يومًا بعد الآخر يبتعد نادي ليفربول عن المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز وهو ما يشكل خطرًا على مستقبل الفريق تحت قيادة يورجن كلوب.
لقد عاد ليفربول خلال فترة أعياد الميلاد بتحقيق انتصارين على أستون فيلا وليستر سيتي بدون أداء مُقنع ثم أهدر لاعبوه فرصة مواصلة الزحف نحو المربع الذهبي بعدما تلقى خسارة مفاجئة أمام برينتفورد في أولى مباريات الريدز بالعام الجديد.
وتقول صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها إنه بغض النظر عن الخسارة إلا أن ليفربول قدم أكثر العروض ضعفًا في عهد يورجن كلوب، لقد كانوا مفككين.
كان من الممكن أن يكون ليفربول على بعد نقطة واحدة فقط من المراكز الأربعة الأولى من خلال الفوز على برينتفورد إلا أن الفارق اتسع حاليا إلى 7 نقاط عن أقرب المنافسين وهو مانشستر يونايتد صاحب المركز الرابع.
وأضافت الصحيفة ذاتها أن الأمر حقا مقلق لأن ليفربول مُعرض لخطر الاستمرار في هذه الحلقة المُفرغة هذا الموسم.
ومن المعروف أنه إذا فاتهم فرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا - بعد 12 شهرًا فقط من الوصول إلى نهائي مسابقة النخبة في أوروبا - فقد يواجهون صعوبة في جلب أفضل اللاعبين المطلوبين من أجل بناء فريق آخر قادر على الفوز.
كما أن عدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا قد يؤدي أيضًا إلى تراجع المستثمرين المهتمين بشراء ليفربول أو الحصول على أسهم في النادي، فالدوري الأوروبي أو عدم وجود كرة قدم قارية على الإطلاق لا يساعد على جذاب المستثمرين.
وسبق وأن أعلنت مجموعة "فينواي الرياضية" المالكة لليفربول عن نيتها في عرض النادي للبيع بعد 12 عاما من استحواذها على أسهم النادي الإنجليزي.
ليفربول يعاني من مشاكل في جميع أنحاء الملعب
وأكد تقرير "ديلي ميل" أن ليفربول يعاني من مشاكل في جميع أنحاء الملعب، ناهيك عن بعض أوجه القصور الأساسية التي حجبتها النتائج في بعض الأحيان هذا الموسم.
ومن بين هذه المشاكل هو الأداء الهجومي المتمثل في المهاجم داروين نونيز والذي يعاني من إهدار للفرص بشكل غريب وآخرها كانت أمام حارس مرمى برينتفورد ديفيد رايا.
وأهدر نونيز ما يقرب من 15 فرصة كبيرة أمام المرمى منذ وصوله إلى إنجلترا - أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
لقد سجل 5 أهداف في الدوري الإنجليزي و9 أهداف بشكل عام، ولا شك أنه يزعج دفاعات المنافسين بسرعته المتفجرة، لكن قد يشعر ببعض التراخي لأنه كان بحاجة إلى وقت للتكيف مع بريميرليج وهذا سيكون مؤسفًا لأنه جاء إلى إنجلترا في نفس وقت إرلينج هالاند والذي بات ماكينة أهداف مع مانشستر سيتي.
لكن المقارنات لا مفر منها، وبينما سجل نونيز خمسة أهداف من 55 تسديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز (11 تسديدة لكل هدف)، سجل هالاند 21 هدفًا من 62 تسديدة (2.95 تسديدة لكل هدف).
ومن المعلوم أن ليفربول وقع مع نونيز ليكون المهاجم الرئيسي في تسجيل الأهداف ولكن بدأ المهاجم الأوروجواياني في إهدار الفرص وأصبحت ثقته هشة بشكل متزايد.
أزمة الدفاع
ويمثل الدفاع أيضا مشكلة كبيرة في صفوف ليفربول وأظهرت المباريات الأخيرة ذلك وكان آخرها لقاء برينتفورد.
وتكشف إحصائيات شبكة "أوبتا" أن ليفربول سمح للخصوم بـ 51 فرصة كبيرة حتى الآن هذا الموسم - أكثر من ضعف أي فريق فوقهم في جدول الترتيب.
كما استقبلت شباك ليفربول الهدف الأول في 10 مباريات من أصل 17 مباراة بالدوري الإنجليزي.
مطلوب لاعب خط وسط في يناير
ومن جانبه دعا جيمي كاراجر إلى تجديد خط الوسط بنادي ليفربول بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني خلال فترة انتقالات يناير بعد الهزيمة الأخيرة.
وقال كاراجر عبر قناة سكاي سبورتس: "نتحدث عن فيرجيل فان دايك، إنه لم يكن في أفضل حالاته، ولكن مهما كنت جيدًا، فأنت بحاجة إلى الحماية من خط الوسط".
وأضاف: "ليفربول في حاجة ماسة لتجديد خط الوسط والهزيمة الأخيرة أبرزت ذلك".
ويعد ليفربول من الأندية التي ترغب في جلب جود بيلينجهام من بوروسيا دورتموند لكن هذا لن يحدث حتى الصيف المقبل وسيواجهون منافسة شرسة من الفرق الآخرى.
وقد يستعير ليفربول لاعب خط وسط آخر على سبيل الإعارة هذا الشهر إذا عثروا على شخص يناسب متطلباتهم.
محمد صلاح ليس المشكلة
وذكرت الصحيفة البريطانية أيضا أن الفرصة أتيحت لمحمد صلاح لتسجيل رقم قياسي آخر لليفربول مساء يوم الاثنين الماضي، كان على بعد هدف من أجل أن يتخطى مايكل أوين كأكثر من سجل خارج الديار بقميص الريدز في الدوري الإنجليزي.
وكان سيتقدم أيضًا على السير كيني دالجليش باعتباره سابع أفضل هداف للنادي على الإطلاق.
ولسوء الحظ، كان النجم المصري مجهولًا إلى حد كبير وبالكاد كان يصل إلى مرمى برينتفورد طوال المباراة.
وعاد صلاح بعد نهاية فترة المونديال بتسجيله هدفاً وصنع آخر في الفوز على أستون فيلا، ليرتفع رصيده في الموسم الحالي إلى 16 هدفاً وستة تمريرات حاسمة.
وربما لم يستطع صلاح الحصول على مساعدات أمام برينتفورد وقد يتحسن ذلك عندما يتم دخول كودي جاكبو في التشكيلة بفضل سجله الاستثنائي في تقديم التمريرات.
وأكد التقرير الإنجليزي أن محمد صلاح يظل بعيد كل البعد عن مشكلة ليفربول الرئيسية.