الأحد 23 أبريل 2017
12:07 ص
الأساطير تُصنع لتتناقلها العامة عبر التاريخ، لا لتندثر في طي النسيان، ربما تختلف الروايات من لسان لآخر، لكن يبقى دائما حقائق لا يمكن انكارها، وصولا للجمهور كونه المروج الأول لما شاع أمامه من حكايات، فئة منهم تصدق ما تتلقاه لهدف معين، وفئة أخرى ترفض التسليم لما تداولته العامة.
التاريخ والجماهير يعترفان بخسارة برشلونة بنتيجة قاسية أمام الغريم التقليدي ريال مدريد بنتيجة (11-1)، والتي لم تتكرر بعدها حتى الآن، رغم مرور السنوات على تلك الواقعة.
أفرد جماهير ريال مدريد مساحات من الحديث عن تلك المباراة، ودائما ما يلجأ إلها جماهير الملكي ليفت من عضد جبهة كتالونيا، التي لا تنكر تلك النتيجة لكن لها روايتها، والتي تؤمن بها.
ساعات وتنطلق المواجهة رقم 174 لمباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، حيث فاز الملكى فى 72 مباراة مقابل 68 انتصارا للبارسا، فيما انتهت 33 مباراة بينهما بالتعادل، ومن المنتظر أن تردد أو تظهر لافتات تشير لأثقل هزيمة في تاريخ الكلاسيكو.
تاريخ الواقعة يعود لعام 1943 على ملعب "تشامارتين"، حيث كانت إسبانيا على موعد مع واحدة من أكثر الروايات غموضا في عالم كرة القدم، بعدما فاز ريال مدريد على برشلونة إياب نصف نهائي كأس الجنرال "الملك حاليا" عام 1943 بنيجة (11-1)، رغم ان لقاء الذهاب كان انتهى لصالح برشلونة على أرضه بنتيجة (3-0).
الشوط الأول إنتهى لصالح ريال مدريد بنتيجة (8-0)، واستكمل الملكي عرضه الكبير أمام أعين جماهيره في شوط المباراة الثاني مسجلا 3 أهداف أخرى.
تلك النتيجة الكبيرة ورائها رواية يؤمن جماهير برشلونة أنها حقيقية وكانت سببا في الخسارة المذلة التاريخية.
دعنا قبل الرواية نتطرق للحديث عن البعد السياسي للعداء بين جماهير الناديين، فمدينة برشلونة التي يقطنها غالبية كتالونية بحكم موقعها، الأمور كانت تسير بشكل جيد في ثلاىثنيات القرن الماضي والمدينة عنوانا للهوية الكتلونية ، قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب في عام 1936 عندما قام الجنرال فرانسيسكو فرانكو بانقلاب عسكري ضد الجمهورية الإسبانية الثانية والتي كانت تحت حكم الديمقراطيين والاشتراكيين ، وهو ما أدى إلى نشوء الحرب الأهلية الإسبانية.
وطالت الحرب الأهلية الجمهور المحسوب على اقليم كاتالونيا والقوميين المحسوبين على العاصمة مدريد تحت قيادة الجنرال فرانكو الذي قام خلال تلك الفترة باعتقال جوسيب سونال عضو اليسار الجمهوري في اقليم كتالونيا ورئيس نادي برشلونة ، حيث جرى اعدامه دون محاكمة بسبب المناداة بالانفصال عن إسبانيا.
في أعقاب انتصار فرانكو في تلك الحرب فرض عدم استخدام اللغة الكتلونية في وثائق النادي ، فضلاً عن منع رفع العلم الكتلوني في الملاعب الذي كانت تصل عقوبته إلى حدود الخيانة العظمى.
رواية جماهير برشلونة
عندما كان برشلونة يتقدم بهدف وحيد على ريال مدريد، اقتحمت الشرطة الاسبانية - أو جيش فرانكو - غرفة تبديل الملابس بين الشوطين و هددت لاعبي برشلونة بقتل وسجن أسرهم إذا لم يتركوا ريال مدريد يفوز بالمبارة ، و إنتهت المبارة بنتيجة 11 - 1 لصالح ريال مدريد ، وهذا أمر تناقلته المصادر الموثوقة ، كما ذكر في موقع الفيفا أكثر من مرة .
ولقد قام الإتحاد الإسباني بشطب النتيجة من سجلاته كونها وصمة عار الأجدر بها أن تمحى.
رواية جماهير ريال مدريد
يملك جماهير ريال مدريد رواية مختلفة، متسلحا بأسبابه، حيث يرى أن جماهير برشلونة في لقاء الذهاب اعتدت على لاعبي ريال مدريد وجماهيره، وهذا التصرف أثار غضب الإعلام المدريدي فتم حشد 20 ألف مشجع في الإستاد، وشهدت المدرجات هتافات عدائية ضد لاعبي برشلونة، وصلت إلى التهديد بالقتل، بالتالي خاف الحارس ومدافعي الفريق الكتالوني من الاقتراب من مرماهم ومنطقة الجزاء حتى لا يكونوا على قرب من جماهير الريال الثائرة، خرجوا تماما عن التركيز.