"يضيف الإبداع لخط الوسط".. لماذا تعتبر عودة جوندوجان إلى مانشستر سيتي منطقية؟ (تحليل)

في صيف عام 2023، ودع إلكاي جوندوجان مانشستر سيتي بشكل عاطفي بعد سبع سنوات من الخدمة في الفريق، و14 لقبًا كبيرًا ونهاية مثالية، بعد أن قاد فريقه للتو إلى الثلاثية.

وقال جوندوجان قبل انتقاله إلى برشلونة: "لقد كان ما حققناه مذهلاً. نعم، كانت كرة القدم رائعة في بعض الأحيان، لكن الناس كانوا أفضل، سأتذكركم جميعًا لبقية حياتي، شكرًا لكم على كل شيء"... وربما لم تكن هذه كلمات شخص كان يعتقد أنه سيعود مرة أخرى للفريق بعد عام من رحيله.

وتعد عودة جوندوجان إلى مانشستر سيتي من بين أقل الصفقات المتوقعة في الصيف، ومع ذلك فإن عودته إلى منزله منطقية تمامًا.

لقد افتقد بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي خدمات جوندوجان، ولم يتمكن مانشستر سيتي من تعويض غيابه بشكل كافٍ في موسم 2023/2024، كما أدى رحيل جوليان ألفاريز مؤخرًا إلى زيادة الحاجة إلى صانع ألعاب قادر على تسجيل الأهداف.

وسلط الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي، الضوء على أهمية عودة جوندوجان إلى مانشستر سيتي، ولماذا يعزز فرصهم في الفوز باللقب الخامس على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز.

لماذا كانت الفترة الأولى لجوندوجان مميزة للغاية؟

كان جوندوجان أول لاعب ينضم لمانشستر سيتي بعد وصول جوارديولا في عام 2016، وهي إشارة إلى مدى تقدير المدير الفني الجديد لمانشستر سيتي له.

وقد ثبتت صحة توقعاته، إذ شارك جوندوجان في 304 مباراة على مدار سبعة مواسم في ملعب الاتحاد، بمعدل 43 مباراة في الموسم الواحد في جميع المسابقات، وسجل 60 هدفًا وصنع 37 هدفًا آخر.

لقد لعب اللاعب الألماني عددًا من الأدوار في ذلك الوقت، من اللاعب الوحيد رقم 6، إلى أحد اللاعبين الذين يثبتون خط الوسط، إلى اللاعب رقم 8 الذي يهاجم.

وفي المواسم القليلة الأولى، كانت تعدد استخدامات جوندوجان هي التي جعلته أحد الأصول المهمة بالنسبة لجوارديولا، ولكن في الآونة الأخيرة لعب دور البطولة كلاعب خط وسط هداف يربط خط الوسط بالهجوم.

وكان لجوندوجان القدرة على تحقيق التأثير في المباريات الكبيرة، حيث في اليوم الأخير من موسم 2021/22، سجل هدفين ضد أستون فيلا؛ الهدف الأول الذي أشعل عودة مانشستر سيتي الشهيرة وهدف الفوز في الدقيقة 81 في الفوز بنتيجة (3-2)، مما عزز مكانته كأسطورة للنادي.

وبعد مرور عام، صعد جوندوجان مرة أخرى، حيث سجل هدف الافتتاح في الفوز 3-0 على إيفرتون وهدفين في الفوز 2-1 على ليدز يونايتد، وهو ما ساعد مانشستر سيتي على البقاء فوق آرسنال .

وفي الشهر التالي، سجل جوندوجان أسرع هدف على الإطلاق في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وكان الأول من هدفيه في الفوز 2-1 على مانشستر يونايتد.

وكانت قدرة جوندوجان على تسجيل أهداف كبيرة في اللحظات الحاسمة، والتقدم لملء مكان الآخرين، هي السمات المميزة لسبع سنوات قضاها في مانشستر سيتي.

الخبر السار لجماهير مانشستر سيتي هو أن جوندوجان يعود بنفس اللاعب الذي رحل.

أداء رائع في برشلونة رغم الموسم السيء للنادي

ربما يبدو موسم واحد بلا ألقاب في كامب نو مخيبا للآمال، لكن افتقار برشلونة للنجاح تحت قيادة تشافي يخفي ببساطة الموسم الممتاز الذي قدمه جوندوجان بشكل فردي.

في 33 مباراة، سجل جوندوجان 9 أهداف وصنع 4 آخرين في الدوري الإسباني، مما جعله ثالث لاعبي برشلونة الأكثر مساهمة في الأهداف، خلف روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا، برصيد 27 و15 على التوالي.

لكن في برشلونة، كان دوره أقل ارتباطًا بالأهداف والتمريرات الحاسمة وأكثر ارتباطًا بالاستحواذ والتوزيع ومقاومة الضغط واستعادة الكرة.

لقد تفوق اللاعب الألماني في كل الجبهات، ففي الدوري الإسباني كان جوندوجان ضمن أفضل سبعة لاعبين على الأقل من حيث التمريرات المكتملة واللمسات والكرات البينية والعرضيات، بينما تمكن 10 لاعبين فقط من استعادة الكرة أكثر منه.

أرقام جوندوجان مع برشلونة في موسم 2023-2024

وكان الإبداع الذي أظهره جوندوجان أكثر إثارة للإعجاب، حيث صنع فرصًا أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الإسباني، بواقع 97 فرصة، وقدّم 9.8 تمريرة حاسمة متوقعة، وهو ثاني أعلى رقم في الدوري خلف زميله الجديد في مانشستر سيتي سافينيو .

إن حقيقة أن تمريرات جوندوجان كان من المفترض أن تخلق 9.8 أهداف لكنها انتهت بأربع تمريرات حاسمة فقط هي دليل على انتصاره الشخصي في موسم 2023/24 وسط ضعف الأداء من حوله.

إبداع جوندوجان في موسم 2023-2024

ما الذي افتقده مانشستر سيتي ولماذا يحتاج جوندوجان الآن؟

إن إبداع جوندوجان، بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف كما تتوقع أن يظهر إذا لعب في مركز هجومي في الملعب، هو ما افتقده مانشستر سيتي في الموسم الماضي ويحتاج إليه في موسم 2024/25.

في النصف الأول الأبطأ من موسم 2023/24، كانت هناك عدد قليل من المباريات حيث كان من الممكن أن يستفيد مانشستر سيتي من لاعب خط وسط إما لخلق الفرص لإيرلينج هالاند، أو التسجيل بنفسه.

في الهزيمة (2-1) أمام وولفرهامبتون واندررز، والهزيمة (1-0) أمام أرسنال والهزيمة 1-0 أمام أستون فيلا في الموسم الماضي، فشل مانشستر سيتي في تحقيق إجمالي أهداف متوقعة (xG) أعلى من 1.0.

وفي جميع المناسبات الثلاث، بدا الفريق بلا أداء في خط الوسط، حيث افتقد إلى الحيوية والجري إلى الأمام من جانب جوندوجان أو المصاب كيفين دي بروين.

كان فريق جوارديولا يائسًا من البحث عن لاعب من خط الوسط؛ عن شخص يندفع إلى منطقة الجزاء ويستغل المساحة التي تفتح عندما يشتت انتباه الدفاعات بسبب هالاند.

باختصار، كانوا يطالبون بشدة بجوندوجان: لاعب خط الوسط الموثوق به والقادر على تسجيل الأهداف في لحظات حاسمة.

ومن العادل أن نقول إن ماتيو كوفاسيتش وماتيوس نونيس لم يمنحا مانشستر سيتي ما فقده في وجود جوندوجان.

جوندوجان مقارنة بلاعبي خط وسط مانشستر سيتي

ولكن هذا ينطبق أيضًا على الجانب الدفاعي، عندما احتاج مانشستر سيتي إلى شخص بجانب رودري في طريقة لعب 4-2-3-1 للمساعدة في السيطرة على المباريات.

ومن الأمثلة الواضحة على ذلك التعادل 4-4 مع تشيلسي والتعادل 3-3 مع توتنهام هوتسبير . وفي المباراتين لعب ألفاريز إلى جانب برناردو سيلفا، وكان خط وسط مانشستر سيتي مفتوحا للغاية، مما أدى إلى مواجهات من طرف إلى طرف.

وكما يوضح الرسم البياني أدناه أن جوندوجان لاعب دفاعي أفضل من كوفاسيتش، حيث فاز جوندوجان بعدد أكبر من المواجهات الثنائية واستعاد الكرة في كثير من الأحيان على الرغم من لعبه لعدد أقل من الدقائق.

وبطبيعة الحال، وجد مانشستر سيتي طريقة لتجاوز هذه المشاكل في النصف الثاني من الموسم، لكن هذا لا يعني أن السلبية في خط الوسط لن تعود كمشكلة.

ومن المؤكد أنهم كانوا بحاجة إلى إضافة من الناحية الهجومية الآن بعد رحيل جوليان ألفاريز، حيث سجل ألفاريز 11 هدفًا وصنع 9 أهداف أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وبلغ متوسط ​​مساهمة جوندوجان في الأهداف 13 هدفًا في الموسم الواحد في سنواته الثلاث الأخيرة مع النادي، وبالتالي يتعين عليه تعويض بعض ما فقده مانشستر سيتي على الأقل.

باختصار، يحل جوندوجان محل أهداف ألفاريز، ويضيف الإبداع في خط الوسط المركزي ويعزز خيارات مانشستر سيتي الحالية في دور أعمق في خط الوسط.

إن عودة جوندوجان لمانشستر سيتي تعتبر التعاقد المثالي لبيب جوارديولا، وهو أمر غير مفاجئ على الإطلاق، حيث كان جوندوجان لاعبًا حاسمًا لمانشستر سيتي ومن المرجح أن يكون كذلك مرة أخرى.