الإثنين 15 يوليو 2024
06:43 م
لماذا تفوق المنتخب الإسباني على إنجلترا في نهائي يورو 2024؟، للإجابة على هذا السؤال قد تكون صعبة بالأخص وأن المنتخبين يمتلكون لاعبين على أعلى مستوى.
وانتصر المنتخب الإسباني على إنجلترا مساء أمس الأحد بنتيجة 2-1، في اللقاء الذي أقيم على الملعب الأولمبي ببرلين، في نهائي بطولة أمم أوروبا 2024 التي أقيمت في ألمانيا.
ونجح المنتخب الإسباني في حصد اللقب الرابع له عبر التاريخ، بأقدام لاعبيه، ولكن ظهرت فلسفة لويس دي لا فوينتي، مدرب منتخب إسبانيا في المباراة بشكل أكبر من جاريث ساوثجيت، مدرب منتخب إنجلترا.
لماذا تفوقت إسبانيا على إنجلترا؟
أثبت خط وسط منتخب إسبانيا الفارق إذ كان الجناحين عاملا رئيسيا في تسجيل هدفين في المباراة، عن طريق نيكو ويليامز ولامين يامال.
اتبع المنتخب الإنجليزي نجهًا من لاعب إلى لاعب لمراقبة لاعبي خط وسط منتخب إسبانيا وهذا ما ظهر حيث راقب فيل فودين رودري، بينما يتتبع ديكلان رايس داني أولمو ويراقب كوبي ماينو فابيان رويز.
ونتيجة لذلك عانى المنتخب الإسباني من صعوبة التقدم بالكرة في المنتصف خلال الشوط الأول، حيث لم يقم رودري سوى بـ3 تمريرات صحيحة فقط، وكانوا يعتمدون على الجناح الأيسر مارك كوكوريلا وويليامز، حيث جاءت من خلالهم 13 تمريرة صحيحة من أصل 18 تمريرة.
وهو ما أكد عليه ساوثجيت بعد نهاية المباراة إذ قال: "لقد دافعنا بشكل جيد في الشوط الأول على وجه الخصوص وقيدنا إمكانياتهم"، وللتأكيد على هذه النقطة، سددت إسبانيا 5 تسديدات لكن متوسط أهدافها المتوقعة بلغ 0.29 فقط.
وأثبت الشوط الثاني قصة مختلفة، على الرغم من خسارة إسبانيا لرودري، في الشوط الأول بسبب الإصابة، وحل مارتين زوبيمندي مكانه كمحور وسط الملعب، وأشرك رويز في العمق، واستقبل الثنائي الكرة معًا في مواقع خلقت مساحات سمحت لإسبانيا بإيجاد المزيد من التمريرات الخطيرة، مع عدم قدرة لاعبي خط وسط إنجلترا على الضغط على كليهما في نفس الوقت دون ترك مساحة.
وعند الدقيقة 47 تنقل منتخب إسبانيا الكرة من اليمن إلى اليسار ثم تعود إلى اليمين، سعياً لإيجاد مساحات من خلال التبديل في اللعب، حتى لعب رويز تمريرة حاسمة إلى داني كارفاخال على الجناح، وبشكل عام، تمكن الظهير الأيمن الإسباني من الوصول إلى مواقع أكثر تقدما في الشوط الثاني، وهو ما سمح ليامال بالتحرك إلى الداخل، بحثا عن مساحة بين الخطوط.
في هذا التسلسل، يتحرك جود بيلينجهام نحو رويز، مما يفتح مساحة أكبر في الداخل ليستغلها يامال، أما بالنسبة للظهير الأيسر لوك شو، فهو محاصر بين الاقتراب من كارفاخال أو يامال، وهكذا، بعد التمريرة الرائعة من خارج القدم من كارفاخال، كان لدى يامال مساحة لحمل الكرة في مساحة للداخل قبل تمريرها إلى ويليامز الذي بدوره سجل الهدف الأول في المباراة.
وفي هذا الهدف يعود الفضل أيضًا إلى ألفارو موراتا وأولمو في الانطلاقات التي أخرجت مدافعين إنجلترا، مما ترك ويليامز حرًا في المساحة على اليسار حيث سدد من اللمسة الأولى بشكل ممتاز عبر جوردان بيكفورد.
وفي النهاية، تميزت مشاركة يامال وويليامز في هدف الافتتاح بالتمريرات الحاسمة الرابعة التي قدمها الأول - أفضل لاعب شاب في البطولة - بينما جعله ويليامز البالغ من العمر 22 عامًا أصغر هداف في نهائي بطولة أمم أوروبا منذ عام 1968.
وفي هذا الشأن قال فريق المراقبة الفنية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا": "لقد خلقت إسبانيا بأجنحتها الإبداعية الكثير من المشاكل لإنجلترا".
واختتم: "لقد كانوا أفضل فريق في البطولة، حيث قدموا أجنحة شباب مثيرة للاهتمام وهو ما رفعهم فوق كل الفرق الأخرى".