السبت 28 مارس 2020
10:00 م
لم يترك فيروس كورونا مجالًا أمام اتحاد أوروجواي لكرة القدم للإبقاء على المدير الأسطوري أوسكار تاباريز في موقعه كمدير فني للمنتخب الأول، ليتم تسريحه مع مئات الأفراد اتباعًا لسياسة البطالة المؤقتة.
تاباريز الذي قاد أوروجواي في كأس العالم الأخير مستندًا على عكازيه، تساوى مع 400 فرد طالتهم سياسة اتحاد أوروجواي والتي قد تهدف لتوفير نفقات أمام خسائر عدة لفيروس كورونا، أو للحفاظ على أرواحهم أيضًا من جانب آخر.
وعلى الرغم من توليه مهمة تدريب أوروجواي في الفترة من 1988 إلى 1990، إلا أن تاباريز لم يستطع أن يضيف الكثير لبلاده، ربما بسبب تعسف الاتحاد المحلي في تنفيذ بعض المطالب التي نادى بها المدرب.
المنتخب السماوي الذي اعتاد أن يكون كبيرًا في الكرة العالمية كونه أول بطل لكأس العالم عام 1930 ثم 1950، شهد مرحلة حرجة كانت النتائج بها على أسوأ ما يكون في مرحلة تالية.
أوروجواي لم تتأهل للمونديال بعامي 1978 و1982 قبل أن تخرج من دور الـ16 عامي 1986 و1990، ثم غابت مرة أخرى أعوام 1994، 1998 و2006 بينما ودعت من دور المجموعات عام 2002.
النتائج السلبية المتتالية أجبرت اتحاد أوروجواي على الاستعانة بتباريز بشروطه الخاصة، التي صنعت جيلًا مرعبًا للفريق، لتبدأ أسطورته منذ عام 2006.
عدة شروط وضعها تاباريز أمام اتحاد بلاده، كان أولها الإشراف على كل المنتخبات بداية من فريق 16 عام وحتى الآول، تشكيل لجنة فنية تتواجد في كل مدن أوروجواي لاكتشاف المواهب، وإعداد معسكرات للمواهب المكتشفة لتأهيلهم فنيًا وتكتيكيًا والتي من هدفها تربيتهم على الانضباط التكتيكي.
ولعل الشرط الأبرز في خطة تاباريز، وفقًا لما ذكرته الصحافة المحلية وقتها، هو اعتماد كل المنتخبات الوطنية والأندية على طريقة لعب موحدة "4-3-3" نظرًا لاعتماده عليها في المنتخب الأول.
المدرب الأسطوري قد تكون شروطه مجحفة خاصة فيما يخص طريقة لعب الأندية، إلا أن ثقته في النتائج التي ستتحقق جعلته يُصر على موقفه مجبرًا الاتحاد المحلي على الموافقة، ليظهر نتاج ما زرعه سريعًا.
أربعة أعوام فقط كانت كافية لحصد ما زرعه المدرب صاحب العكازين، فجاء مونديال 2010 ليشهد على تواجد أوروجواي من جديد في المربع الذهبي لكأس العالم والتواجد في المرتبة الرابعة، قبل عام واحد فقط من التتويج بلقب كوبا أميركا بعد غياب دام 16 عامًا.
منتخب أوروجواي تحت قيادة تاباريز أصبح الأقوى والأكثر شراسة دفاعية في القارة اللاتينية، إلى جانب كونه بين أهم منتخبات العالم في السنوات الأخيرة، مع تواجد ثنائي هجومي من بين الأبرز عالميًا بالثنائي إيدنسون كافاني ولويس سواريز اللذان مثلا المنتخب الأول عامي 2007 و2008 في عمر الـ20 عام فقط، إلى جانب دييجو فورلان.
وجاء قرار اتحاد أوروجواي ليكشف عن الوجه القبيح لإدارة أزمة كورونا في بعض الدول، فما قدمه تاباريز لاتحاد بلاده ربما يجعله يستحق ما هو أفضل من الإقالة والتسريح حتى وإن كانتا بصورة مؤقتة.
ولعل ما أوضحته صحف أوروجواي المحلية خلال الساعات الماضية كون قرار الإقالة مؤقتًا لحماية المدرب الأسطوري من الإصابة بكورونا نظرًا لكبر سنه والذي يجعله أكثر عرضه للإصابة، تخفيفًا من وطأه الحدث، وهو ما ستوضح الأشهر المقبلة حقيقته بعد انتهاء الأزمة.