جميع المباريات

إعلان

كواليس المونديال : عندما يكون الجمهور هو الطبيب النفسي للفريق

جماهير الرجاء

جمهور الرجاء

المغرب ( هيثم نبيل):

يمكن لك ان تشاهد جماهير كثيرة في العالم وتتعرف على طرق تشجيعها لفرقها وتقتنع تماما انها الأفضل بالنسبة لك او من وجهة نظرك.

ولكن خلال مباراة الرجاء مع بطل البرازيل في نصف نهائي كأس العالم للأندية تأكدت تماما بأن الجمهور يمكن ان يكون هو الطبيب النفسي الخاص للفريق .. فجمهور الرجاء يمتلك قدرة عجيبة على شحن لاعبيه ودعمهم وفي بعض الأحيان تهدئتهم وفي الغالب يكون هو سبب رئيسي في انتصارات الفريق من خلال هذه المعادلة الصعبة للغاية التي تحدث في الملعب دائما.

اول ما لفت نظري من جماهير الرجاء اثناء مباراة الأهلي ومونتيري وكان وقتها الأهل منهزم بثلاثة أهداف مقابل هدف فاقترب مني احد مشجعي الرجاء وسألني انت مصري ؟ فقلت له نعم .. فنظر الى أعلى – مكان وجود أولتراس اهلاوي – وقال ما يفعله جمهور الأهلي خطأ ؟  - وقتها كانت جماهير الأهلي تنشد أغانيها المعروفة.

وسألته لماذا ترى هذا التصرف خطأ ؟؟  فقال لي انتم منهزمون لا يمكن ان تردد أغاني فقط يجب ان تضغطوا على المنافس وان تعطوا لاعبيكم معنى للقتال وقال لي انتظر .. ووقف في وسط المدرج وبدأ ينادي – يصفر بشدة وكانت الكرة مع لاعبي مونتيري وبدأت الجماهير كلها تفعل مثله من جماهير الرجاء وما ان قطع الأهلي الكرة حتى بدأت صيحات جماهير الرجاء محفزة للاعبين مع كل نقلة بطريقة رائعة .

وأضاف أن للجماهير دور خلال المباراة وهو وان تعطي لاعبيك القدرة على المنافسة حتى الرمق الأخير اما الغناء فله وقت .. ووقته عندما تكون فائزا او عندما تنتهي المباراة اما خلال المباراة فهو تشجيع ومساندة وضغط وإرهاب للمنافس .

انتهت مباراة الأهلي وبدأت مباراة الرجاء ووجدت جمهور الرجاء جميعه أولترا فالكل يغني قبل المباراة بطريقة واحدة واثناء المباراة التزام تام بالضغط الرهيب على لاعبي البرازيل على مدار 90 دقيقة دون كلل او ملل او حتى هدوء .

عندما تضيع فرصة مؤكدة من لاعب في فريق الرجاء تبدأ الجماهير في إعادته الى المباراة مرة اخرى بهتافات خاصة له سريعة وقوية ولا تستمر كثيرا ولكنها تعطي رسالة سريعة للاعب ان الأمر انتهى وعليه ان يستمر في العمل .

عندما بدأت جماهير البرازيل – 15 الف متفرج – كانوا في الملعب .. عندما بدأو في تشجيع فريقهم بقوة قامت جماهير الرجاء – بعمل الكماشة – المعتادة من جانبهم وصمتت تماما جماهير البرازيل .. فكيف تهتف وانت امامك جماهير تكلم بعضها البعض بالغناء في المدرجات ؟؟ الكماشة هو الأسم الذي اسميته انا لما تقوم به جماهير الرجاء في المواقف الصعبة – الجماهيرية – عندما يعلو جمهور منافسها عليها .. فيبدأ الجمهور في كل مدرج في قول بعض الكلمات المحفوظة فيقوم جزء اخر من الجماهير في الملعب بالرد عليه وهكذا حتى يصبح الموضوع كله كأنه حوار بين الجماهير في المدرجات وفجأة يتحول الجميع الى الهتاف والرقص بصوت عالي وحماس رهيب فيصمت جمهور المنافس حتى يحاول ان يفهم ما يحدث !!!

تجربتي مع جمهور الرجا ء أكدت لي ان هذا الجمهور يفهم ويعي تمام دوره في المدرجات – لم يتم اشعال شمروخ واحد – بل على العكس عندما اشعل جمهور الأهلي الشماريخ والقوها في الملعب بدأت صافرات الاستهجان من جانب جماهير الرجاء .. هذه الجماهير بدون شماريخ وبدون اي مشكلة كانت تمثل – رأس حربة الفريق – وطبيبها النفسي فلا دقيقة تمر بدون هتاف معين او تحفيز معين للاعبين المغاربة او تشتيت لذهن اللاعبين البرازيلين وجماهيرهم .

بالفعل كانت تجربة تستحق العناء وكانت جماهير الرجاء اكثر من رائعة واستحق فريقها الفوز عن جدارة واستحقاق واستحقت المغرب ان تعيش ليلة رائعة مع هذه الجماهير المختلفة .

فيديو قد يعجبك:

التعليقات

مسابقة ملوك التوقعات

توقع الآن
تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg