كتب:
د ب أ
الثلاثاء 16 فبراير 2021
06:38 م
شهدت المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم للأندية التي احتضنتها قطر خلال فبراير الجاري تجربة استثنائية لأطفال التوحد.
واستضافت غرفة المساعدة الحسية باستاد المدينة التعليمية، أحد استادات مونديال قطر 2022، عددا من أطفال التوحد خلال المباراة النهائية التي أقيمت يوم الخميس الماضي وانتهت بفوز بايرن ميونخ الألماني على تيجريس أونال المكسيكي 1 / صفر.
وجاء ذلك في إطار التزام اللجنة العليا للمشاريع والإرث باستضافة النسخة الأكثر إتاحة وشمولا لذوي الإعاقة في تاريخ المونديال وذلك عند استضافة نسخة عام 2022 من كأس العالم لكرة القدم في قطر.
وشهدت أعمال البناء في استادات بطولة كأس العالم /قطر 2022/ تعاونا بين اللجنة العليا وعدد من شركائها لتخصيص غرف كاملة التجهيزات لاستقبال أطفال التوحد وذوي الإعاقات الذهنية، للاستمتاع بحضور المباريات في أجواء تتسم بالراحة والهدوء.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود اللجنة العليا لإشراك ذوي الإعاقة في جهود التحضير لاستضافة مونديال 2022 والتعرف على آرائهم واحتياجاتهم لتلبيتها عند استضافة النسخة الأولى من المونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي بعد أقل من عامين.
وأشاد حسن القحطاني، والد الطفل علي، الذي حضر نهائي مونديال الأندية في الاستاد، باهتمام اللجنة العليا بتمكين الأفراد ذوي الإعاقة، واصفا غرفة المساعدة الحسية بالبيئة الخصبة التي تسهم في تعزيز مهارات التأقلم والاندماج اللازمة لمساعدة علي وأقرانه على الاستقلالية تدريجيا والانخراط مع أفراد المجتمع.
وثمن القحطاني جهود اللجنة العليا في توفير بيئة هادئة ومريحة تسمح لابنه وغيره من الأفراد ذوي التوحد والإعاقات الذهنية بحضور مباريات كرة القدم في الاستادات.
وقال القحطاني في تصريحات نشرها موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث اليوم الثلاثاء :"اتطلع إلى أن أرى علي يعيش في أجواء مثل هذه تلائم الجميع، وتوفر له كل الأدوات والسبل التي تسمح له بالاستمتاع بكل ما تزخر به دولة قطر من أنشطة ثقافية ورياضية واجتماعية، وأعتقد أن تخصيص غرف المساعدة الحسية في استادات مونديال قطر 2022 هي بادرة طيبة في الطريق نحو تحقيق ذلك."
وأكد خالد السويدي، مدير علاقات الشركاء في اللجنة العليا، حرص اللجنة العليا وشركائها على استضافة بطولة ميسرة ومتاحة للجميع، وقال :"لا ندخر وشركاؤنا جهدا لمناقشة وتطبيق أفضل الممارسات والسبل اللازمة لتجهيز استادات المونديال بكافة الأدوات التي تضمن تلبية احتياجات جميع المشجعين بما في ذلك ذوي الإعاقة، إذ نعي تماما متطلباتهم ونسعى لتحقيقها ليستمتعوا مع أقرانهم وذويهم بالمباريات. لذا تعاونا مع الجهات المعنية لتقديم الدعم اللوجستي وتزويد غرف المساعدة الحسية بما يلزم من أدوات لاختبار جاهزيتها وفعاليتها التامة خلال البطولات التي تستضيفها قطر حتى عام 2022."
وأضاف السويدي :"لا تقتصر أهمية تجهيز استادات مونديال 2022 بغرف المساعدة الحسية على إشراك الأفراد ذوي الإعاقة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى وضع أسس ومعايير قيمة ستكون بمثابة نموذج يحتذى به خلال استضافة بطولات كروية متاحة وميسرة للجميع في المستقبل، وهو ما يجسد أحد أوجه الإرث الذي تتطلع بطولة قطر 2022 لتركه للأجيال القادمة."
وتعد غرف المساعدة الحسية في استادات بطولة قطر 2022 تجربة غير مسبوقة في تاريخ المونديال. ورغم أنها لا تأتي ضمن متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)؛ إلا أن اللجنة العليا حرصت على تجهيز استادات البطولة بغرف صممت خصيصا لاستقبال الأفراد ذوي التوحد والاضطرابات العصبية السلوكية، ومنحهم فرصة مشاهدة مباريات كرة القدم مباشرة من الاستاد.
وبعد النجاح المبهر الذي حققته تجربة غرفة المساعدة الحسية في كل من استاد خليفة الدولي واستاد الجنوب، حظي عدد من الأطفال ذوي التوحد بفرصة حضور المباراة النهائية لمونديال الأندية، والتي انتهت بتتويج بايرن ميونخ الألماني باللقب بعد تغلبه على تيجريس أونال المكسيكي.
وتعاونت اللجنة العليا في تصميم وتجهيز غرفة المساعدة الحسية في استاد المدينة التعليمية، الذي يتسع لـ 40 ألف مشجع، مع كل من أكاديمية العوسج وأكاديمية ريناد التابعتين لمؤسسة قطر، ومركز قطر لإعادة التأهيل، حيث خصصت الموارد والخدمات اللازمة لمساعدة ذوي التوحد وأسرهم.