الأحد 10 يونيو 2012
01:53 م
تقرير (فرنسا 24):
من هو فاليري لوبانوفسكي لكي يكون له تمثال بحديقة في العاصمة الأوكرانية كييف؟ لوبانوفسكي، الذي توفي في 2002، هو ببساطة أكبر مدرب عرفته كرة القدم الأوكرانية.
خلافا للمدرب اوليج بلوخين او المهاجم اندري شفتشنكو، يعتبر فاليري لوبانوفسكي الذي توفي عام 2002 دون ان يحرز الكرة الذهبية، الاب الروحي لكرة القدم الاوكرانية وصانع امجاد دينامو كييف احد افضل الفرق في تاريخ البلاد في سنوات الثمانينات.
وضع له تمثال من البرونز عند مدخل ملعب دينامو في حديقة في العاصمة الاوكرانية. لا يمر اي احد امامه خلال أيام الأسبوع. لكن الامر مختلف كليا على بعد امتار وتحديدا الملعب الاولمبي الذي سيستضيف مباريات كأس اوروبا او شارع خريشتشاك حيث وضع تمثال يجسد لوبانوفسكي جالسا على مقاعد البدلاء، مائلا شيئا ما إلى الأمام، وهو بصدد متابعة مباراة على الارجح. الرجل، الذي عرف بعدم الابتسام أبدا، ظل صامتا دائما على مقاعد الاحتياط.
يعود اليه الفضل في "الكرة الشاملة في أوكرانيا" والذي جلعه احد المدربين الذين ارتبط اسمهم بتألق الفرق التي اشرفوا على تدريبها. فكما اشتهر برشلونة الاسباني مع (جوزيب) جوارديولا و(الهولندي يوهان) كرويف أو ميلان الايطالي مع (اريجو) ساكي، فان اسم لوبانوفسكي ارتبط بدينامو كييف.
واستند لوبانوفسكي في عمله على تكوين اللاعبين الناشئين واللعب الجماعي، وكان يقول "إن أهم شيء في كرة القدم الحديثة، هو ما يقوم به اللاعب عندما لا تكون بحوزته الكرة، وليس العكس".
وكان لوبانوفسكي يسعى الى ان يجعل من كرة القدم علما صحيحا قدر الإمكان، حيث كان يجمع الكثير من المعلومات عن اللياقة البدنية أو القدرات التكتيكية للاعبين ويقترح عليهم تدريبات فردية. كما انه كان احد اول المدربين الذين استخدموا جهاز كمبيوتر في عملهم.
وبحسب بعض الشهادات، لم يكن لوبانوفسكي يرحم لاعبيه في التدريبات التي كانت قاسية وحتى في ارضية الملعب، حيث كان يرغب في ان يكون كل شيء تحت السيطرة. الحرية الوحيدة التي كان يسمح بها هي الموهبة والإلهام.
وحتى في هذا المجال كانت للوبانوفسكي وجهات نظر محددة. وقال في هذا الصدد عام 1997 "أنا مقتنع بأن هؤلاء النجوم الجدد مثل رونالدو يبطؤون تطوير كرة القدم. انهم يفعلون كما يحلو لهم لكنهم لا يفهمون حقا ما يتطلبه اللعب من اللاعبين".
وفضلا عن قيادته دينامو كييف الى احراز العديد من الالقاب المحلية (7 بطولات دوري ابان عهد الاتحاد السوفياتي و6 في اوكرانيا وكأس الاتحاد السوفياتي 6 مرات وكأس اوكرانيا مرة واحدة)، فانه ادخل النادي التاريخ بقيادته الى الفوز بكأس الكؤوس الاوروبية للمرة الاولى في تاريخه عام 1975، كما قاد منتخب بلاده الى المباراة النهائية لكأس اوروبا عام 1988 بثمانية لاعبين من دينامو كييف، ثم الاخير الى الفوز بكأس الكؤوس للمرة الثانية عام 1986.
في المباراة النهائية في 2 مايو في ليون، سجق الأوكرانيون اتلتيكو مدريد الاسباني بثلاثية نظيفة، وبسهولة كبيرة بفضل المتألق بلوخين الذي سجل هدفا رائعا (الثاني).
الخطة المفضلة للوبانوفسكي كانت 4-4-2، بيد ان الشيء الجديد فيها هو الحركة المستمرة للاعبين، وانطلاقات الظهيرين وتبادل المراكز بين المهاجمين والضغط المستمر معتمدا على لاعبين اقوياء امثال (ايغور) بيلانوف وبلوخين و(الكسندر) زافاروف و(فاسيلي) راتس.
وعلى الرغم من تألق مدربين شباب واكثر حداثة منه، لا يزال تأثير لوبانوفسكي، صاحب الرؤية الثاقبة، كبيرا على كرة القدم الأوكرانية.
عندما توفي في عام 2002 عن عمر 63 عاما، عرض نعشه على ملعب دينامو، حيث بدأ مسيرته الكروية كمهاجم والذي اصبح اليوم يحمل اسمه. جاء أكثر من 100 الف شخص بينهم كبار مسؤولي الدولة، لتكريمه.
وكان هناك ايضا بطبيعة الحال بلوخين وشفتشنكو الذي اشاد بلوبانوفسكي وعيناه تذرف الدموع، وقال وقتها "انه والدنا جميعا واستاذنا".