أخيرا حضر المنتخب الأسباني إلي بطولة الأمم الاوربية المقامة في بولندا وأوكرانيا وقديما قالوا " أن تأتي متأخرا خير من الأ تأتي أبدا " وقد أتي الأسبان في الوقت المناسب في النهائي ولم يعد هناك أهمية لإسم المنافس مهما كان إسمه وعلا شأنه لإننا نعيش بحق عصر أسبانيا تماما مثلما كانت البرازيل سيدة الكرة علي كوكب الأرض في الستينات.
أعطت أسبانيا درسا في فنون الكرة ورددت على كل المشككين والمتحذلقين الذين يعتقدون أن أسبانيا تلعب بالمهارات فقط وإنها فريق بلا تكتيك بل أن ديل بوسكي أثبت في الوقت المناسب أنه داهية لا يشق له غبار ولم يقع في نفس خطأ يواكيم لوف ولعب بأسلوبه فنالت أسبانيا اللقب.
سيناريو اللقاء
• لعب برانديللي بنفس التكتيك المعتاد 4-3-1-2 وجاء التغيير الوحيد بإشراك أباتي في الجهة اليمني بديلا لبالزاريتي ولعب كيللني في الجهة اليسري وتوسط قلب الدفاع بونشي وبارزالي وكالمعتاد كان الثلاثي بيرلو ودي روسي وماركيزو في الوسط خلف مونتليفو وتولي المهام الهجومية كاسانو وبالوتيللي.
• في المقابل لعب دل بوسكي بنفس خطته المعتادة 4-3-3 ( 4-6-0) بوجود راموس وبيكي وأربيللوا وألبا ثم الثلاثي شابي وبوسكيتس وشافي وتولي المهام الهجومية سيلفا وإنيستا وفابريجاس.
• منذ الوهلة الأولي رأيت لمحة غير معتادة في أداء أسبانيا .. كانت أسبانيا أكبر من سرعتها المعتادة جاء معها تعديل في التشكيل الخططي للفريق فسيلفا لم يلعب بشكل صريح كجناح بل تواجد أكثر خلف فابريجاس مباشرة في المقابل تواجد إنيستا في بعض الأوقات على الجانب الأيمن.
• تعديل مفاجىء أخر لأسبانيا .. بعد ذلك ظهر واضحا أن شافي يدخل قريبا من ثلاثي الهجوم مع ثبات نسبي لشابي وبوسكيتس وعندها يتحول أداء فابريجاس إلي جناح ويدخل سيلفا إلي العمق كرأس حربة.
• التغييرات السابقة كان لها هدف واحد إجهاض محاولات بيرلو تماما وهي النقطة التي تحدثنا فيها سابقا في تحليل ألمانيا وإيطاليا .. فيواكيم لوف قرر أن يراقب بيرلو بكروس ولكن دل بوسكي قرر أن يجعل بيرلو مشغولا دائما بالمهام الدفاعية فتارة يجد شافي وتارة يجد سيلفا وأحيانا أخري إنيستا كل هذا جعل بيرلو يستنزف بشكل هائل خلال الشوط الأول.
•أعتقد أن إصابة كيلليني كانت خبرا جيدا للطليان لإن بالزاريتي أفضل من كيلليني هجوميا ودفاعيا فالأخير بحكم لعبه كقلب دفاع يميل أكثر للدخول في العمق أثناء الدفاع كما أن الكرات العرضية لللاعب اليوفي أقل كفاءة من نجم باليرمو.
• إختراق فابريجاس ووصوله إلي داخل الستة يارادات قبل عرضيته لىسيلفا وتواجد شافي خلفه كانت أكبر تجسيد لخدعة دل بوسكي والتي وقع فيها برانديللي ولم يفطن إليها إلا والكرة في الشباك.
شاهد فيديو تخيلي لهدف أسبانيا الأول
• كان لزاما على برانديللي أن يجري تعديلا في عمق الوسط الإيطالي لمجابهة سيطرة الأسبان وبالفع لعب دي روسي بجانب بيرلو في عمق الملعب ولكن فتح هذا للأسبان بابا جديدا للتألق (ظهيري الجنب).
• الفارق بين أداء أسبانيا في اللقاءات السابقة كان تواجد إنيستا وسيلفا على الأطراف بشكل عرضي كبير وعندما كانوا يلعبون على العمق لم يكن تواجد ألبا أو اربيللوا بشكل مؤثر في الناحية الهجومية بل كانوا مجرد محطة لإعادة الكرة من جديد إلي العمق.
• شافي هيرنانديز.. هو من أحدث الفارق الكبير فمنذ أول البطولة لم يقدم شافي ربع مستواه الحقيقي ولكن يبدو أن نجم البرسا لا يظهر إلا في الأوقات الحاسمة .. لعب علي بيرلو بكفاءة عالية وقدم إنتاجا هجوميا ممتازا باختصار كان الحلقة المفقودة في الأداء الأسباني التي تم العثور عليها في النهائي.
• خوردي ألبا جوهرة برشلونة الجديدة .. لم أري ظهير أيسر يقدم هذا الأداء الهجومي والدفاعي بإمتياز في الناحية اليسري في العالم منذ إعتزال روبرتو كارلوس ولا أتحدث هنا فقط بسبب هدفه الرائع ولكن بسبب صناعته لهدف أهم في مباراة فرنسا في دور الثمانية.
• في المقابل كان دي روسي وماركيزيو غائبين تماما عن أحداث المباراة لا دفاعيا ولا هجوميا وبإستثناء بعض التسديدات التي تصدي لها كاسياس كان الهجوم الإيطالي في مرحلة هدوء الذي لم يسبق العاصفة.
• تغييرات برانديللي بدخول دي ناتالي بديلا لكاسانو كان تغييرا تقليديا في الوقت الذي كان يجب فيه عليه تكثيف الهجوم بإخراج مونتليفو واللعب بثلاثي إرتكاز ماركيزيو ودي روسي يتوسطهم بيرلو ثم ثلاثي أمامي كاسانو وبالوتيللي على الأجنحة ودي ناتالي في العمق.
• سر تفضيلي للنقطة السابقة أن موضوع صناعة اللعب من وسط الملعب بالنسبة للازوري قد إنتهي ومن الأفضل أن تلجأ إلي القوة البدنية في مساحات صغيرة وحتي إذا استطاع الأسبان إقتناص الكرة كانت هناك فرصة لإيطاليا لمنع هجمة مرتدة للأسبان.
• عمليا إنتهت المباراة بعد خروج موتا للإصابة ولم يعد هناك مجال للحديث عن أي تكتيك في ظل سيطرة أسبانية متوقعة ومنها جاء الهدفين الثالث والرابع لتنتهي البطولة بأقوي أداء أسباني وفي ظل سوء توفيق للأزوري الذي لعب كأفضل ما يكون في بعض المباريات وعوض الأداء المخيب للأمال في يورو 2008 وبعده في كأس العالم 2010.