السبت 21 مارس 2020
01:12 م
"إنه لاعب ساحر بكل ما تعنيه الكلمة، ما يقدمه في الملعب أقرب للخيال منه للحقيقة، يتعامل مع الكرة بطريقة غريبة جدا، يمكنه عمل أي شيء من لا شيء"... هكذا تحدث النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب نادي برشلونة الإسباني، عن النجم البرازيلي رونالدينيو أسطورة منتخب السامبا.
يحتفل أحد أساطير لعبة كرة القدم، اليوم في الـ21 من شهر مارس، بعيد مولده الأربعين.
ولد رونالدينيو في 1980 بحي فقير بالبرازيل في بورتو أليجري، وكسب حب كرة القدم بعد أن كان محاطاً بكل ما يخص كرة القدم منذ ولادته، حيث كان والده جوو موريرا لاعب كرة قدم محترف، بالإضافة إلى أخيه الأكبر روبيرتو أسيس الذي كان لاعباً أيضاً.
رونالدينيو اكتسب اسمه بعد انتظامه في أندية كرة القدم للشباب، فإسمه هو صيغة تصغير لإسمه الأصلي رونالدو، ويفسر النجم البرازيلي اكتسابه لإسم رونالدينيو: "كانوا دائماً ما ينادونني بهذا الاسم عندما كنت صغيراً، لأن حجمي كان ضئيلاً وكنت ألعب مع لاعبين أكبر مني، وعندما انضممت إلى المنتخب الوطني للناشئين كان هنالك لاعب آخر اسمه رونالدو، لذلك بدؤوا بمناداتي برونالدينيو لأنني كنت أصغر منه".
وكشف رونالدو في أحد الحوارات أنه استطاع أن يسجل 23 هدفاً في مباراة واحدة في صغره عندما كان طالبًا، وهذا حدث في حصة ألعاب بالمدرسة حينما كان في الصف الخامس.
الأسلوب الفريد الذي تميز به رونالدينيو في لعبه لكرة القدم جاء بسبب ممارسته لكرة الصالات منذ صغره، ويقول رونالدينيو عن الأمر: "الكثير من الحركات التي أقوم بها آتية أصلاً من كرة الصالات، فهي تُلعب في مساحة ضيقة وتكون السيطرة على الكرة فيها مختلفة، حتى هذا اليوم فإن سيطرتي على الكرة تشبه كثيراً سيطرة لاعبي كرة الصالات على الكرة".
رونالدينيو بدأ مشواره مع فريق جريميو البرازيلي وهو يلعب مع فريق الشباب، قبل أن يصعد ليلعب لأول مرة مع الفريق الأول في عام 1998، قبل أن يجذب انتباه مدرب منتخب البرازيل في ذلك الوقت، ليشارك لأول مرة مع منتخب البرازيل في عام 1999 ببطولة كأس القارات، وكان عمره حينها لا يتجاوز 19 عاماً.
ونال رونالدينيو وقتها جائزة الكرة الذهبية بوصفه أفضل لاعب في المسابقة وحصل أيضاً على جائزة الحذاء الذهبي بوصفه هداف البطولة.
بدأت بعد ذلك الأندية الأوروبية في الصراع للتعاقد مع النجم البرازيلي، والذي قرر أن يشد الرحال إلى فرنسا للعب مع فريق باريس سان جيرمان في عام 2001.
بعد انتقاله للفريق الباريسي، استُدعي النجم البرازيلي لمنتخب السامبا، وشارك للمرة الأولى في منافسات كأس العالم في عام 2002، وفي ذلك الوقت سجل رونالدينيو هدفين في خمس مباريات، أحدهما كان هدف الفوز في مباراة إنجلترا بربع نهائي البطولة، ثم أكمل المنتخب البرازيلي مشواره ليتغلب على المنتخب الألماني في المباراة النهائي وحقق الساحر البرازيلي كأس العالم الخامسة في تاريخ السامبا.
وانتقل بعد ذلك الساحر البرازيلي لنادي برشلونة الإسباني في عام 2003، وقد ساهم النادي الكتالوني في حصول رونالدينيو على جائزة أفضل لاعب في العالم في عامين متتاليين 2004 و2005، وقاد النجم البرازيلي البارسا للفوز بالعديد من الألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا في موسم 2005-2006، وبطولة الدوري الإسباني والسوبر الإسباني مرتين متتاليتين.
ولعب النجم البرازيلي في تلك الأثناء بجوار ليونيل ميسي، الذي كان يخطو في ذلك الوقت أولى خطواته في عالم الاحتراف وقدم له مساندة ودعما كبيرين داخل الملعب.
وخاض مع منتخب بلاده منافسات كأس القارات في عام 2005، وحقق لقب البطولة في ذلك الوقت مع السامبا.
وغادر رونالدينيو النادي الكتالوني بعد مرور خمس سنوات على انضمامه، لينضم لفريق إيه سي ميلان الإيطالي في عام 2008، إلا أن أداءه في الدوري الإيطالي لم يكن مميزاً، مما ساهم في استبعاده من قائمة المنتخب البرازيلي لكأس العالم عام 2010، قبل أن يحقق لقبه الوحيد مع الفريق الإيطالي بالفوز بالكالتشيو في موسم 2010-2011.
وتراجع مستوى الساحر البرازيلي، ليرحل عن النادي الإيطالي في عام 2011 ليعود إلى موطنه البرازيل لينضم لصفوف فريق فلامينجو، إلا أن الأمور اتجهت نحو الأسوأ، حيث لم يكن رونالدينيو يحضر العديد من التمارين ليتم إنهاء عقده، ليلتحق بعد ذلك بفريق أتليتيكو مينييرو في عام 2012، وهو النادي الذي حقق معه بطولتين هما ريكوبا سود أمريكانا في عام 2013، وكأس ليبرتادوريس
في عام 2014.
وتنقل رونالدينيو خلال آخر عامين له في ملاعب كرة القدم، لفريقي كويريتارو المكسيكي قبل أن يعود مرة أخرى لموطنه البرازيل لينضم لفريق فلومينسي البرازيلي في عام 2015، وقضى مع الفريق 3 أشهر فقط، قبل أن يتوقف عن لعب كرة القدم لمدة عامين.
وبعد ذلك أعلن روبرتو دي أسيس موريرا، شقيق ووكيل أعمال رونالدينيو، اعتزاله نهائيا، وذلك بعد عامين من آخر مباراة رسمية خاضها.
وبعد اعتزاله لكرة القدم، بدأت المصائب تتوالى على النجم البرازيلي، حيث تم سحب جواز سفره البرازيلي، في عام 2018، حيث أدين مع شقيقه ببناء مصيدة صيد بطريقة غير قانونية في بحيرة جويبا عام 2015 بالبرازيل دون ترخيص.
ويحتفل ساحر كرة القدم البرازيلية هذا العام بعيد مولده بطريقة مأسوية بعد أن حقق الكثير في عالم كرة القدم، حيث أنه يقبع الآن في سجنه في باراجواي، بعد أن تم إلقاء القبض عليه مؤخرا مع شقيقه لمحاولتهما دخول باراجواي بجوازات سفر مزيفة.