والبلجيكي إيدين هازار نجم تشيلسي الإنجليزي والمصري محمد صلاح نجم ليفربول، إلا أن النادي الملكي لم يتحرك بشكل جاد تجاه أي من تلك الصفقات.
لكن مع الوقت تكشف سببًا واضحًا لعدم إبرام الصفقات المنتظرة، بعدما أعلن نادي العاصمة الإسبانية عن مشروعه التاريخي لتجديد وتوسعه ملعبه "سانتياجو برنابيو" وهو المشروع الذي أكدت تقارير أنه سيحتاج إلى ميزانية لن تقل عن 600 مليون يورو.
وكانت تقارير عديدة قد أكدت في العام الماضي أن ريال مدريد اقترب من التعاقد مع بعض الشركات الكبرى لرعاية مشروع الملعب الجديد، مقابل الحصول على حقوق الإسم لفترة طويلة، إلا ان تلك الصفقات لم تكتمل.
وحصل بيريز على موافقة الجمعية العمومية لنادي ريال مدريد في شهر سبتمبر الماضي، من أجل بدء المشروع التاريخي رسميًا، دون مساهمة أي رعاة، وهو ما سيجبر ريال مدريد على الحصول على قرض سنوي بقيمة تقترب من 25 مليون يورو، تمتد لثلاثين عامًا.
وطمأن بيريز جمعيته العمومية بأن الملعب الجديد الذي من المقرر أن تنتهي أعمال تطويره في غضون أربع سنوات سيعود بأرباح إضافية تقارب 150 مليون يورو سنويًا في المستقبل، وهو ما سيعوض تكلفة الاقتراض.
ورغم أن مشروع الملعب الجديد يمثل حلمًا لجماهير ريال مدريد بشكل عام، وليس رئيس النادي فقط، إلا أن اتهامات بدأت تحاصر بيريز بأنه كان أنانيًا في رغبته بالإسراع في مشروع الملعب الجديد ليكتبه التاريخ بإسمه، مقابل التأثير على مستقبل فريق كرة القدم.
واطمأن بيريز بتتويج فريقه بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، وهو ما جعله لا يتمسك بأسطورة الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو، كما لم يعوض رحيله بنجم كبير قادر على سد الفراغ الذي تركه، معتمدًا على الأسماء الشابة التي برزت مؤخرًا مثل ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز، إلا أن ظنونه لم تكن في محلها.
وحتى الآن لم ينجح أي من النجوم الشبان في السطوع بالشكل المأمول، كما لم ينتفض بعض النجوم الكبار مثل الويلزي جاريث بيل والفرنسي كريم بنزيما لقيادة الفريق بعد رونالدو، وهو ما وضع الرئيس في مأزق كبير.
وأصبح بيريز محاصرًا بخيارين، إما الاستسلام بالتعاقد مع نجوم كبار ومدير فني جديد يخلف جولين لوبيتيجي الذي لم ينقع جماهير ريال مدريد، وهو ما سيؤثر بقوة على مشروع الملعب الجديد، أو استمرار مغامرته التي قد تكون عواقبها قاسية على المستقبل القريب لفريق كرة القدم.