جميع المباريات

إعلان

العجوز الاسكتلندي يعرف أكثر.. "أستون فيلا إيمري" الذي لم يشاهده جوارديولا في أسوأ كوابيسه (تحليل)

أوناي إيمري وبيب جوارديولا

أوناي إيمري وبيب جوارديولا

نال السير أليكس فيرجسون العديد من الانتقادات اللاذعة والسخرية خاصة من جماهير نيوكاسل يونايتد، بعدما أشاد بأستون فيلا، وأشار إلى أنه أكثر فريق نال إعجابه بعد الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم خسارته على يد الماكبايس بخماسية مقابل هدف، لكن يبدو أن السير كان يرى شيئًا لم يراه الجميع.

اعتبرت جماهير نيوكاسل تصريحات السير أليكس فيرجسون لقناة NBC SPORTS هي بسبب منافسته القديمة مع نيوكاسل، وأنه قد تقدم في العمر، ويجب عليه البقاء في المنزل، لكن انتفاضة أستون فيلا بقيادة أوناي إيمري أثبتت صحة العجوز الاسكتلندي.   

دخل أستون فيلا إلى أرضية ملعبه الفيلا بارك، وسط توقعات كثيرة بأن يقدم مباراة مميزة ضد مانشستر سيتي، وأن يكون خصمًا صعبًا لحامل لقب الدوري الإنجليزي، لكنه فاق توقعات الجماهير والمحللين، واستطاع أن يكتسح خصمه تمامًا، ويصبح الفريق الأكثر تفوقًا على  بيب جوارديولا طوال مسيرته تقريبًا.

انتصار أستون فيلا لم يكن بمحض الصدفة، الفيلانز لعبوا 50 مباراة تحت قيادة أوناي إيمري، وفشلوا في التسجيل خلال 4 لقاءات فقط، وذلك مع تألق المهاج أولى واتكينز الذي أعاد اكتشاف قدراته مع مدربه الإسباني.

واتكينز والتحول تحت قيادة إيمري في أستون فيلا

ويمثل واتكينز أكبر نقطة تحول في صفوف أستون فيلا، خلال عصر أوناي إيمري، حيث كان قد سجل هدفين في الموسم الماضي مع جيرارد، ولكن بعد تعيين المدرب الجديد أنهى الموسم برصيد 15 هدفًا، ليحطم أرقامه مع أسطورة الريدز والمدرب دين سميث.

ووصل واتكينز إلى 8 أهداف هذا الموسم، ليصبح قريبًا من تحطيم رقم الموسم الماضي، حال استمراره بهذا المستوى المميز مع أستون فيلا، والذي دفع جاريث ساوثجيت لاستدعائه لقائمة المنتخب الإنجليزي خلال التوقف الدولي في شهر سبتمبر الماضي، ليعود لقائمة الأسود الثلاثة لأول مرة منذ شهر مارس 2022.

واتكينز تحدث عن تأثير أوناي إيمري في مسيرته، بتصريحات لصحيفة تليجراف: "أعتقد أن عقليتي تغيرت منذ قدوم المدرب أوناي إيمري إلى أستون فيلا، لقد ملأني بالكثير من الثقة، لقد تحسنت بالتأكيد خلال الأشهر الـ 18 الماضية، منذ أن كنت في معسكر المنتخب الإنجليزي لآخر مرة".

وتعرض إيمري لضربة قوية في بداية الموسم الحالي، بإصابة إيمليانو بوينديا ثم تايرون مينجز بقطع في الرباط الصليبي، لكن هذا الأمر لم يغير من نجاح خطط المدرب الإسباني

وحقق المدرب صاحب الـ 52 عامًا نجاحًا مدويًا مع أستون فيلا، بنفس قائمة اللاعبين التي كان يعتمد عليها ستيفن جيرارد، ولم يقم بإضافة سوى 4 صفقات هم باو توريس، يوري تيليمانس، موسى ديابي ونيكولو زانيولو.

والآن لنعد إلى ملعب الفيلا بارك، حيث تلاعب أستون فيلا بضيفه مانشستر سيتي، ولم ينجح جوارديولا في إيجاد الحلول، ليقف لأول مرة تاركًا فريقه كصيد سهل في يد أوناي إيمري ولاعبيه.

حرية ماكجين وانطلاقات بايلي والضغط العالي.. كيف سقط "سيتي بيب" على يد إيمري؟

إيمري بدأ اللقاء بالاعتماد على طريقة 3-2-3-2، وفقًا لما تظهره خريطة تمركز اللاعبين من تطبيق سوفا سكور، بتواجد الثلاثي باو توريس ودييجو كارلوس وكونسا في الخلف، مع حرية هجومية للظهير لوكا دين، الذي كان يتمركز مع بوبكر كامارا لاعب الوسط الدفاعي.

ولجأ إيمري للثلاثي ماكجين، دوجلاس لويز وتيليمانس لإحكام الضغط على دفاع السيتي ومنعهم من اختراق عمق الملعب أو حتى الأطراف ، مع تواجد الثنائي ليون بايلي وأولي واتكينز في خط المقدمة لاستغلال سرعتهم وتحركاتهم في إرباك دفاع السيتي، والوصول إلى مرمى الحارس إيدرسون.

وفي عملية تحضير اللعب، كان أستون فيلا يعمل على سحب لاعبي السيتي للضغط حتى منطقة الجزاء، ثم إرسال تمريرة إلى جون ماكجين لاعب الوسط الذي يتم توفير المساحة له دون رقابة.

ونجح إيمري في منح الحرية لماكجين من خلال تحركات ثنائي الوسط كامارا ودوجلاس لويز، وحال تشديد الرقابة عليه، كان يلجأ إلى إرسال كرة طويلة مباشرة نحو ليون بايلي أو أولي واتكينز.

هدف أستون فيلا جاء بعد "بروفة" حدثت أكثر من مرة خلال اللقاء، كان أبرزها في الدقائق الأولى بتمريرةطويلة نحو بايلي الذي انفرد بإيدرسون لكن الحارس البرازيلي تصدى لتسديدته.

وتكرر الأمر في الشوط الثاني، قبل تسجيل هدف التقدم بدقيقتين، حيث قطع باو توريس الكرة، ومررها نحو يوري تيليمانس الذي لعبها إلى ليون بايلي، في المساحة خلف جفارديول، لكن أكانجي تدخل في الوقت المناسب لقطع الكرة.

هدف أستون فيلا جاء بالطريقة ذاتها، بعد تمريرة من دييجو كارلوس، نحو تيليمانس الذي لم ينجح في استلامها، لتصل إلى ليون بايلي، الذي نجح في مراوغة جفارديول بسهولة، وانطلق نحو عمق الملعب الخالي تمامًا، بعد تحرك أكانجي لمراقبة تيليمانس، لينجح بايلي في استغلال الفرصة وتسجيل هدف الانتصار.

وعلى الصعيد الدفاعي، ركز أستون فيلا على إغلاق عمق الملعب، لاستغلال غياب رودري، وتقليل حظوظ مانشستر سيتي في الخروج بالكرة بنجاح، في ظل وجود الرباعي دوجلاس لويز، ماكجين، بوبكر كامارا وتيليمانس.

ووجه أستون فيلا منافسه مانشستر سيتي إلى إرسال الكرة على الطرف الأيمن أو الأيسر، من أجل الانقاض عليه بأربع أو خمس لاعبين، لقطع الكرة أو منع السيتزنز من التقدم وارتكاب خطأ أو تحويل الكرة لرمية تماس، في ظل صعوبة الاختراق في تلك المساحات الضيقة، خاصة مع غياب جيريمي دوكو.

هذا الأسلوب ساعد الفيلانز على استعادة الاستحواذ في ثلث الملعب الأخير أمام مانشستر سيتي 13 مرة، وهو أكبر رقم يتعرض له المدرب بيب جوارديولا في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ وصوله لقيادة السيتزنز.

لم ينجح السيتي في تهديد مرمى أستون فيلا إلا بكرة وحيدة في الدقيقة 11، عندما اتجه فيل فودين من الجبهة اليسرى لفريقه، نحو عمق الملعب، ليمرر كرة متقنة لهالاند الذي أهدر فرصتين على التوالي أمام الحارس إيميليانو مارتينيز، لكن رغم ذلك لم يغير جوارديولا من تمركز فودين الذي بقى في الجبهة اليسرى، رغم خطورته الأكبر التي تظهر عند اتجاهه للعمق خاصة في غياب دي بروين.

الأرقام تظهر الاكتساح الذي حقق أوناي إيمري على حساب جوارديولا، بعدما تمكن أستون فيلا من تهديد مرمى السيتي بـ 13 تسديدة في الشوط الأول، وهو أكبر عدد من التسديدات التي تلقاها فريق يدربه بيب خلال مسيرته في الدوريات الأوروبية.

ليلة تاريخية.. أرقام لن تنسى من انتصار أستون فيلا على مانشستر سيتي

وتعكس الإحصائيات أن جوارديولا عاش أسوأ ليلة له في الدوري الإنجليزي، بعدما فشل لأول مرة عقب 281 مباراة في الحصول على ركلة ركنية خلال اللقاء، كما أطلق فريقه تسديدتين فقط وهو أقل عدد من التسديدات في مباراة واحدة طيلة مسيرته داخل البريميرليج، واستقبل مرماه 22 تسديدة وهو العدد الأكبر في تاريخه بالدوري.

وتعتبر بداية إيمري هي الأفضل في تاريخ مدربي الفيلانز، بعدما حقق 31 انتصارًا في أول 50 مباراة له مع الفريق، ليتفوق حتى على جوارديولا مع مانشستر سيتي، والذي انتصر في 29 لقاء من أول 50 له مع الفريق صاحب زي السماوي.

حقق إيمري انتصاره الأول على بيب جوارديولا، بعد 15 عامًا من مباراتهما الأولى في الدوري الإسباني، حيث سبق له الهزيمة في 9 مباريات، والتعادل في 4 لقاءات، قبل انتزاع الفوز الأول، والذي جاء بالطريقة الأنسب التي لم يكن إيمري ليحلم بها، أو على الأقل لم يراها جوارديولا في أسوأ كوابيسه.

فيديو قد يعجبك:

التعليقات

مسابقة ملوك التوقعات

توقع الآن
تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg