يخوض النادي الأهلي مواجهة صعبة مساء اليوم الجمعة، ضد مضيفه اتحاد جدة السعودي، على أرضية ملعب الجوهرة المشعة، في ربع نهائي كأس العالم للأندية، حيث سيكون الفريق الأحمر على موعد مع العديد من نجوم العالم، والمحترفين السابقين في أوروبا وعلى رأسهم كريم بنزيما، فابينيو ونجولو كانتي، بالإضافة للمدرب الأرجنتيني المخضرم مارسيلو جاياردو.
وحصل فريق اتحاد جدة على دعم فني كبير، بفضل صفقاته المميزة، بينما لم تنجح إدارة القلعة الحمراء في تلبية مطالب المدرب السويسري مارسيل كولر الذي كان يرغب في التعاقد مع مهاجم صريح، ولم يكن أنتوني موديست ضمن حساباته في البداية.
ويدخل الأهلي مباراة اليوم، وهو ليس المرشح الأول للانتصار، نظرًا لفارق الأسماء بين الفريقين، كما حدث في مواجهة الهلال السعودي وكذلك مباراة بالميراس البرازيلي، والتي كتب فيهما الأهلي التاريخ، واستطاع التتويج بالميدالية البرونزية، لأن كرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء داخل أرضية الملعب، واستغلال أخطاء المنافس ونقاط ضعفه.
يمتلك اتحاد جدة قوة ضاربة على صعيد الخط الهجومي، رغم عدم تواجد أجنحة مميزة، حيث يتواجد الثنائي جوتا وصالح العمري على مقاعد البدلاء باستمرار، بينما يشارك كوناردو ورومارينهو بالإضافة إلى حمدالله وبنزيما بصفة مستمرة، للاعتماد على الاختراق من العمق، مع منح الحرية الهجومية للظهيرين.
ويعمل الاتحاد مع جاياردو على اندفاع 3 أو 4 لاعبين نحو عمق دفاع المنافس لاختراقه بفضل مهاراتهم الفردية وتمريراتهم الذكية، ويرغب المدرب الأرجنتيني في الاعتماد على الضغط العالي لاستخلاص الكرة من لاعبي الخصم بشكل مبكر، لكنه لم يتقن هذا الأمر بالشكل الذي يريده المدرب الأرجنتيني كما صرح مؤخرًا، بعدما نجح فيه خلال مواجهة الاتفاق وسجل حمدالله هدف التعادل لفريقه، كما ظهر على فترات في مواجهة أوكلاند سيتي الأخيرة.
ونلاحظ أن في مواجهة جاياردو الأولى، ضد نادي الاتفاق، استقبل الاتحاد الهدف الأول من كرة عرضية، ليقوم مدرب العميد باستبدال سويلم المنهالي الذي كان يلعب في الجبهة اليمنى، ودفع بمروان الصحفي، كما أعاد مهند الشنقيطي لمركز الظهير الأيمن، ويعد اللاعب الأساسي للفريق في الوقت الحالي، مع تواجد زكريا هوساوي بالجبهة اليسرى.
وتكرر الأمر ذاته في مواجهة أجمك الأوزبكي بدوري أبطال آسيا، حيث استقبلت كتيبة النمور هدفًا بعد عرضية جاءت في المساحة التي فشل مهند الشنقيطي في تغطيتها بالجبهة اليمنى للفريق السعودي، خاصة مع عدم وجود جناح أيمن يقوم بمهام التغطية الدفاعية.
ويلعب مهند الشنقيطي دورًا هامًا في تشكيل خطورة الاتحاد من الجبهة اليمنى، لذلك يجب على مارسيل كولر الحذر من انطلاقاته الخادعة، التي صنعت منها عدة فرص وأهداف خاصة للثنائي عبدالرزاق حمدالله وكريم بنزيما.
أدوار الشنقيطي الهجومية، تؤدي لوجود ثغرة دفاعية في الجبهة ذاتها، ويعتمد جاياردو على مساندة فابينيو له، لكنه قد لا يلحق دائمًا بإنقاذ الموقف، لذلك قد تكون تلك فرصة لإمام عاشور لمساندة حسين الشحات وعلي معلول، واستغلال الزيادة العددية لاختراق تلك الجبهة، وصناعة الفرص لتهديد مرمى أصحاب الأرض.
وفي مواجهة الخليج، ظهرت أيضًا انطلاقات مهند الشنقيطي بكثرة، كما استقبل الاتحاد الهدف الثاني في شباكه بالطريقة ذاتها، عرضية من جبهة زكريا هوساوي نحو الجانب الآخر، وسط سرحان دفاعي من الشنقيطي.
وسجل سباهان أصفهان الإيراني هدفه الوحيد في شباك الاتحاد بكرة عرضية من جبهة الشنقيطي، ليتابعها رامين رضائيان برأسية وسط غياب الرقابة الدفاعية من جانب زكريا هوساوي.
وفي مواجهة ضمك المحلية الأخيرة لكتيبة النمور، سجل كيفين نكودو هدفًا مشابهًا لما سكن شباك الحارس البرازيلي مارسليو جروهي من قبل، بعرضية من جبهة تصل إلى الآخرى، وسط غياب الرقابة والضغط من جانب زكريا هوساوي يسارًا والشنقيطي يمينًا.
ويعاني الاتحاد من كثرة الإصابات على صعيد الخط الخلفي، بالإضافة لمستوى الأظهرة الضعيف دفاعيًا رغم تميزهم الهجومي، لذلك يجب على الأهلي توجيه عرضياته للأطراف وليس العمق، مع دخول حسين الشحات وبيرسي تاو لداخل منطقة الجزاء، مثلما فعل الجنوب إفريقي في نهائي دوري أبطال أفريقيا ضد الوداد، وأحرز هدف التقدم للمارد الأحمر.
وجسدت مباراة أوكلاند سيتي الماضية أكبر نجاحات جاياردو في استغلال الأطراف، من خلال الظهيرين زكريا هوساوي الذي صنع الهدف الأول للبرازيلي رومارينهو، بينما تكفل مهند الشنقيطي بتقديم الأسيست في الهدف الثالث لزميله كريم بنزيما.
وسيكون لدى أجنحة النادي الأهلي واجب دفاعي هام، وذلك لمساندة الأظهرة في مواجهة تلك الزيادة الهجومية المفاجأة، بالإضافة إلى مساعدة أليو ديانج وإمام عاشور، اللذان ستكون أمامهما مهمة صعبة رفقة مروان عطية لإغلاق العمق الذي يجيد الاتحاد الهجوم من خلاله، بفضل الرباعي بين أكثر من لاعب على رأسهم بنزيما بالإضافة إلى رومارينهو وكورنادو وعبدالرزاق حمدالله.
وعلى الجانب الآخر، يجب أن يركز الأهلي على استغلال المساحات خلف الثنائي الشنقيطي وهوساوي، للتسجيل في شباك كتيبة "العميد"، حيث أن خطف التقدم للفريق الأحمر سوف يساعده على زيادة الضغوط للنادي السعودي صاحب الأرض والجماهير.