جميع المباريات

إعلان

نقيض جوارديولا ويلعب كرة الشوارع.. دينيز يتحدى حلم الأهلي في المونديال بـ13 عنصرًا

دينيز

فرناندو دينيز المدير الفني لنادي فلومينينسي البرازيلي

"الطريقة التي يحب بها بيب جوارديولا الاستحواذ على الكرة هي عكس أسلوبي، أسلوبه متمركز وأسلوبي غير متمركز".. هكذا وصف فرناندو دينيز المدير الفني لنادي فلومينينسي البرازيلي، طريقة لعبه الفريدة من نوعها.

نادي فلومينينسي البرازيلي هو المنافس القادم للنادي الأهلي، في نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية 2023 التي تقام في المملكة العربية السعودية في الفترة من 12 إلى 22 ديسمبر الجاري.

وكان الأهلي تأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، بعد فوزه على فريق اتحاد جدة السعودي، مساء الجمعة، بنتيجة (3-1).

ويشارك فريق فلومينينسي البرازيلي في بطولة كأس العالم للأندية بصفته بطل أمريكا الجنوبية (بطل كوبا ليبرتادوريس)، وتوج بها على حساب فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني بنتيجة (2-1) في نوفمبر الماضي.

ونستعرض لكم في السطور المقبلة، طريقة لعب دينيز مدرب فلومينينسي الخصم المقبل للنادي الأهلي بمونديال الأندية:

يعتبر فرناندو دينيز المدير الفني لفلومينينسي البرازيلي، هو المدرب الذي استطاع أن يقود الفريق للتتويج ببطولة كوبا ليبرتادوريس، لأول مرة في تاريخه، ليتمكن من المشاركة في النسخة الحالية من كأس العالم للأندية.

وأصبحت كرة القدم التي يلعبها فرناندو دينيز بمثابة سحر، بعدما أعاد بناء طريقة جديدة للاستحواذ على الكرة على عكس الطريقة التي يعتمد عليها بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، بحسب ما صرح به دينيز نفسه في مقابلة سابقة.

أسلوب دينيز هو مزيج من كرة القدم السلسة التي تعتمد على الاستحواذ مع اندفاع من الحرية الإبداعية، ينسق مباراة جميلة حيث يكون كل لاعب هو المايسترو وجزء من سيمفونية أكبر، إنها رقصة السيطرة والتعبير والبراعة التكتيكية.

ويستمد مدرب فلومينينسي على أفكار من كرة الصالات أو كرة الشوارع، هذه هي كرة القدم بالنسبة له، حيث يعتبرها حرية التعبير حيث لم يعد اللاعبون مقيدين بمنطقة معينة ولكن يتم تشجيعهم على التفاعل والتناوب والإبداع.

الأشكال المحددة التي يستخدمها فرناندو دينيز مع فلومينينسي يمكن أن تكون بعيدة المنال ويصعب تحديدها وإعادة إنشائها، إلا أن الأساس الأساسي لأسلوب لعبهم يظل ثابتًا، حيث تتخلل العناصر الأساسية لفلسفة دينيز الكروية، كرة القدم المبنية على الاستحواذ السلس، كل تشكيل وتكتيك يستخدمه، مما يوفر هوية متماسكة ومعروفة لفلومينينسي، ويصل عدد هذه العناصر إلى 13 عنصر كالتالي:

1- اللعب المضاد للتمركز: أسلوب سلس وديناميكي يسمح للاعبين بتبادل المراكز والتحرك بحرية على أرض الملعب بدلاً من الالتزام بالمراكز أو التشكيلات الصارمة.

2- الضغط العالي: ممارسة الضغط على الخصم في أعلى الملعب لاستعادة الكرة بسرعة وتعطيل بناء اللعب للخصم.

3- كرة القدم المبنية على الاستحواذ: أسلوب تكتيكي يركز على الحفاظ على السيطرة على الكرة، وتحديد إيقاع المباراة، وبناء الهجمات بصبر.

4- اللعب من الخلف: بناء اللعب من حارس المرمى والمدافعين بهدف الحفاظ على الاستحواذ، وجذب الخصم، وخلق مساحة لفرص الهجوم.

5- زيادة عدد اللاعبين: خلق مزايا عددية في مناطق معينة من الملعب، غالبًا من خلال وجود عدة لاعبين على مقربة من بعضهم البعض، لإرباك الخصم وكسر هيكلهم الدفاعي.

6- اللعب العمودي: التركيز على التمرير المباشر والهادف للأمام، بهدف التقدم بالكرة بسرعة إلى أعلى الملعب واستغلال الثغرات في دفاع الخصم.

7- إمكانية التبادل: تشجيع اللاعبين على تبادل المراكز والأدوار أثناء المباراة لإرباك الخصم وإنشاء أنماط هجوم أكثر ديناميكية.

8- الاحتفاظ بالكرة: إعطاء الأولوية للاحتفاظ بالكرة، غالبًا من خلال تمرير قصير ودقيق، للسيطرة على المباراة وإرهاق الخصم.

9- التحولات السريعة: التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم (أو العكس) لاستغلال عدم استعداد الخصم وخلق فرص لتسجيل الأهداف.

10- الحركة بدون الكرة: حركة اللاعبين بدون الكرة لخلق مساحة، وسحب المدافعين من مواقعهم، ودعم زملائهم المستحوذين على الكرة.

11- الحرية الإبداعية: يمنح دينيز للاعبيه الحرية في التعبير عن أنفسهم على أرض الملعب، ويشجعهم على المجازفة والارتجال وتسخير مهاراتهم الفردية لخلق فرص لتسجيل الأهداف.

12- الظهيرين كعناصر للهجوم: غالبًا ما تعتمد فرق دينيز على الظهيرين لتوفير العرض والدعم الهجومي، وتوسيع دفاع الخصم وخلق الفرص من خلال الركض المتداخل والعرضيات، ومع ذلك، هناك حجة يجب تقديمها بالنسبة لهم الذين يلعبون بشكل ضيق أيضًا.

13- الأدوار الأمامية المتنوعة: يتم تشجيع المهاجمين على التراجع عميقًا، والتواصل مع لاعبي خط الوسط، وخلق مساحة لزملائهم في الفريق، مع استغلال المساحات أيضًا والركض خلف الدفاع.

اللعب من الخلف

فرناندو دينيز المدير الفني المبتكر لفلومينينسي والمنتخب البرازيلي، معروف بتفضيله اللعب من الخلف، ويرتبط هذا النهج ارتباطًا وثيقًا بفلسفته الشاملة في كرة القدم، حيث يحب هذا المدرب البرازيلي اللعب من الخلف، لأنه يسمح لفريقه السيطرة على الكرة وتحديد إيقاع المباراة، من خلال البناء بصبر من الخلف، ويمكنهم تحديد إيقاع اللعب وإجبار الخصم على التكيف مع أسلوبهم، وتضمن هذه الطريقة أن كل لاعب في الفريق بما في ذلك حارس المرمى والمدافعين، المشاركة بنشاط في بناء اللعب.

وأثناء بناء اللعب، يعتمد فلومينينسي على قيام حارس المرمى بدور نشط، ويعد إشراك حارس المرمى ولاعبي خط الوسط الدفاعيين أمرًا ضروريًا للحصول على ميزة عددية، ويتحرك اللاعبون باستمرار لخلق ممرات تمرير مثالية، مما يسمح للفريق بالتقدم عبر مناطق مختلفة على أرض الملعب، من خلال عمل حارس المرمى ولاعبي خط الوسط الدفاعيين في تعاون وثيق، حيث يحقق فلومينينسي التفوق العددي من خلال القرب، ويقدم اللاعبون المتمركزون في أعلى الملعب الدعم من خلال توفير خيار تمرير ثالث لتحريك الكرة للأمام.

وعندما يبني الفريق من الخلف يمكنه جذب الخصم إلى الأمام، وهذا بدوره يخلق ثغرات وفرصًا لاستغلالها بشكل أكبر في الملعب، وغالبًا ما يؤدي هذا النهج إلى مزايا عددية وزيادة عددية في المناطق الرئيسية، مما يجعل من السهل اختراق الدفاع المتماسك، كما أن اللعب من الخلف يجبر الخصم على الضغط في أعلى الملعب في محاولة لاستعادة الكرة، وبالتالي قد يبالغون في الضغط على اللاعبين ويتركون مساحات خلفهم، وهو ما يمكن استغلاله من قبل فريق دينيز بالتمرير السريع والدقيق.

ويعد اللعب من الخلف أيضًا جزءًا لا يتجزأ من فلسفة دينيز المناقضة للتمركز، والتي تؤكد على السلاسة وقابلية التبادل بين اللاعبين، وهذا يشجع اللاعبين على التكيف مع المواقف المختلفة والتحرك بحرية على أرض الملعب، مما يساهم في الهجوم والدفاع، وتتيح هذه الاستراتيجية لفريق دينيز التحكم في الاستحواذ وإشراك جميع اللاعبين وخلق المساحة والفرص، وتعزيز أسلوب لعب سلس وديناميكي.

تحطيم الثقافة الأوروبية

وتحدث برونو ماركيز فرنانديز بيفيتي المدير الفني الحالي لأجوا سانتا البرازيلي، والذي كان مساعداً تقنياً لفرناندو دينيز في فريق أوداكس ساو باولو كلوب البرازيلي لمدة عامين ونصف من 2013 وحتى 2015، عن الطريقة التكتيكية التي يلعب بها المدرب البرازيلي مع فلومينينسي.

وقال بيفيتي الذي درس التمركز في البرتغال: "هذه هي الثقافة الأوروبية لكرة القدم، ما تعلمناه في تلك المدرسة الأوروبية هو أن اللعب التمركزي هو أفضل طريقة لأنه يمنحك العرض والعمق، حيث يبقى جميع اللاعبين في مراكزهم، وهذا يعني أنه عندما يفقد اللاعب الكرة، يكون من الأسهل التنظيم دفاعيًا لأن جميع اللاعبين موجودون بالفعل في مراكزهم. وهذا يجعل من السهل الضغط، ومن الأسهل العودة إلى الشكل الدفاعي".

ولكن الطريقة التي تعلمها بيفيتي في المدرسة الأوروبية حول التمركز، انهارت تماما عندما عمل مع فرناندو دينيز: "عندما بدأت العمل مع فرناندو، انهارت الكثير من هذه النماذج، حيث أدركت أن هناك ألف طريقة للعب كرة القدم".

ويؤكد بيفيتي أن دينيز لا يعتمد على التكتيكات فقط للعبه كرة القدم: "لقد درس دينيز علم النفس، إنه ذكي للغاية، لديه طريقة خاصة في إدارة وتحفيز اللاعبين، إنه أمر مثير للاهتمام للغاية، ولكن نموذج لعبة دينيز هو ما يجعله فريدًا، إنه أمر خاص للغاية، منذ المرحلة الأولى من الإعداد، يريد هذا التناوب المكثف للغاية للاعبيه، إنه يحاول إشراك اللاعبين الأكثر تقنية في تلك المرحلة الأولى لمساعدة حارس المرمى في الاحتفاظ بالكرة ثم التقدم للأعلى".

وأضاف: "يأتي الظهيران إلى الداخل ويلعبان بين الخطوط وهذا يسبب ارتباكًا للخصم فيما يتعلق بكيفية دفاعهم، إنه يخلق معضلة لهم، إنهم لا يعرفون ما إذا كان يجب عليهم الضغط أم البقاء لحماية المنطقة لأن كل اللاعبون يتبادلون المراكز، ولا يبقى الأجنحة دائمًا على نطاق واسع، إنهم يأتون إلى الداخل، يلعب جميع اللاعبين معًا لذا يكون لدى اللاعب الذي يمتلك الكرة دائمًا ثلاثة أو أربعة خيارات تمرير قريبة، من الصعب جدًا الدفاع ضد فكرة دينيز لأن هناك العديد من الخيارات الهجومية.

وانتقل بيفيتي للحديث عن الاستحواذ لدى دينيز، قائلاً: "مبدأه الأساسي هو الاحتفاظ بالكرة، وبالنسبة للضغط فإن رد فعل اللاعبين سريع للضغط على الكرة، إنه عدواني للغاية وعندما يستعيد الكرة، يكون جميع اللاعبين قريبين من بعضهم البعض".

وأتم مساعد دينيز السابق حديثه: "نجتمع كمدربين للحديث عن أفكاره، الكثير من المدربين يريدون فهم طريقة فرناندو".

التناقض مع جوارديولا

ومن جانبه، تحدث رينيه ماريتش المدرب المساعد السابق في بوروسيا دورتموند الألماني والحالي للفريق الثاني لبايرن ميونيخ، عن الاختلاف الواضح بين أفكار جوارديولا مدرب مانشستر سيتي وفرناندو دينيز مدرب فلومينينسي، قائلاً: "تخيل أن جاك جريليش الجناح ينضم إلى داخل الملعب ليلعب بالقرب من فيل فودين، وهذا الأمر بالنسبة لجوارديولا من شأنه أن يؤدي إلى ازدحام المساحة، وهذا بالضبط ما لا يريد المدرب الإسباني أن يحدث، ولكن بالنسبة لدينيز، فإن هذا من شأنه أن يخلق ضغطًا زائدًا، مما يزيد من احتمالية الاستسلام لفتح الدفاع".

وعاد بيفيتي للحديث عن سبب فشل دينيز حتى الآن في تطبيق أفكاره مع المنتخب البرازيلي، بعد أن تولى تدريب المنتخب الوطني لبلاده مؤقتاً عقب رحيل تيتي عن تدريب الفريق بعد توديع بطولة كأس العالم 2022: "أسلوب دينيز في اللعب يتطلب المزيد من الخيال من اللاعبين، يستغرق الأمر وقتًا لتتطور العلاقات، وهذا الوقت ليس لديه مع المنتخب البرازيلي، لأنه مع المنتخب الوطني، لديه بضعة أيام فقط لإعداد الفريق، فقط عدد قليل من الدورات التدريبية".

وأضاف: "نتيجة لذلك، شعر دينيز بالحزن بعد الهزيمة أمام أوروجواي لأن الفريق لم يعرف كيفية البناء، ولكنه لا يزال مقتنعا بأن أساليبه يمكن أن تنجح لكنه لا يزال يناضل ضد ثقافة كرة القدم السائدة".

طريقة كرة الشوارع

ومن جانبه، اتفق أبيل فيريرا المدير الفني لنادي بالميراس البرازيلي مع رأي بيفيتي، لأنه صرح أنه يناضل أيضًا لتغيير هذه الفكرة، لأنه يرى أن طريقة اللعب الغير مركزية التي يعتمدها دينيز، هي قريبة من طبيعة اللاعبين البرازيليين، قائلاً: "اللاعبون هنا في البرازيل يأتون من ثقافة كرة قدم مختلفة، لذا لا أعتقد أنه من الصعب جدًا على البرازيليين التكيف مع طريقة لعبه لأنها تشبه ما فعلناه في طفولتنا في شوارع البرازيل، لأن فكرة فرناندو دينيز هي كرة قدم الشوارع".

وأتم: "اللاعبون في كرة قدم الشوارع ليس لديهم مركز ثابت وهم يتناوبون طوال الوقت، الأمر مشابه جدًا في كرة الصالات، والتي تلعب دورًا كبيرًا في السنوات التكوينية هنا بالبرازيل، أنت بحاجة إلى الضغط بقوة والتدوير، يحاول فرناندو وضع مهارات كرة الصالات هذه في طريقة لعبه"

ولذلك فإن فرناندو دينيز ليس مثل باقي المدربين البرازيليين الذي يعملون في الدوري البرازيلي من أجل البقاء فقط، بل أنه لديه الشجاعة لتجربة أفكارة وأن يكون نقطة تحول في طريقة التدريب البرازيلية، كما يقول مساعده السابق بيفيتي.

فيديو قد يعجبك:

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg