"ضغط هجومي هائل".. أداء مانشستر يونايتد أمام فولهام يبشر بموسم أكثر إشراقًا (تحليل)

"دافعنا وضغطنا بشكل جيد للغاية، بعد 10 دقائق وجدنا فرصتنا في المباراة وحافظنا على الضغط عليهم".. هكذا تحدث إيريك تين هاج المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، عقب تحقيقه للفوز في أول لقاء بالدوري الإنجليزي الممتاز على نظيره فولهام.

وخطف فريق مانشستر يونايتد فوزًا قاتلًا على حساب ضيفه فولهام، بهدف قاتل، عن طريق نجمه الجديد جوشوا زيركزي، في المواجهة التي جمعت بينهما على ملعب أولد ترافورد، في افتتاح الموسم الجديد 2024-2025 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

وسلط الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي الممتاز، الضوء على أداء فريق مانشستر يونايتد في مباراة فولهام، وكيف حقق مانشستر يونايتد تقدمًا كبيرًا في الضغط والهجوم.

خلال أول 15 دقيقة من المباراة كان فولهام هو الفريق الأفضل، ولكن بمجرد أن فرض مانشستر يونايتد سيطرته على المباراة، دفع ضغطه الفعال إلى التعمق أكثر فأكثر في منطقة الجزاء.

وزادت الأمور فوضوية بعد مرور ساعة من اللعب، عندما تركت التبديلات وتغيير التشكيلة كلا الفريقين في حالة من التوتر، لكن مانشستر يونايتد فعل ما يكفي لاستحقاق النقاط الثلاث، وبالتأكيد كان هناك ما يكفي في أول 60 دقيقة ليشعر تين هاج بالرضا عن التقدم الذي يتم إحرازه.

نظام جديد يقوده كاسيميرو وماونت ومارتينيز

كان أبرز ما في المباراة هو أسلوب مانشستر يونايتد في الضغط بتشكيل جديد: 4-2-2-2 بدون مهاجمين حيث تناوب برونو فرنانديز وماسون ماونت على الخط الأمامي.

وكان لهذا الأسلوب بعض السلبيات، فقد عانى مانشستر يونايتد من صعوبة في خلق فرص واضحة للتهديف، وذلك بسبب افتقاره إلى مهاجم محوري في الخط الأمامي، وقلة عدد اللاعبين في منطقة الجزاء عندما تنشأ مواقف خطيرة.

ولكن الإيجابيات كانت كثيرة، حيث قام الجناحان أماد ديالو وماركوس راشفورد بتوسيع شكل دفاع فولهام، مما فتح بدوره مساحة في الوسط أمام ماونت وفيرنانديز وكاسيميرو وكوبي ماينو لتوجيه اللعب، ودفع فولهام إلى الخلف ببطء.

واستحوذ مانشستر يونايتد على 58% من الكرة في الساعة الأولى، بينما يوضح الرسم البياني الذي أعدته شركة "أوبتا" للشوط الأول ضغطهم بين الخطوط، وعدد اللاعبين في المنتصف.

وكان السبب الرئيسي وراء كل هذا كان ما فعله يونايتد بعيدا عن الكرة، حيث كان هذا بلا شك أفضل أداء لمانشستر يونايتد خارج الاستحواذ على الكرة في عهد تين هاج، حيث اجتمعت قوة ليساندرو مارتينيز والأداء الرائع من كاسيميرو، والطاقة التي امتاز بها ماونت لجعل يونايتد ممتازًا في الضغط.

لقد ضايقوا فولهام في كل أنحاء الملعب، واعتمدوا على أسلوب الضغط المفتوح رجل لرجل، وهو ما عطل تمريرات المنافس وأدى إلى تواجد لاعبي مانشستر يونايتد في نصف ملعب فولهام.

وفاز يونايتد بـ 20 تدخلًا، أي أقل بتدخل واحد عن رقمهم القياسي في موسم 2023/24 (21 ضد كريستال بالاس)، وقام بـ 17 اعتراضًا، وهي نتيجة تم تحسينها مرتين فقط في الموسم الماضي (20 ضد أستون فيلا، 18 ضد تشيلسي).

وهذا يعني كل شيء، كان خط دفاع تين هاج أعلى واستفاد خط الوسط من دعم اثنين من خطة رقم 9 الوهمي، وفاز اللاعبون بشكل فردي بمعاركهم.

تشكيل جديد لفولهام

من الجدير بالذكر أن ماركو سيلفا المدير الفني لنادي فولهام حاول تطبيق خطة 4-3-3 الجديدة (التي استخدمت آخر مرة في أكتوبر 2023) مع إميل سميث رو وأندرياس بيريرا في مركز المهاجم المزدوج.، وكانت هذه خطوة هجومية مفاجئة، ولكنها لم تنجح.

وبدا سميث رو وبيريرا ضعيفين للغاية عند استقبال الكرة، على الرغم من أن رغبة فولهام في لعب تمريرات محفوفة بالمخاطر من الدفاع لم تساعدهما (حتى تغيير التكتيكات بعد نصف ساعة، عندما بدأ بيرند لينو في التمرير طويلًا).

كلا اللاعبين أفضل في مركز رقم 10، حيث يستقبلان الكرة في المساحة، وقد ظهر ذلك لاحقا.

وربما كان ذلك بسبب خوف فولهام من سهولة استحواذ يونايتد على الكرة، فتراجع إلى عمق الملعب أكثر فأكثر، مما دعا أصحاب الأرض إلى الضغط عليهم من خلال السماح لهم بحمل الكرة إلى نصف ملعبهم.

إحداث فوضى واستفادة يونايتد

ظاهريًا، يشير دخول اللاعب الجديد جوشوا زيركزي من مقاعد البدلاء ليسجل هدف الفوز، بمساعدة البديل الآخر أليخاندرو جارناتشو ، إلى الإدارة الممتازة للعب من تين هاج.

في واقع الأمر، كان التغيير المزدوج الذي أجراه تين هاج في الدقيقة 60 سبباً في زعزعة استقرار النمط التكتيكي للمباراة تماماً.

وبالانتقال إلى طريقة لعب 4-3-3، افتقد مانشستر يونايتد إلى وجود مهاجم رابع في المنتصف لمنع فولهام من شن هجمات مرتدة، مما أدى إلى تفاقم الفوضى في المباراة، وهو ما يمكننا أن نرى من خلال تمركزات يونايتد في الشوط الثاني.

ربما كان التعب عاملاً، لكن الأهم كان الطريقة التي ظل بها جارناتشو متقدماً بينما فشل زيركزي في أداء المهام الدفاعية مثل ماونت.

حصل فولهام على العديد من الفرص الرائعة للهجمات المرتدة، وأبرزها فرصة اثنين مقابل واحد التي أهدرها بيريرا.

ولكن في النهاية استفاد يونايتد من المباراة التي انتهت بهدف الفوز الذي سجله زيركزي، وكان التحضير لهدف الفوز الذي أحرزه زيركزي نتيجة مباشرة لجهود الفريقين المتواصلة أثناء الجري ذهابًا وإيابًا.

لا يوجد سبب يجعل فولهام يشعر بالإحباط

في أول 15 دقيقة سيطر فولهام على المباراة، وكان أداما تراوري يجد المساحات بانتظام للانطلاق خلف خط دفاع يونايتد العالي بعد أن فقد فولهام الاستحواذ في وسط الملعب.

ولكن لم يدم الأمر طويلاً، على الرغم من أنه حتى بعد الدقائق الـ15 الأولى كان هناك الكثير مما يثير الإعجاب في العمل الدفاعي لفولهام.

ولم يحصل مانشستر يونايتد على سوى عدد قليل من الفرص، وهي ملاحظة مهمة في ضوء خسارة فولهام للاعبه جواو بالينيا الذي انتقل إلى بايرن ميونيخ خلال الصيف.

ولعب ساسا لوكيتش بشكل رائع، رغم أن فولهام حصد 12 نقطة من المباريات الخمس في الدوري الإنجليزي الممتاز التي غاب عنها بالينيا في الموسم الماضي، ربما لم يكن هذا مفاجئًا.

وسيكون ماركو سيلفا سعيدا بما شاهده، وفي يوم آخر كان فولهام قادرا على تسجيل واحدة من تلك الهجمات المرتدة والخروج من أولد ترافورد بفوز 1-0.

موسم أكثر إشراقاً

فاز مانشستر يونايتد بهدف نظيف في بداية الموسم الماضي، لكنه تعرض لانتقادات مبررة بسبب الأداء السيئ.

ولكن هذه المرة، فقد رأينا أداءً يبشر بموسم أكثر إشراقًا لمانشستر يونايتد في 2024/2025.