جميع المباريات

إعلان

من ينقذ التاريخ الرياضي السعودي من العبث والتشويه ؟

احمد عيد الحربي

أحمد عيد الحربي رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم

جدة - سبورتس أرابيا :

يعاني التاريخ الرياضي من العبث وغياب المعلومة الصحيحة والتوثيق المستمد من أرض الواقع وطرد الغث عن السمين على الرغم من العمر الطويل للرياضة السعودية وتعدد انجازات الاندية محليا وخارجيا، وسهولة فرزها وتصنيفها وتوثيقها وقطع دابر كل من يحاول رفع سقف انجازات فريقه، وخفض السقف العالي لدى الفرق المنافسة، وهناك من استغل تهاون اتحاد الكرة وصمت لجانه المعنية بالتوثيق والتدوين (ليس في وقتنا الراهن انما في اوقات مضت) بالزيادة في البطولات لدى بعض الاندية والتنقيص وتهميش بطولات الاندية الأخرى، الكل يكتب ويوثق حسب مزاجه وميوله وما يخدم مصالحه ومصلحة فريقه، حتى اصبح التاريخ الرياضي اشبه باللعبة بين اللاعبين والمتلاعبين الذين يعمدون الى التزييف والتزوير و"لطش" هذه البطولة وتلك من اجل ضمها الى سجلاتهم او إخفائها حتى لا تحسب للفريق الخصم.

هذا الصمت يثير الكثير من التساؤلات ويشجع ضعاف النفوس على المزيد من التدليس وتغييب الحقيقة ان كانت لا تناسبهم ولا تخدم فرقهم وتقوي من شوكتها في سجل الإنجازات، وقد تابع الجميع مرات عدة كيف ان هناك من استغل هذا الجانب بتزويد وسائل اعلامية خارجية ومواقع واتحادات من ضمنها موقع (الفيفا) بمعلومات مغلوطة من اجل التشويش حتى اصبح التاريخ الرياضي السعودي على مستوى كرة القدم والالعاب الأخرى أضحوكة للجميع من دون رعاية واهتمام، وهناك وسائل اعلامية بعضها خارجية والاخرى محلية متى ما ارادت اشعال نار الفتنة والإثارة وارادت اشغال الرأي العام عن قضية معينة عرجت بالحديث عن "هذا التاريخ الناقص" مستغلة غياب الحسيب والرقيب وصمت الاتحاد السعودي وعدم قدرته على اسناد المهمة لأشخاص اكفاء ومحايدين لا تدفعهم ميولهم للتجاوز عن كلمة الحق وإخفاء الحقيقة، ومع الاسف ان من يقال عنه انه يمسك بزمام التدوين والاحصاء والمتابعة وإيقاظ التاريخ الرياضي من سباته العميق لم يؤد الامانة كما يجب، والبعض منهم لم يأت لتوثيق المعلومات وتقديمها للمتلقي كما يجب، انما ركب الموجة مع من اعماه التعصب ودفعته ميوله، وربما لا نستغرب عندما يقول احدهم او البعض، وهناك من يراهم نسبة من الشارع الرياضي انهم مؤرخون او هم يرون انفسهم كذلك (من سبق لبق)، وطبعا هذا الحديث جاء في سياق الكلام عن بعض الألقاب والبطولات التي تم السطو عليها عيانا بيانا، ولا غرابة ان يضيع او يهمش التاريخ الرياضي مادام ان مثل هذه النوعية من يعتلي منبر هذا التاريخ يحاولون ان (يجروا) جل البطولات والألقاب الى انديتهم من دون غيرة على التاريخ، ومع الاسف انه لم يكثر اللغط وتتكاثر التساؤلات ويبلغ التعصب اشده الا عندما خرج الى الساحة مثل هؤلاء (المؤرخين) الذين يتصدرون المشهد بلا تاريخ ولا معلومة صحيحة ولا امانة ولا حتى قبول لدى النسبة القليلة من اصحاب الانتماءات الرياضية.

هناك ممن لديه وثائق ومعلومات كثيرة عن بطولات الاندية وانجازاتها وجميع مشاركاتها المحلية والخارجية ولكن اتحاد الكرة لم يستعن بهم، وهم مع الاسف لم يبادروا بتقديم مشروعهم الوثائقي لعلمهم المسبق ان هناك ممن لا يعجبه التوثيق الصحيح، بل سيتعرضون الى الهجوم والتشكيك في معلوماتهم والمطالبة بابعادهم، لأنهم متى ماقالوا الحقيقة ستكون بعض الاندية في وضع لا يحسد عليه من حيث عدد البطولات والانجازات، بل ستنكشف الكثير من التجاوزات في تاريخها، وبكل اسف ان هذه الاجواء ساعدت (المزيفين والمزورين والمتلاعبين) على المضي قدما في تنفيذ مخططاتهم، حتى بدأوا من خلال بعض الوسائل والمواقع والجهات التي تتفق معهم في الميول بتمرير مخططاتهم الرامية الى تشويه التاريخ والتغيير في البطولات كيفما يريدون، والغريب ان الاتحاد السعودي المعني في كل شيء بقي مكتوف الايدي، وكأن ليس له لا حول ولا قوة على الرغم من ان القرار بيده والمعلومات لديه والوثائق تقبع في ادراجه التي اصبح الداخل اليها مفقودا والخارج منها مولودا.

التاريخ الرياضي السعودي يعاني من العبث والتشويه، ومع الاسف ان من يشوهه هم اصحاب القرار الذين يلتزمون الصمت وكأنهم يباركون هذا العبث ويشجعون المتمادين في ذلك على المزيد من التغيير والتزييف وتضييع الحقيقة، ولا نعلم هل يتحرك الخبير الرياضي احمد عيد في وأد المخطط الرامي الى العبث في بطولات الاندية تحديدا؟ هل يشكل لجنة تتكون من الخبراء والملمين في التاريخ الرياضي على رأسهم الدكتور الرياضي امين ساعاتي لعزل الغث عن السمين وتقديم سجل رياضي خال من الدنس والتدنيس ومحاولات تغييبه وضربه بمعلومات من نسج خيال البعض، وتكون البداية بمخاطبة الاندية من اجل تزويد هذه اللجنة بالانجازات الرسمية وغير الرسمية على ان تتم مطابقتها بماهو موجود في سجلات الاتحاد السعودي وعلى ضوئها يصدر التوثيق والتصنيف لكل بطولة، حينها سيكون لتاريخنا الرياضي مرجعيته وقيمته وصيانته من العبث ومآرب العابثين، هذا الأمر ليس بالصعب عندما ينوي رئيس اتحاد الكرة ان يغير الصورة القاتمة والمتضاربة ويأتي بالمعلومات المطلوبة من مصدرها الاساسي، الا اذا كان اتحاد الكرة لا يملك معلومات عن بطولات الاندية خصوصا والتاريخ الرياضي بصورة عامة فتلك مصيبة ليس لها علاج، بل هي اساءة للاتحاد السعودي وفرصة للمتربصين به والباحثين عن اللعب والتلاعب بهذا التاريخ ان يفعلوا المزيد.

فيديو قد يعجبك:

التعليقات

مسابقة ملوك التوقعات

توقع الآن
تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg