الجمعة 29 يونيو 2012
11:32 م
إعداد - محمد يسرى مرشد:
واحدة من القصص المؤثرة والمؤلمة ،تترقرق عيناك بالدموع عندما تقرأها ، تحاصرك الأسئلة ، وتتوقف كثيراً لاستنتاج ما حدث ، هل هو مظلوم أم جاحد ، هل تخلا عنه أم ضحا من أجل حياته ؟ ، إنها قصة ماريو بالوتيللى بارواه حديث العالم الأن.
الحكاية لم تبدأ من هدفين لماريو - الغانى الأصل - قاد بهما منتخب بلاده إلى نهائى يورو 2012 ، بل القصة الحقيقية بدأت منذ أكثر من 21 عام ، قصة قد تضاهي أعمال الراحلان حسن الإمام وأنور وجدي فى أفلام الخمسينيات.
نشأ بالوتيللى فى جزيرة صقلية الإيطالية وبالتحديد بمدينة باليرمو الـ 12 من أغسطس عام 1990 الريفية مهد المافيا لأبوين مهاجرين من غانا ، الأب هو : توماس بارواه والأم هى : روز ، والحياة مأساوية.
الأب اضطر مع قدوم مولوده الجديد إلى السفر بالقطار لأكثر من 12 ساعة يومياً للعمل من أجل توفير النفقات لمولوده الأول.
العائلة لاحظت صراخ الرضيع ماريو ، كان يبكى دائماً بدون أسباب ليهرع الأب والأم لفحص الابن ، وهنا أخبرهم الأطباء أن يعانى مرض فى الأمعاء وأن فرص موته أكبر من بقاءه على قيد الحياة.
يقول الأب بارواه: كان الفرحة الأولى لنا ، المولود الأول ، ولم نتخيل احتمال أننا قد نفقده.
اجرى ماريو الصغير عمليات جراحية وانتقلت العائلة إلى مدينة بريشيا الصناعية فى محاولة لتأمين تكاليف علاج الابن الأوحد ، شاركوا عائلة إفريقية أخرى المسكن ، كان الأب قليل الحيلة أمام مرض ابنه ، نصحه الأصدقاء باللجوء لمراكز الخدمات الاجتماعية وأخذ الأب بالنصيحة ليذهب هناك وتبدأ رحلة الإنفصال.
قبل أن يتمم السنة الثالثة من عمره تم إرساله إلى عائلة إيطالية لرعايته لمدة سنة الاب هو : فرانشسكو بالوتيللي والأم: سيلفيا والمهمة إنتشال طفل أسود من الفقر المرض بعد اقتراح العاملين بمركز الخدمة الإجتماعية.
كان ماريو الصغير قد بدأ ممارسة كرة القدم مع العائلة الأصلية على الرمل والحصى فى بريشيا وأظهر موهبة كبير ليلقبونه بـ " سوبر ماريو ".
فى بداية حياة ماريو الجديدة كان الأمر يسير على ما يرام فالزيارة كانت بشكل منتظم وماريو كان يلعب ويقضى وقتاً من أشقاءه إلى تغيير الأمر وابتعد ماريو وقتاً بعد الأخر عن العائلة.
ويقول الاب بارواه: الأسرة وافقت في البداية علي الحضانة لمدة سنة، التي تم تمديدها بعد ذلك لمدة 12 شهرا أخرى، لكن ماريو ابتعد .
وتابع : حاولنا استعادته على مدار 10 سنوات ولكننا فشلنا ، لم نستطيع تحمل تكاليف المحامحين فى نفس الوقت بدأ هو يفقد الإنتماء إلينا .
وردت سيلفيا الأم بالتبني على الأب : "لقد ولد وترعرع في ايطاليا ولكن كان يعاني من الذل والمعاناة التي يجري النظر فيها من أجنبي ، لقد وفرنا له حياة أفضل".
أما ماريو فقد كان رأيه طعنه غائرة لوالديه ، فطالما اعتبر بالوتيللي أن والديه تخلي عنه فى مرضه والقى به ولم يفكرا فى استعادته إلا بعد أن حظي بالشهرة والمال وهو ما دفعه إلى حمل اسم بالوتيللى والديه الحقيقين بوجهة نظره.
ويرد الاب والأم على اتهامات الابن : إنه لا يعي ، وهناك من زرع هذه الأفكار فى رأسه ، لا يهمنا ماله أو شهرته بل يهمنا أنه الابن الأول ، لقد ضحينا من أجله ولأجله.
وعلى الرغم من العلاقة المتوترة بين بالوتيللى وعائلته إلا أن سوبر ماريو يرتبط بعلاقة طيبه مع اشقائه ، ومن حين لأخر يذهب لوالدته روز التى تعمل فى أحد متاجر لندن من أجل رؤيتها ومساعدتها ماليا بدون أن يتحدث معها.
مارس بالوتيللي كرة القدم بشكل احترافي عقب انتقاله إلى عائلته الجديدة كان على وشك الإنتقال لبرشلونة إلى إنه وبسبب مبالغة وكيل أعماله انتقل إلى ليميزاني ثم إلى إنتر ميلان ليحصل على الجنسية الإيطالية بعد اتمامه لعامه الثامن عشر ويلعب للمنتخب الإيطالى ثم ينتقل العام الماضى إلى مانشستر سيتى ويصبح سوبر ماريو .
وتبقى فى النهاية قصة ماريو بالوتيللي واحدة من أكثر قصص الرياضين إثارة ودراماتيكية لواحد من أفضل وأغرب من لعبوا كرة القدم.