بعد 6 محاولات.. هل استحق المغرب شرف استضافة المونديال؟

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، مساء اليوم الأربعاء، عن منح المغرب حق استضافة بطولة كأس العالم 2030 والتي ستقام في 6 دول مختلفة في 3 قارات.

وأوضح البيان الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أنه تمت الموافقة على منح المغرب حق استضافة مونديال 2030 سيجمع بين الست دول وهم المغرب، البرتغال، إسبانيا، على أن تقام 3 مباريات فقط في هذه البطولة في 3 دول وهم الأرجنتين وأوروجواي وباراجواي.

وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم في بيان رسمي، اليوم الأربعاء: "بعد مشاورات مكثفة مع كافة الاتحادات القارية ونظراً لأهمية الاحتفال بالذكرى المئوية لكأس العالم "فيفا"، اتخذ مجلس فيفا قرارات رئيسية فيما يتعلق بتقديم العطاءات واستضافة النسخة المئوية لكأس العالم فيفا في عام 2030 خلال اجتماعه".

وأضاف: "في عام 2030، ستجمع بطولة كأس العالم لكرة القدم ثلاث قارات وستة دول، مما يدعو العالم أجمع للانضمام إلى الاحتفال باللعبة الجميلة والمئوية وكأس العالم لكرة القدم نفسها".

وتابع: "كما وافق مجلس فيفا بالإجماع على أن الترشيح الوحيد سيكون العرض المشترك للمغرب والبرتغال وإسبانيا، التي ستستضيف الحدث في عام 2030 وتتأهل تلقائياً من التخصيص الحالي للبطولة رهناً بإكمال عملية تقديم العطاءات الناجحة التي أجراها فيفا و قرار من كونغرس فيفا في عام 2024".

حلم طال انتظاره

بات حلم استضافة كأس العالم على الأراضي المغربية حقيقيا، لكنه لم يكن وليد الصدفة بل آمل تمسك به الشعب المغربي طيلة عقدين من الزمان تخللها 5 محاولات باءت بالفشل أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026.
المحاولة الأولى للمغرب لاستضافة كأس العالم كانت في مونديال 94 والذي نظمته الولايات المتحدة الأمريكية، متفوقا على البرازيل والمغرب، بعدما جاء التصويت سنة 1988 ليحصل المغرب على 7 أصوات مقابل 10 لأمريكا وصوتين للبرازيل.

المغرب عاد وكرر محاولته بعد 4 أعوام، واضعا تنظيم كأس العالم أمام عينيه، لكنه تلقى نفس الصدمة في محاولة تنظيم كأس العالم 1998، حين اسندت المهمة لدولة فرنسا وذلك في عام 1992 قبل 6 أعوام من انطلاق البطولة.

حصل المغرب على هدنة من حربها مع الاتحاد الدولي في مونديال 2002، بعدما أعلن فيفا أن تلك النسخة ستكون في آسيا، ليحصل على شرف تنظيمها كلا من كوريا الجنوبية واليابان.

المغرب دخل السباق مرة ثالثة للحصول على شرف تنظيم كأس العالم 2006 ، منافسات العملاق ألمانيا وجنوب إفريقيا، ليسفر التصويت عن اختيار ألمانيا بفارق صوت واحد عن المغرب، وتكرر السيناريو للمرة الرابعة من الفشل حين حاول المغرب تنظيم كأس العالم 2010، لكنه خسر من جديد السباق لصالح جنوب إفريقيا بفارق 4 أصوات، بعد أن جمع 10 فقط من مجموعة 24 صوتا.

وفي التصويت على النسخة المقبلة المقررة في ثلاث دول، نال المغرب 65 صوتاً من أعضاء الجمعية العمومية مقابل 134 للولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ملاعب المغرب

قبل عدة أشهر ومع إعلان المغرب تقدمها بطلب استضافة مونديال 2030، خرج فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم ليكشف عن قائمة المدن والملاعب التي سيُقدمها المغرب ضمن ملف الترشح لاحتضان البطولة ضمن ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال.

واستقر المغرب على تجهيز 6 ملاعب موزعة على 6 مدن منها 5 جرى بناؤها مسبقا وستخضع لجملة من التجديدات وهم ملاعب ابن بطوطة في طنجة، وهو الأكبر حاليا في المغرب، وملعب الأمير عبد الله بالرباط وملعب أدرار بأكادير وملعب فاس وملعب مراكش الكبير، إلى جانب بناء ملعب جديد بمدينة الدار البيضاء.

وبحسب ما جاء في الملف المغربي الخاص بتنظيم كأس العالم 2030، فسيكون ملعب الدار البيضاء الجديد الأكبر حيث تصل سعته إلى 93 ألف متفرج، يليه ملعب طنجة – ابن بطوطة الذي ستزيد القدرة الاستيعابية له من 65 ألف مقعد حاليا إلى أكثر من 80 ألف مقعد بعد إزالة حلبة ألعاب القوى.

وستبلغ القدرة الاستيعابية لملعب الرباط 46 ألف متفرج وأكادير ومراكش اللذان تصل سعة كل واحد منها إلى 41 ألف مقعد، ثم ملعب فاس الذي تصل طاقته الاستيعابية حالي إلى 35 ألف متفرج.
وسيعمل المسوؤلين عن الرياضة في المغرب على تجهيز تلك الملاعب بأحدث الوسائل التكنولوجية الخاصة باحتضان البطولات العاليمة وذلك عن طريق اغلاقها بالتزامن مع عمليات التجديد التي سستخضع لها الملاعب الستة.

التعلم من أخطاء الماضي

حرص الجانب المغربي على التعلم من أخطاء الماضي بعدما فشل في أخر محاولة لاستضافة كأس العالم 2026، حيث كانت الملاحظات أن معايير تقييم الملفات تعتمد على أكثر من 60 % خالصة بالنية التحتية ، والملاعب نسبة 35 %، بينما تأتي وسائل النقل بعد ذلك بنسبة 135، والتكنولوجيا ومواقع البث بنسبة 7 % ومواقع الإقامة ثم أماكن تمركز المنتخبات والحكام بنسبة 6%.

تجربة مونديال الأندية

يملك المغرب عدة تجارب سابقة في تنظيم كأس العالم للأندية، جعلته مؤهلا لاحتضان أكبر البطولات العالمية مستقبلا، فقبل نسخة 2022 لمونديال الأندية نظم المغرب كأس العالم للأندية مرتين عامي 2013 و2014.

النسخة الأولى لكأس العالم للأندية التي يحتضنها المغرب في عام 2013، وشارك خلالها فريقان عربيان وهما الأهلي والرجاء المغربي، بجانب بايرن ميونخ الألماني وأتلتيكو مينيرو البرازيلي وجوانجزو إيفرجراند الصيني ومونتيري المكسيكي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، ليتوج بايرن ميونيخ باللقب ويكتفي الرجاء بالمركز الثاني.

بعد عام، عاد المغرب ليكرر نفس التجربة، وينظم كأس العالم للأندية وشهدت مشاركة المغرب التطواني بصفته بطلاً للمغرب ووفاق سطيف الجزائري بجانب ريال مدريد بطل أوروبا وسان لورينزو الأرجنتيني بطل أمريكا الجنوبية وأوكلاند سيتي من أوقيانوسيا وويسترن سيدني الأسترالي من آسيا وكروز أزول المكسيكي من أمريكا الشمالية، وتوج ريال مدريد باللقب.

أمام النسخة الثالثة التي يحتضنها المغرب في مسابقة كأس العالم للأندية كانت في العام الماضي، وتوج بها ريال مدريد وجاء الهلال السعودي في المركز الثاني.