عندما يلتقي المنتخب الإنجليزي ونظيره السلوفاكي ربما يظن البعض أن أسود جاريث ساوثجيت أمام صيد ثمين يمكن القضاء عليه بسهولة في الطريق نحو ربع نهائي بطولة يورو 2024 المقامة في ألمانيا.
منتخب سلوفاكيا الملقب بالصقور (سوكولي باللغة المحلية) كان الممثل الوحيد لفرق التصنيف الخامس في مرحلة التصفيات الذي تمكن من بلوغ دور الـ16 من اليورو، واستطاع الفريق بالفعل تجاوز كل التوقعات بفضل ما قدمه في دور المجموعات.
قبل أقل من عامين، كان سلوفاكيا يعيش وسط مجموعة النتائج السيئة في دوري الأمم الأوروبية، بما في ذلك الهزيمة على الأرض أمام كازاخستان وأذربيجان، إلى تعادلها مع منتخبات مثل جبل طارق ولاتفيا وقبرص، لكنه الآن يبدو كفريق مصمم خصيصًا من أجل اصطياد الأسود الثلاثة.
انتفاضة كالزونا
بعد سوء النتائج تقرر التخلص من المدير الفني السابق ستيفان تاركوفيتش، والذهاب نحو الإيطالي فرانشيسكو كالزونا الذي صنع الفارق مع الصقور.
وقال جناح المنتخب السلوفاكي لوكاس هاراسلين عن مدربه: "هو لم يغير فقط أسلوب اللعب، لكنه استطاع أن يحدث تغيرًا في أسلوب تفكيرنا".
ولا يشعر المنتخب السلوفاكي بالخوف جراء مواجهة المنتخب الإنجليزي، في حين كان الفريق يستعد لمواجهة منتخب إسبانيا المرشح الأول للقب حاليًا بفضل ما قدمه من أداء في دور المجموعات، لولا ما فعله المنتخب الجورجي بفوز غير متوقع على حساب البرتغال بدور المجموعات.
أفضل منافس
قال لاعب خط الوسط ذو الخبرة أوندريج دودا، الذي سجل هدفه الأول أمام رومانيا في المباراة الأخيرة بالمجموعة: "أفضل منافس لنا هو المنتخب الإنجليزي، إنهم بالطبع المرشحون ويتمتعون بجودة رائعة، لكنهم لم يبهروا في ألمانيا بعد."
وحسب رأي شبكة "سكاي سبورتس" تستطيع سلوفاكيا بالفعل التغلب على إنجلترا في واحدة من أكبر نقاط ضعف الأسود الثلاثة، وهي عدم القدرة على التغلب على منافس يتمتع بالقدرة البدنية، وهو ما أثبته كالزونا في أول مباراة له في البطولة بفوز مفاجئ 1-0 على بلجيكا.
في بعض النقاط، لخص هذا الأداء الذي قدمه المنتخب السلوفاكي كل ما كان العديد من المشجعين الإنجليز يأملون أن تكون إنجلترا عليه في هذه البطولة - الضغط العالي والإصرار والالتزام.
وتقول الشبكة الرياضية الشهيرة، أيضا أن ما يقدمه المنتخب السلوفاكي بمثابة تحذير لجاريث ساوثجيت.
إنجلترا ظهرت ضعيفة في البناء عبر الخطوط في حين تم تكليف ثنائي سلوفاكيا في مركز 8، يوراج كوكا ودودا، من جانب المدرب الإيطالي بخنق منافسيهم، تمامًا كما حدث في فوز الفريق على بلجيكا في مرحلة المجموعات.
على الرغم من أن الأول بلغ 37 عاماً في فبراير، إلا أن أربعة لاعبين فقط استعادوا الكرة في الثلث الأخير خلال البطولة بأكملها حتى الآن أكثر من يوراي كوتسكا، لم يركض أي شخص يرتدي قميص سلوفاكيا في مباراة بلجيكا تلك أكثر من اللاعب المخضرم.
أسلوب لا يرحم
قال أدريان جولا مدرب سلوفاكيا السابق تحت 21 عامًا قبل دور الـ16، حسبما نقلت صحيفة جارديان الإنجليزي: "أسلوب لعبنا لا يرحم تمامًا، واستباقي للغاية".
لا تزال المباشرة هي السمة السائدة في أداء الفريق، ومنتخب سلوفاكيا مدرب جيدًا في التحول، وقوي في الدفاع عن منطقة الـ18 الخاصة بالفريق.
فقط البرتغال وألمانيا وأوكرانيا واجهت عددًا أقل من التمريرات العرضية، كما أن عدد التسديدات التي استقبلها المنتخب السلوفاكي من داخل منطقة الجزاء تضعهم مباشرة في المنتصف بين المنتخبات المتأهلة.
الطريق المباشر للأمام
فريق سلوفاكيا يتمتع بالاستقرار، وبالأخص على مستوى الخط الخلفي، وقام الفريق بإشراك التشكيلة صاحبة أكبر متوسطة سن في بطولة يورو 2024، بما في ذلك الفائز السابق بالسكوديتو ميلان سكينيار لتنظيم الدفاع - مع ديفيد هانكو لاعب فينورد، الذي يتمتع براحة أكبر في الوسط منه في مركز الظهير الأيسر، ويقوم بأداء ثابت على نطاق واسع.
لدى سكرينيار وشريكه في قلب الدفاع دينيس فافرو مهمة كبيرة في التقدم للأمام أيضًا. سلوفاكيا مباشرة بشكل غير قبل للنقاش، ويتطلع الفريق بشكل عام للعثور على لوكاس هاراسلين أو إيفان شرانز، الثنائي الذي يتمتع بالخطورة في الأمام.
ونتج عن ذلك تأثير إيجابي، حيث استطاع شرانز أن يكون واحدًا من ستة لاعبين فقط سجلوا أكثر من مرة في ألمانيا، في حين أن كريستيان إريكسن فقط هو من أكمل تمريرات عرضية أكثر من هاراسلين.
دخل جناح سبارتا براغ هاراسلين إلى البطولة بأفضل مستوياته وأثبت فعاليته في الضربات الركنية في مرحلة المجموعات، كان بإمكانهم، وربما كان ينبغي عليهم، أن يسجلوا هدفين من تمريراته في وقت مبكر من التعادل مع رومانيا.
وهذا منطقة أخرى يجب على إنجلترا أن تكون قوية فيها، على الرغم من أن قدرتها على التعامل مع الكرات الهوائية لخصومها في دور المجموعات كانت واحدة من النقاط البارزة القليلة حتى الآن.
السلاح الإنجليزي
هناك أسباب أخرى تجعل إنجلترا تشعر براحة أكبر، إذا تمكنوا من اللعب من خلال الضغط المتقدم، فسوف يجدون دفاع سلوفاكيا مكشوفًا أمام القدرات الهجومية الإنجليزية العالية، حتى لو كانت هذه الموهبة لم تظهر بشكل مباشر في مباريات اليورو.
وقد تبدو أكبر مشكلة يمكن أن تستغلها إنجلترا أمام سلوفاكيا هي عامل الإرهاق والهبوط في المستوى المتوقع مع مرور الوقت، بعد أن صمدوا أمام بلجيكا وخسروا بهدفين في الشوط الثاني أمام أوكرانيا.
وربما عبر لاعب خط وسط نابولي ستانيسلاف لوبوتكا عن الأمر بأفضل شكل: "يمكنك القول إن إنجلترا ليست في أفضل حالاتها ولكن في وقت ما سوف تضغط وتبدأ، لكن السؤال فقط هو متى سيحدث ذلك".
من شبه المؤكد أن لوبوتكا على حق، ولكن سواء حدث ذلك في هذه البطولة أم لا، أو تحت قيادة ساوثجيت، فإن سلوفاكيا تمتلك الأدوات اللازمة لتظهر لإنجلترا لماذا عليها أن تقلق من مواجهتهم.